نواصل سلسلة حياة المصريين، ونستكمل ما بدأناه من قراءة لـ قصة الحضارة للمؤرخ العالمى الشهير ول ديورانت، ونتوقف مع الورق وأهميته فى الحضارة المصرية القديمة.
تقول قصة الحضارة:
كان يسمح للطالب فى الفرق الراقية أن يستعمل الورق، وهو من أهم السلع فى التجارة المصرية ومن أعظم النعم الخالدة التى أنعم بها المصريون على العالم، وكانت طريقة صنعه أن تقطع سوق نبات البردى شرائح وتوضع متقاطعة بعضها فوق بعض ثم تضغط ويصنع منها الورق عماد المدنية،.
وحسبنا دليلا على حسن صنعه أن ما كتب عليه من المخطوطات منذ خمسة آلاف عام لا يزال حتى الآن باقيا متماسكا سهل القراءة، وكانت الكتب تصنع من الأوراق بضمها إلى بعض وإلصاق الطرف الأيمن من واحدة بالطرف الأيسر من التى تليها، فتكون منها ملفات ما يبلغ طول الواحد منها أحيانا نحو أربعين ياردة؛ وقلما كانت تزيد على هذا فى الطول لأن مصر لم يكن فيها مؤرخون مولعون بالحشو واللغو.
وكانوا يصنعون حبرا أسود لا يتلاشى بمزج الصناج والصمغ النباتى بالماء على لوحة من الخشب. أما القلم فكان قطعة بسيطة من الغاب يعالج طرفها ليكون كقلم الرسام.