وحده هو نجيب محفوظ من نافس شاشة السينما بسحر كتاباته وبراعة تجسيده ورسمه بالكلمات، استطاع أن يقدم برواياته وكتاباته التي كانت تنبض بالحياة علي الورق مشاهد من زوايا مختلفة تفوقت على تلك المشاهد التى صنعها المخرجون بكاميراتهم، كنا نقرأ الأحلام وقصص الحب، نشعر بالآلم والسعادة فى روايات "محفوظ" دون الحاجة إلى مخرج وكاميرات وممثلين ودور عرض لتجسيد هذا الأبداع.
وتمر اليوم الذكرى الـ15 على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ، الذى رحل عن عالمنا فى 30 أغسطس عام 2006، عن عمر يناهز 94 عاما، بعدما قدم لنا العديد من الأعمال الروائية والقصصية الخالدة، وبرع فى الكتابة للسينما، فكان من أكثر الأدباء الذى تحولت روايتهم للشاشة، وأكثرهم كتابة للسينما مباشرة.
قدم الأديب الراحل للسينما مباشرة العديد من السيناريوهات والأعمال، وبقيت تلك الأعمال من أيقونات السينما المصرية والعربية، حيث قدم أول سيناريو له لفيلم "مغامرات عنتر وعبلة"، والذي تأخر إصداره حتى عام 1948، ثم فيلم "المنتقم"، والذي صدر قبل فيلمه الأول، وكان المخرج صلاح أبو سيف أحيانا يشاركه في الكتابة، واستمر نجيب محفوظ في كتابة السيناريوهات حتى عام 1959، ومن أبرز أعماله للسينما:
"ريا وسكينة"
تم إنتاج الفيلم عام 1953، ويتناول قصة حقيقية تعود لعام 1920 حول ريا وسكينة أشهر عصابات التاريخ في خطف الفتيات وقتلهم لسرقة مصاغاتهم الذهبية، وهو من بطولة أنور وجدى، نجمة إبراهيم، زوزو حمدى الحكيم، وإخراج صلاح أبو سيف، وكتب السيناريو والحوار نجيب محفوظ.
"فتوات الحسينية"
وتدور أحداث الفيلم في أحد أحياء القاهرة القديمة، حيث يستلم الابن عصا الفتوة من أبيه، ويتعلم منه كيفية القتال بالنبوت، ويتأهل أن يكون فتوة في الحسينية، ثم يقوم صراع بين الشاب وبين الفتوة الحالي الطاغية، والذي ينافسه في حب نفس الفتاة التي يحبها، دبر الفتوة الطاغية مؤامرة للشاب ويدخله السجن لعدة سنوات، ويسعى إلى الزواج من الفتاة التي تصده، وتنتظر عودة حبيبها، الذي تزوج منها قبل الدخول إلى السجن، تمر السنوات، ويخرج الزوج من السجن، وتقوم مشاجرة فاصلة بين المتصارعين على الفتونة، ويتغلب الشاب على الطاغية ويدخله السجن، ويعود إلى زوجته، ويصبح فتوة عادلا في الحي، والفيلم من بطولة فريد شوقي وهدي سلطان ومحمود المليجي، قصة وسيناريو نجيب محفوظ، إخراج نيازي مصطفي.
"الوحش"
فيلم من بطولة أنور وجدي وسامية جمال ومحمود المليجي وعباس فارس، وإخراج صلاح أبو سيف، كتب القصة والسيناريو والحوار نجيب محفوظ، و يحتل المركز رقم 70 في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد، وتدور أحداثه حول سفاح ملقب بالوحش في إحدى القرى الصعيدية، يخشاه الجميع بما فيهم الشرطة، يتمتع بحماية رضوان باشا الذي يستخدمه بدوره في حمايته في الانتخابات والتخلص من منافسيه،
ثم يتم إرسال ضابط جديد إلى القرية مع ابنه وزوجته مكلف بالقبض على الوحش، وتتوالي الأحداث.
"بين السما والأرض"
عرض الفيلم عام 1959، قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار السيد بدير وصلاح أبو سيف وبطولة هند رستم وعبد السلام النابلسي وعبد المنعم إبراهيم ومحمود المليجي ومن إخراج صلاح أبو سيف، وتدور أحداث الفيلم حول تعطل مصعد كهربائي (أسانسير) في إحدى عمارات أحياء القاهرة بركابه بين السماء والأرض، ولكل منهم حياته وقصته التي تكشفها الأحداث.
"إحنا التلامذة"
تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة تلاميذ، وهم عادل (عمر الشريف)، حسنين (شكري سرحان)، وسمير (يوسف فخر الدين)، لكل منهم مشكلة، فعادل يحب جارته سهام، لكن أباها يرفض أن يزوجه منها، ويطرده أبوه من المنزل، أما حسنين فإن عمه يأتي إليه من الصعيد ليذكره بأهمية القيام بالثأر ممن قتلوا أباه، وسمير يعاني من إهمال أبويه له، بعد أن انفصلا، وتزوج كل منهما بطرف أخر، والفيلم بطولة عمر الشريف وشكري سرحان ويوسف فخر الدين وتحية كاريوكا، ومن إخراج عاطف سالم، كتب السيناريو نجيب محفوظ، والحوار محمد أبو سيف.
"الاختيار"
كتب نصه السينمائي نجيب محفوظ وأخرجه المخرج العالمى يوسف شاهين، وتدور قصة الفيلم حول الشيزوفرانيا (مرض انفصام الشخصية) حيث تكتشف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، والتي سرعان ما يحددون هويتها لشخص اسمه "محمود"، وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول "سيد" شقيق "محمود" بأنه القاتل، والذي يظهر بأنه مع عشيقته "بهية" "كمحمود" ومع زوجته "شريفة" "كسيد"، وشارك في بطولة الفيلم عزت العلايلي وهدى سلطان ومحمود المليجي ويوسف وهبي وسعاد حسني وسيف الدين شوكت.