مصر تستعيد أمجاد تاريخها وتراثها.. 8 مشاريع حفاظا على الذاكرة البصرية

الثلاثاء، 11 يناير 2022 05:30 م
مصر تستعيد أمجاد تاريخها وتراثها.. 8 مشاريع حفاظا على الذاكرة البصرية القاهرة الخديوية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المعمار جزء من الشخصية المصرية، والعمارة فى بلاد النيل جزء من التكوين الحضارى فيها، هنا بنى المصرى القديم المعابد والأهرام، وهنا نقش الفراعنة القدماء الزخارف والنقوش مقدمين للعالم صورة من أبدع صور المعمار عبر التاريخ.
 
المعمار جزء أصيل من الهوية المصرية، والأخيرة هى جزء من مهم من برنامج الدولة المصرية، والملاحظ مؤخرا اهتمام الدولة اهتماما بصورة كبيرة  باستعادة الرونق التاريخى والحضارى للمواقع التاريخية فى مصر، بالذاكرة البصرية والهوية المعمارية لما تحمله من طابع تراثى وعمرانى وثقافى فريد وتتركز استراتيجية المشروع فى تطوير المدن القديمة بحيث تمد سكانها وزوارها بتجربة تاريخية متميزة تعتمد على ثرائها التاريخى.
 
وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، منذ البداية، على تطوير الصورة البصرية للبلاد ليتحاكى بها العالم، وأعطى توجيهاته للمسؤولين بإزالة كافة أشكال العشوائية وتطوير وتجميل المدن والحفاظ على ما بها من تراث وآثار، كذلك كانت للمبادرات التوعوية رصيد كبير من منجزات الدولة خلال سنوات تولى الرئيس السيسى المسئولية، ليكون الهدف التطوير من خلال مشروعات عملاقة، والحفاظ عليها من خلال نشر الوعى وتثقيف الناس بأهمية الحفاظ على مبانيهم المعمارية الرائعة.
 
وتضمنت المشروعات تطوير المبانى الأثرية ذات القيمة، مع إعطاء الأولوية لترميم المبانى التاريخية وإحياء النسيج العمرانى التاريخى للمنطقة وتشجيع استخدام شوارع المنطقة التاريخية كممرات مشاة وإعادة تنظيم حركة المركبات وتوفير مناطق انتظار للسيارات وإحياء الشخصية الاجتماعية والثقافية والحضارية للمنطقة من خلال تراثها الملموس.
 
وفى 7 سنوات من عهد الرئيس السيسى شاهدنا إنشاء العديد من مدن الجيل الرابع والذكية وعلى رأسهم العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة وتطوير الساحل الشمالى وغيرها، وتحول التطوير العقارى فى عهد الرئيس السيسى إلى جميع انحاء جمهورية مصر العربية فى الصعيد والدلتا وكافة المحافظات والمدن الجديدة، حيث لم تقتصر التنمية والتطوير العمرانى فى 7 سنوات الماضية على مدن القاهرة والمحافظات الكبرى كما كان فى السابق.
 
وشهدت البلاد، مشاريع قومية تم تنفيذها بأيادى وسواعد مصرية وبصورة حضارية، بفضل دعم واهتمام الرئيس ودوره الفعال فى تطوير المدن والمنشآت القديمة والحفاظ على التراث المعمارى والحضارة العمرانية.
 
ويظهر حرص الرئيس السيسى دائما على الصورة الجمالية لمصر، فمع كل مشروع جديد نجد، توجيه الرئيس بمراعاة تطبيق كل المعايير الحديثة لتطوير وتنمية مختلف المدن الجديدة وتلك القائمة على مستوى الجمهورية بصورة مستدامة، مع تجهيز البنية الأساسية لتلك المدن لتصبح مدناً خضراء وصديقة للبيئة، بما فيها استخدام الطاقة الجديدة والنظيفة، خاصةً فى وسائل النقل الجماعي، فضلاً عن استعداد وجاهزية تلك المدن لاستضافة أكبر الفعاليات العالمية المختلفة فى مصر.
 

القاهرة التاريخية

يتمثل تطوير مشروع القاهرة التاريخية فى الحفاظ على المبانى الأثرية وإعادة تأهيل الأحياء التابعة للاستخدام المناسب، ويهدف المشروع لحصر الأنشطة غير الملائمة لطبيعة المنطقة التاريخية، وتأتى مدينة القاهرة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمى منذ عام 1979 كمدينة تمثل تخطيطها، وعمائره تحفة معمارية نادرة، تجسد التقاء حضارات وتفاعلات بشرية متنوعة، ومازالت تحافظ على تخطيطها للشوارع والحارات القديمة، وتعد هذه المدينة نموذجاً متميزاً للمعمار الإسلامي، حيث جمعت العديد من الأمثلة المعمارية الفريدة من عصور الأمويين والطولونيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين.
 
وسيحقق مشروع حدائق الفسطاط نقلة حضارية بالمنطقة، ليمثل إحياء أول عاصمة إسلامية فى أفريقيا، والحفاظ على العمارة الإسلامية الخالدة بالفسطاط ومن من المستهدف أن تصبح مدينة الفسطاط مُتحفا مفتوحا أمام الزائرين من جميع أنحاء العالم، كما يستهدف المشروع إحياء التراث المصرى عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، وتصميم حديقة عامة تكون لها إطلالة على عدد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وإقامة عدد من المناطق، منها منطقة الحدائق التراثية، ومنطقة للمغامرات، والمنطقة الثقافية، والمنطقة التاريخية، وصولاً لتغيير وجه هذه المنطقة بالكامل، كذلك الأعمال الخاصة بتطوير ساحة مسجد عمرو بن العاص.
 

ثورة تراثية وحضارية

أعاد اهتمام الرئيس السيسى بتراث الأجداد للحضارة المصرية بريقها عالميا، حيث حرص على مدى 7 سنوات، على افتتاح العديد من المتاحف الأثرية أولها متحف الفن الإسلامى فى يناير 2017 بعد إعادة تطويره وترميمه والذى طالته يد الإرهاب الغاشم بعد الانفجار الذى وقع أمام مديرية أمن القاهرة فى 24 يناير 2014، وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته النادرة والذى كان مؤشرا قويا لعودة الأمن والاستقرار لمصر، كما افتتح الرئيس السيسى فى مارس 2018، متحف آثار مطروح، والذى يعد بانوراما لعرض القطع الأثرية للعصور التاريخية المختلفة والتى تمثل المنطقة، وهو الأول من نوعه فى ويضم حوالى 1000 قطعة أثرية من مختلف العصور.
 
ومن أهم للمشروعات الأثرية القومية الكبرى، التى يولى الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية قصوى لها (المتحف المصرى الكبير)، الذى يعد هدية مصر للعالم، حيث يضم آثارا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى العصر اليونانى والرومانى، ولأول مرة سوف تعرض مجتمعة آثار الملك توت عنخ آمون، والتى يزيد عددها عن 5 آلاف قطعة. 
 
وتنتهج الدولة المصرية مسارا متزنا ما بين جهود التنمية والتطوير، والحفاظ على قيمة وسلامة المواقع الأثرية الفريدة، بما فيها تطوير كافة المناطق التاريخية فى القاهرة، لتصبح عاصمة مصر بمثابة متحف مفتوح يعكس عراقة الحضارات المصرية القديمة والمعاصرة.
 

أضرحة آل البيت

أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية كبيرة لتطوير أضرحة "آل البيت" بشكل متكامل، خاصة أضرحة سيدنا الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب، بما يشمل صالاتها الداخلية، وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، وذلك جنبًا إلى جنب مع تطوير الخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما فى ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها.
 

ممشى أهل مصر

كورنيش النيل ظهر فى مختلف محافظات الجمهورية بشكل مختلف تماما يبهر من ينظر إليه ويظهر مدى جمال نهر النيل، وخلق بيئة بصرية جمالية لشوارع وواجهات المحافظات وعودتها لشكلها الجمالى مرة أخرى وقام مشروع ممشى أهل مصر بتغيير الصورة البصرية للنيل، وتحويله إلى مزار عالمى يغير وجه القاهرة ليكون صورة نمطية جديدة لدى العالم بمدى جمال وسحر القاهرة.
 
وظهرت الشكل النهائى خلال المرحلة الأولى جاء فى حلة معمارية رائعة ظهرت مدرجات الجلوس المطلة على النيل، وكذلك المسرح وأسوار الكورنيش، وأحواض الزهور، بالإضافة إلى مقاعد الجلوس التى يتم توزيعها بالممشى، وكذلك تشطيب الجراج والمحال، والإضاءة التجميلية لأعمال المرحلة، الذى أبهرت كل من رآه معتقدا أن المشهد من قلب أوروبا، فالمشروع حول الكورنيش إلى تحفة جمالية ومنتزه لكل المصريين والسياح على أطول وأعرق نهر فى العالم ألا وهو نهر النيل.
 

تطوير ميادين مصر

أطلقت الدولة المصرية، المشروع القومى لتجميل ميادين مصر، بهدف إعادة الوجه الحضارى وتحسين الصورة البصرية للفراغ العام على مستوى الجمهورية، وقامت أعمال التطوير على تحسين الصورة البصرية للفراغ العام لهذه الميادين وحل المشاكل المرورية بها وخلق مسارات المشاة وتصميم أماكن للجلوس ووضع أعمال فنية لتضفى جمالا على هذه الميادين ورفع كفاءة الطرق والأرصفة بها وتشجيرها وإعادة تخطيطها بشكل حضاري.
 
وانتهى من تخطيط وتصميم التطوير لـ 31 ميدانا على مستوى الجمهورية كمرحلة أولى، وتم أرسال هذه التصميمات للمحافظات المختصة للبدء فى تنفيذ مشروع التطوير لهذه الميادين التى شملت ميادين روكسي، والإسماعيلية، والقلعة ونزلة المقطم بمحافظة القاهرة، وميدان المنيب والكيت كات والقومية العربية.
 

القضاء على العشوائيات

من المشروعات القومية التى تبناها الرئيس من اللحظات الأولى له فى الحكم، كنام ملف تطوير العشوائيات فى أوقات قياسية، حيث استطاعت الإرادة السياسية تحويلها من مجرد تصورات هندسية على ورق إلى واقع نراه فى مناطقنا العشوائية التى أصبحت تحمل ملامح المدن العالمية، على مستوى البناء والبنية التحتية مثل، تطوير منطقة الرويسات، مشروع أهالينا، بشاير الخير، وروضة السيدة زينب، التى تحولت من منطقة تشبه الجبل تحمل اسم "تل العقارب" لها مواصفات غير صالحة للعيش الآدمى، إلى حى معمارى هائل على مستوى الشكل الجمالى والخدمات، وغيرها من المشاريع التطويرية مثل ميدان السيدة عائشة وغيرها من المشروعات التى واجهت فوضى البناء وقدمت نماذج معمارية غير مسبوقة للمواطنين البسطاء. 
 

مبادرة ذاكرة المدينة

لأن كل حى فى مصر له خصوصيته الفريدة وتراثه المعمارى جاء مشروع مبادرة سلسلة ذاكرة المدينة بهدف توثيق تراث المدن والأحياء العريقة، تضم سلسلة كتب تلقى الضوء على المناطق التى تحمل قيمة تاريخية وتراثية وتضع حدودًا وأسسًا للحفاظ عليها، كما تروى قصصًا متعددة تجمع بين المبانى، وسكانها والمجتمع المحيط، وتستعرض جهود وزارة الثقافة فى الحفاظ على هوية مختلف المناطق المصرية العريقة باعتبارها جزءًا هامًا من التراث الحضارى المصري. وبدأت السلسلة بالإصدار الأول المهدى من الدكتورة إيناس عبد الدايم والذى يحمل اسم: "جزيرة الزمالك.. القيمة والتراث".
 

صنايعية مصر

وتكمن أهمية المبادرة هنا فى حرصها على تحفيز الصانعين على إيلاء اهتماماتهم إلى أعمال ذات طابع فنى بعيدا عن الأعمال التجارية والصناعات التجارية التى يتقنونها كما أن التركيز على دعم هذه الصناعات التراثية التى تتمركز فى غالبيتها تحت بند التصنيع اليدوى يمثل حفاظا على تراث توارثته الأجيال جيلا بعد جيل كما يؤكد حرص الدولة على دعم بقاء هذا التراث وتوعية الناس بأهميته وبأنه لم يعد أمرا تجاوزه الزمن.
 
وقد انطلقت مبادرة صنايعية بنجاح حتى عبرت مرحلتيها الأولى والثانية ووصلت إلى الثالثة حيث أعلنت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، مؤخرا فتح باب التقديم للدفعة الثالثة منها والتى تنفذ بمركز الحرف التراثية بالفسطاط التابع لصندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور فتحى عبد الوهاب، وذلك اعتبارا من 10 يوليو الماضى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة