نشاهد، اليوم، صورة للشيخ محمد رفعت (1882- 1950) صاحب الصوت الرائع المتفرد، الذى يعد من أجمل قراء القرآن فى العصر الحديث، ومن حسن حظنا أن احتفظ البعض بأسطوانات لصوت الشيخ سمحت للأجيال التالية بأن تستمتع بحس الشيخ العظيم.
ومما يذكر فى موضوع حفظ صوت الشيخ على أسطوانات ما يقوله كتاب " ألحان من السماء.. الجزء الأول" تأليف صلاح الدين عبد الغنى، فإن الأجيال التى أعقبت الشيخ محمد رفعت حرمت من الاستمتاع لصوته الفذ الذى ظهر قبل أن تلحق مصر بوسائل التكنولوجيا الحديثة فى التسجيل، إضافة إلى إهمال الإذاعة التى بدأت إرسالها فى مايو 1934م، وعاصرها الشيخ حتى رحيله فى مايو 1950، فلم يتم الاحتفاظ بتسجيل لتلاوته، وما نراه الآن من القليل من تسجيلات شيخنا يرجع إلى بعض من عشاقه ومحبيه الذين قاموا بجمع تسجيلات الشيخ وإعادة تقديمها للإذاعة فى منتصف الستينيات.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 70 عاما على رحيل الشيخ محمد رفعت لا تزال الذائقة الحديثة تقف أمام عظمة الصوت، الذى اكتسب مع مرور الأيام ذائقة الحنين، وصار صوت الشيخ جالب للطمأنينة إلى قلوب المصريين.