تشرفت قبل أيام بالمشاركة فى النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، التى تنهى أعمالها اليوم.
أهم ما يميز نسخة منتدى شباب العالم الرابعة، هو التخطيط المدروس سواء فى التنظم أو محتوى دوائر النقاش، فقد أعطت فرصة لتطوير الذات، وطرح الأفكار التى لا تهم مصر وحدها، ولكن تلك الأفكار التى تقدمها مصر للإنسانية.
ولعل هذا المحتوى، هو ما لخصه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى كلمته الافتتاحية أمام المنتدى، الذى عقد هذا العام، تحت شعار "العودة معا"، إن المنتدى "أصبح منصة لتبادل الحوار والتواصل بين الشباب، وأداة لتبادل الرؤى بين كل العالم"، وتأكيده على "حتمية الحوار وأهمية إدارة الاختلاف، وتشكيل حالة من اليقين والإيمان بأن حكمة الخالق وسره فى هذا الكون هى الاختلاف، دون تمييز".
وركز الرئيس فى حديثه على قطاعين مهمين تأثرا بفعل الجائحة هما الصحة والاقتصاد. ففى القطاع الصحى، أكد أن الدولة أطلقت عددًا من المبادرات، على رأسها مبادرة للقضاء على مرض التهاب الكبد الوبائى، ومبادرة التحرك نحو القضاء على الأمراض المزمنة، وبفضل تلك المبادرات استطاعت مصر القضاء على مرض التهاب الكبد الوبائى بعدما كانت على رأس قائمة الدول الأكثر إصابة به، ولولا تلك المبادرات، كانت مصر ستعانى أكثر فى ظل الجائحة، ولكن ساهمت تلك المبادرات فى تقليل الضغط الواقع على القطاع الصحي، واعتمدت على نظام يجمع بين الحفاظ على الإجراءات الاحترازية وسير العمل فى قطاعات الدولة المختلفة.
ولعل أهم ما أبرزه المنتدى فى خطابه الإعلامى، هو قدرة "الحوار" على تدعيم رؤى الاتفاق وليس الخلاف، وربما ذلك ما أشارت إليه سارة بدر، المتحدثة باسم منتدى شباب العالم، بقولها: "نحن الشباب والقوة والطاقة وركيزة التنمية.. ونجتمع اليوم لنتحدث من كافة دول العالم"، وتأكيدها أن فكرة منتدى شباب العالم بدأت فى عام 2017، من خلال العمل على ضرورة أن يكون هناك حوار عالمى بين شباب العالم، لدعم قيم التواجد الإنسانى التى تدعو للسلام والإبداع، وأن يكون هناك نظرة إلى المستقبل، بمفهوم العيش معاً.
وخلال الجلسة العامة «عالم ما بعد كورونا.. الفرص والتحديات»، قدم فريق الإنتاج الفنى لمنتدى شباب العالم، فيلماً بعنوان «الوضع المعتاد الجديد»، والذى سلط من خلاله الضوء على التحديات والفرص التى فرضتها جائحة كورونا على الإنسانية وعدم إمكانية العودة مرة أخرى للماضى، وبالتالى وضعت الجميع فى مواجهة مع النفس، وكشفت للعالم عن فرصة جديدة لإعادة اكتشاف نفسه وتغيير سياساته تحت مظلة الإنسانية.
كل هذه "الأحلام المشروعة" لشباب العالم من مصر، دفعت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، لاعتماد النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم ، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب المعاصرة، وهى النسخ التى استضافت أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
الملفت للنظر فى كل مكان على أرض شرم الشيخ ليس إجراءات التنظيم ولا الوجوه الشابة المبتسمة والمنطلقة فحسب، ولكن الإصرار على تطبيق الإجراءات الاحترازية الصارمة، منذ الوصول إلى المدينة وحتى مغادرتها.
يحسب للدولة المصرية، تعاملها الواقعى مع الأزمات التى تجتاح العالم، ودائما ما تبهر مصر الإنسانية، فقد طرحت أجندة المنتدى قضايا متنوعة أخرى تضمنت جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائى، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، كذلك جلسة "تجارب تنموية فى مواجهة الفقر"، والتى أكد فيها الرئيس على أن خطر " الفقر"، أشد قسوة وتأثيراً من جائحة "كورونا".
مناقشات المنتدى حرصت على إبراز القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة، كل ما يحدث فى مصر الآن.. كما قال الرئيس هو " مجرد خطوة من ألف خطوة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة