تنظر مصر إلى الأمام دائمًا.. هذا هو شعار المرحلة التي بدأت منذ 7 سنوات، ويحدث ذلك في جميع المجالات دون أدنى استثناء، فمع بناء مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، فى العاصمة الإدارية الجديدة، نجد أن هناك اهتمامًا واضحًا للغاية بالتراث اليهودي المصري، وهو ما جعل المجلة الأمريكية "Engineering News - Record" تسلط الضوء على هذا المشروع لحصوله على جائزة أفضل مشروع عالمي، في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل عن مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي "الياهو هانبي" بالإسكندرية، وكانت تلك الجائزة ضمن أربعة مشروعات مصرية فائزة في مسابقة التحكيم العالمية لأفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021.
ومع هذه الجائزة التى حصلت عليها مصر تعيد علينا من جديد أحداث حقبة مهمة فى التاريخ المصري القديم، حيث إن المعبد "الياهو هانبي" يعد من أشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية ويقع بشارع النبى دنيال، مجاورًا لعدد من المعالم الأثرية المهمة، ينسب المعبد إلى النبي "الياهو هانبي" أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد شيدته الجالية اليهودية عام 1354 من الميلاد، وتعرض المعبد للتدمير خلال الحملة الفرنسية، بسبب اعتراضه مسار نيران المدفعية عام 1798م.
وأعيد بناء المعبد اليهودي مرة أخرى عام 1850م، في عصر والي مصر عباس حلمي الأول، كما أعيد بناء المعبد عام 1881م، في عهد الخديو توفيق، وتبلغ مساحة المعبد 4200 متر مربع، وهو عبارة عن طابقين، الأول للرجال، والثانى للسيدات، ويحتوي المعبد مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد.
كما يضم المعبد اليهودي مقاعد خشبية تسع 700 شخص، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات، وعددًا من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.
وقد اتخذت الدولة ممثلة في وزارة السياحة والآثار قرار الترميم عقب سقوط سقف السلم الخاص بالسيدات، فبدأت أعمال التوثيق والترميم في أغسطس عام 2017م، وأسندت الشركة الخاصة بالترميم إلى شركة المقاولون العرب التي شملت توثيق المعبد وعمل التحاليل والفحوصات، وبحث مسببات مصادر التلف، وتوصف مظاهر التلف للعناصر الإنشائية والمعمارية والزخرفية، كما تم التعامل مع محافظة الإسكندرية، لرصد شبكات المرافق المرتبطة بالمعبد.
إن ما حدث بهذا المعبد اليهودي يؤكد أن الدولة المصرية دائمًا تنظر إلى التاريخ وتحترم الآخر، وتحرص على حفظ الآثار التي تعود إلى العصور المختلفة، فالتجوال في القاهرة يكشف أن تاريخ التعايش بين الأديان في مصر ما زال قائمًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة