لا أحد ينسى النداء الأشهر عبر أثير الإذاعة: "من حكمدار بوليس العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذى أرسلت ابنتك فى طلبه، الدواء فيه سم قاتل"، في الفيلم العربي الأشهر "حياة أو موت" الذى أخرجه ووضع قصته كمال الشيخ عام 1954، ولعب بطولته يوسف وهبى وعماد حمدى والطفلة ضحى أمير.
هذا الفيلم العبقري، ألقى الضوء على مشكلة قديمة حديثة، وهي الخطأ في صرف الأدوية، تلك المشكلة التي تفتك بأرواح المواطنين، وتسكنهم القبور بدلًا من علاجهم.
وبالرغم من مرور 65 سنة على الفيلم، إلا أن كوارث وأخطاء صرف الأدوية مازال مستمرًا، كانت اخر مشاهده وفاة طفلة في قرية الفرستق التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، لم يتخطى عمرها الرابعة، بعدما ذهبت بها والدتها لصيدلية شهيرة بقريتها للحصول على علاج لارتفاع درجة حرارتها، فأعطها الشخص الموجود بالصيدلية حقنتين كانت سببا فى وفاتها.
الكارثة أن هذه الشخص طبيب بيطري يقف في صيدلية زوجته لصرف الأدوية للمواطنين، ووصف العلاج دون رقيب أو حسيب، مما يضر بصحة المواطنين.
بعض المواطنين من البسطاء، ممن لا يمتلكون ثمن "الكشف عند طبيب" يذهبون للصيدليات للحصول على أدوية لعلاجهم مباشرة، لكن الكارثة تكون حاضرة عندما يكون الشخص الموجود في الصيدلية ليس من أهل الطب، ومع ذلك يمارس فنونه في صرف الأدوية ومنح المرضى الوصفات، مما يفتك بصحتهم.
ورغم الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية للتصدي لهذه المشاكل والكوارث، إلا أن بعض الصيدليات تضرب بذلك عرض الحائط، بل أحيانا يتواجد مجموعة من الأشخاص داخل الصيدلية ليس بينهم صيدلي وحيد.