لم يقدم منتخب مصر الأداء المنتظر منه خلال مواجته الأولى بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 أمام نظيره أنجولا المصنف الـ 126 عالميًا والأخير في المجموعة، رغم تحقيق منتخبنا الوطنى انتصاره الأول على المنتخب الأنجولي بهدف دون رد على ملعب الدفاع الجوي، ليقتنص أول ثلاث نقاط في بداية المشوار وقبل مواجهة الجابون في ليبرافيل، وهو الأمر الذى أرجعه حسام البدرى لإجهاد اللاعبين لعدم انتظام المسابقات المحلية بسبب ضغط المباريات في الفترة الماضية من عمر الدوري، وأيضا ظروف الغيابات الصعبة مثل محمد صلاح ومحمد النني بعد منعهما من التواجد مع المنتخب بسبب إجراءات فيروس كورونا المتبعة فى إنجلترا، إلى جانب إصابة تريزيجيه، ووصول مصطفى محمد متأخرا، فضلا عن إصابة أكرم توفيق.
ورغم حفاظ حسام البدري، على سجله مع منتخب مصر خاليا من الهزائم فى 8 مباريات بعد الفوز على أنجولا، حيث تولى حسام البدرى مسئولية تدريب الفراعنة فى 20 سبتمبر 2019، وكانت البداية بمباراة بتسوانا ونجح المنتخب الوطنى فى الفوز بهدف نظيف، قبل أن يتغلب على ليبريا بنفس النتيجة، وكان التعادل مع كينيا بهدف لمثله ثم التعادل سلبياً مع جزر القمر سبباً فى توجيه أسهم النقد صوب الجهاز الفنى للمنتخب، واستعاد الفراعنة توازنهم بالفوز على توجو بهدف نظيف فى مباراة الذهاب، ثم الفوز فى لقاء الإياب خارج الديار بثلاثة أهداف مقابل هدف رغم غياب عناصر مهمة عن المنتخب مثل محمد صلاح ومحمد النني بعد إصابتهما بكورونا قبل تلك المباراة، ثم تعادل الفراعنة مع كينيا ليضمنوا التأهل للكان، وبلغ إجمالى مباريات منتخب مصر مع حسام البدري 8 مباريات، فاز الفراعنة فى 5 مباريات وتعادلوا فى 3 مباريات ولم يتذوق طعم الخسارة، وسجل لاعبو المنتخب مع البدرى 12 هدفا واستقبلت شباكهم 3 أهداف، إلا أن هذا لم يرضى الجماهير المصرية بسبب الأداء الباهت الذى يظهر عليه المنتخب منذ تولى البدري مسئولية المنتخب الوطنى.
لذلك أرى أن منتخب مصر يدفع ضريبة حالة التخبط التى تظهر فى عدم انتظام المسابقات المحلية، والذى يتسبب فى إجهاد اللاعبين بسبب ضغط مباريات الدوري، والذى ظهر بشكل واضح على لاعبى المنتخب في مباراة أنجولا، وهذا طبيعي أن يظهر المنتخب بهذا الشكل أولى مباريات التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، لأنه لا يوجد معسكرات إعداد قوية للمنتخب، ولكن هذه الأسباب ليست الوحيدة لأداء المنتخب الباهت الذى ظهر عليه أمام أنجولا لأن لم يظهر أي بصمة للمدير الفني للمنتخب حسام البدري على أداء اللاعبين ولم نستشعر بوجود خطة واضحة تنفذ على أرضية الملعب خلال المباراة، لذلك يوجد تخوف عند الجماهير المصرية من وصول المنتخب الوطنى لنهائيات كأس العالم 2022.
كما أرى أن الجماهير يوجد عندها حق تخاف من أداء المنتخب الباهت الذي يظهر عليه فى كل مبارياته مع حسام البدري، ولكن السبب الحقيقى أن المنتخب الوطنى يدفع ضريبة المسابقات غير المنتظمة في مصر، وسط تخبط المسئولين عن المنظومة الكروية فى مصر وعدم حسمهم مواعيد المسابقات بشكل منتظم وإرضاء بعض الأندية على حساب مصلحة المنتخب المصري، وأيضا عدم وضوح خطة حسام البدري في الملعب، والتي لم نستشعر بوجود أي بصمة للمدير الفني على أداء اللاعبين، كما كان يظهر ذلك بشكل واضح مع الجيل الذهبى للمنتخب الوطنى تحت قيادة حسن شحاتة.
وفى النهاية.. لابد أن يعمل مسئولى المنظومة الكروية فى مصر على ايجاد حلول جذرية لانتظام المسابقات المحلية دون النظر إلا لمصلحة الكرة المصرية والمنتخب الوطنى فى المقام الأول، كما أطالب الجماهير المصرية بالصبر على هذا الجيل لأن لديهم مواهب كثيرة، وقادرون على تحقيق الكثير لمصر وإسعادهم دائما، وأتمنى من ظهور بصمة واضحة لحسام البدري على أداء المنتخب الوطنى لإعادة أمجاد الفراعنة من جديد على يد المدرب المصري مثلما فعلها من قبله الأسطورة محمود الجوهرى وأيضا حسن شحاتة.