<< أول من فكر في عمل برنامج يومى "من كل بلد أكلة" واخترت شريف مدكور لتقديمه ورفض تقديم أى مذيعة له
<< كوثر هيكل ومديحة كمال وسهير الإتربى أبرز من دعمومى خلال مشوارى الإعلامى
<< برنامج خلف الأسوار والاسم والمزيكا فكرتى والداخلية عينت حارس لى بعد وصول تهديدات لى بعد البرنامج
<< أول من أخرجت كاميرات التليفزيون في الشارع لتقديم رسائل معرض الكتاب
<< كل حلقات برنامج خلف الأسوار أثرت على نفسيا وكانت فوق احتمال البشر وأصبحت بعد فترة لا أصور مكان الجريمة
<< لقائى مع الأديب العالمى نجيب محفوظ أهم حلقاتى وصورت رحلته اليومية لمقهى وسط البلد وترجمت الحلقة إلى لعدة لغات
<< كوثر هيكل رشحتنى لتقديم برامج ثقافية خلال عملى معدة بالتليفزيون وقدمت برنامج "كانت أيام" وحقق نجاحا كبيرا
<< أول حلقاتى في "شاهد عيان" كانت مع الدكتور مصطفى خليل وحققت نجاحا مدويا وكنت أول مذيعة تجرى لقاء مع جيهان السادات
<< روايتى الأولى هوس البحر حصلت من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية
علامة كبيرة من علامات التليفزيون المصرى، قدمت برامج ظلت في أذهان المصريين حتى الآن، تميزت بتنوع برامجها، وتفردها بلقاءات كان لها ردود أفعال واسعة، نجحت في تقديم البرامج الثقافية وكذلك قدمت أشهر برنامج عن عالم الجريمة في تاريخ التليفزيون المصرى، ورغم بدايتها في الصحافة إلا أنها تمكنت من تحقيق نجاحات في المجالين الصحفى والتليفزيونى، واتسمت بالعمق في التناول سواء بموضوعاتها الصحفية أو حلقاتها المثيرة، إنها الإعلامية المتميزة والقديرة راوية راشد.
قدمت برنامج خلف الأسوار، الذى لا يكاد أي منزل مصري إلا وشاهد حلقاته، وكان هذا البرنامج مثار أسئلة كثيرة وجهناها لها خلال الحوار لتكشف عن تفاصيل وأسرار كثيرة عنه وعن العديد من جوانب حياتها الشخصية في الحوار التالى..
كانت بدايتك في عالم الصحافة .. كيف ساهمت في تشكيلك كإعلامية؟
المهنة في العالم كله سواء صحافة أو إذاعة أو تليفزيون اسمها Jounalist، فهو ميديا، أي أكثر من وعاء، سواء كانت أفكارك أو أبحاثك كتبتها ونشرتها في صحيفة، أو إلكترونى، أو كان لديك القابلية لمواجهة الكاميرا فتقولها ، فالمهنة واحدة، ولكن الأسلوب يختلف، فليس كل شخص صحفى يمكن أن يكون مذيع، فقد لا يكون لديه قدرة على مواجهة الكاميرا أو ليس له صوت مميز يقوله على الإذاعة، ولكن إذا اكتملت المواصفات لدى الشخص ليكون صحفيا جيدا وباحثا وصوته جيد، ووجه مريح للكاميرا، وليس منفر للمشاهد، فالمسألة تكون سهلة، فالمهنة أساها واحد.
فيما يتعلق بانتقالك من العمل كصحفية إلى التليفزيون هل كان برغبة منك أم بتشجيع من الآخرين؟
الحقيقة، بدأت كمعدة في التليفزيون في البرامج الثقافية، ولكن الكاتبة الكبيرة كوثر هيكل، رحمها الله، كانت مدير عام البرامج الثقافية، قالت لى "صوتك كويس واللغة العربية جيدة لديكى، فقدمى برنامج عندنا"، وحينها كان التليفزيون يختار نوعيات من الناس يقدمون برامج دون أن يتعينوا، ودليل ذلك عالم البحار كان يقدموا الدكتور حامد جوهر، والدكتور مصطفى محمود قدم برنامج العلم والإيمان، فهناك كثيرون كان يستعين بهم التليفزيون كخبرات، فليس شرط مذيع، فوافقت على طلبها، وقدمت برنامج كانت أيام ونجح نجاحا كبيرا.
كيف وازنتى بين عملك كصحفية وعملك في التليفزيون؟
وجد نفسى مشتتة ما بين عملى في وكالة أنباء الشرق الأوسط، والصحافة ليست سهلة، وبين برامجى في التليفزيون، خاصة أنه تم إسناد البرامج العلمية والثقافية لى، وكذلك قدمت حلقات عن معرض الكتاب، فلم أكن قادرة على التوفيق بين الصحافة والتليفزيون، فقررت الانتقال إلى التليفزيون.
هل مررت باختبارات قبل الالتحاق بالتليفزيون؟
لم أكن في مصاف المذيعات اللاتى تقدمن البرنامج اليومى، حيث اختارونى لقدراتى على أساس أنهم سيستعينون بى في البرامج الثقافية ، ولكن تم عمل اختبار لى، وكذلك تم عمل لجنة اختبار لى أيضا ووافق عليها وزير الإعلام حينها.
هل برنامج شاهد عيان أول برنامج توك شو في مصر؟
نعم.. لأنه لم يكن هناك برامج توك شو حينها، فحينها كان قطاع الأخبار يقدم النشرة، ويغطى الأحداث السياسية، وكان هناك برامج سياسية، حيث يأتي محلل سياسى ليعلق على الأحداث، ولكن ظهرت أحد القنوات العربية وفتحت ملفات جمال عبد الناصر وأنور السادات، وحينها الأقمار الصناعية قد ظهرت والمشاهدين بدأوا يتابعون تلك الحلقات، وفى هذا الوقت، التليفزيون أجرى اجتماع، وقلنا هل معقول لا يوجد مذيع لدينا يقدم برنامج لشهادات هؤلاء الناس بدل ما الجمهور يشاهدها من قناة خارج مصر، فقلت أنا أريد أن أقدم هذه الشهادات وتم الموافقة على طلبى.
كيف كانت بداية تقديم برنامج شاهد عيان في التليفزيون المصرى؟
كنت حينها في قطاع التليفزيون أقدم برامجى، وقدمت برنامج شاهد عيان من خلال قطاع الأخبار، ووصلت حينها لدرجة مدير البرامج الثقافية، ولم يتم نقلى إلى قطاع الأخبار، ولكن تم التعاون بينى وبين القطاع، وقدمت البرنامج، وكانت أول حلقة جميلة للغاية، وكانت تحمل عنوان "زيارة الرئيس إلى القدس"، واستضفت فيها رئيس الوزراء في فترة اتفاقية كامب ديفيد مصطفى خليل.
هل تتذكرين حلقات أثرت عليكى بشكل كبير خلال تقديمك شاهد عيان؟
بالطبع.. لدى شرائط كثيرة من تلك اللقاءات، وكنت أول مذيعة تجرى لقاءا مع السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكذلك أجريت لقاءا مع د.هدى عبد الناصر، وبدأت أقدم شهود عيان هذه الفترة، وبدأت الناس تتعرف تدريجيا على هذا التاريخ المنسى.
بدأت بكتابة القصص القصيرة.. هل تذكرين تلك التجربة؟
أنا خريجة صحافة واشتغلت حتى قبل أن أتخرج، في روزاليوسف لفترة، فأنا صحفية، والكتابة تكون متملكة أي شخص يعمل في الصحافة، فعملت في روزاليوسف لفترة، ثم تم تعينى في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وبعد ذلك ذهبت التليفزيون، ولأن أنا صحفية لم أكن أحب أن يعد لى أحد برامجى، فكنت أنا أعد البرامج وأعد برامجى أيضا، وبدأت لدى هواية .
كيف كانت بدايتك في التليفزيون المصرى؟
بدأت ببرنامج كانت أيام الذى كانت تقدمه الإعلامية منى جبر في البداية ، وظللت 5 سنوات أعده وأقدمه وبعد ذلك تدرجت في التليفزيون، فالقراءة الكثيرة والكتابة تجعل الإنسان، فبدأت أكتب قصص قصيرة وأنشرها في أخبار الأدب، وعام 1990، وفى عام 1990 نشرت روايتى الأولى هوس البحر الذى حصلت من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية، وفى عام 1992، نشرت رواتى الثانية صمت الريح، واستمرت مسيرتى ما بين التليفزيون كإعداد وتقديم وما بين الكتابة.
لماذا اهتميتى بتقديم البرامج الثقافية خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟
لأنى مهتمية بالبرامج الثقافية ظللت طوال حياتى في التليفزيون أتولى البرامج الثقافية، وتدرجت حتى أن أصبحت مدير عام البرامج الثقافية بالقناة الأولى.
ما هو أبرز لقاء لك خلال عملك في التليفزيون المصرى؟
عام 1987، عندما حصل الأديب العالمى نجيب محفوظ على جائزة نوبل، أجريت معه حوار ليس داخل صالون أو مكتب، ولكن فكرت أن أخذه في رحلته اليومية التي كان يقوم بها من منزله بالعجوزة حتى المقهى الذى كان يجلس فيه في ميدان التحرير بوسط البلد، وخلال هذه الفترة، كان يتمشى من منزله بالعجوزة وحتى ميدان التحرير، وهذه كانت مسافة كبيرة، فهى مسافة كبيرة على رجل في سن الـ 70 عاما، ولكن نجيب محفوظ كان نشيطا، فكان يجلس على المقهى يلتقى بأصدقاءه، وطوال الرحلة يشترى الجرائد ويكلم الناس، ففكرت أن ألا أجرى حوارا مع نجيب محفوظ في الأستوديو، ولكن سأنتظره بالكاميرا، وسأسير معه خلال هذه الرحلة من منزله بالعجوزة للمقهى في وسط البلد.
هل سيرتى معه كل هذه المسافة خلال تقديمك للحلقة؟
نعم.. سيرت معه هذه المسافة، وهناك نقطة مهمة أن الكاميرات في هذا الوقت كانت ضخمة للغاية، والصوت جهاز منفصل، فهناك شخص يحمل جهاز الصوت الضخم وشخص أخر يحمل الكاميرا الكبيرة.
كيف تم تصوير الحلقة رغم أن المعدات كانت ضخمة حينها؟
جعلتهم يركبون سيارتى وساروا معى وأنا أسير مع الأديب نجيب محفوظ، وحينها العالم رأى لأول مرة نجيب محفوظ، وهو يخرج من منزله الساعة 6 صباحا، ويسير في الشارع ويشترى الجرائد، ويكلم الناس قى طريقه ، ونسير في كوبرى الجلاء فالناس في الأتوبيسات يشاورون له ، وكنا نعدى الطريق.
هل كان هذا اللقاء له انعكاسات؟
بالطبع.. أنيس منصور حينها كتب عمود، وقال هذا حصل على نوبل، وشخصية عالمية والعالم ينظر له، ولابد أن يخصصوا لهحراسه، وحينها بدأت الدولة تهتم بالرحلة الصباحية للأديب العالمى، نجيب محفوظ، وحينها لم يكن هناك قمر صناعى، فشريط اللقاء تم ترجمته إلى 13 لغة، وأصبح التليفزيون المصرى يرسل اللقاء لعدة دول كى يشاهد الناس نجيب محفوظ، والحوار الذى أجريته معه، وكان هذا اللقاء أهم عمل قدمته في حياتى بالتليفزيون المصرى.
أحك لنا عن تجربتك في تقديم رسائل معرض الكتاب؟
بعد ذلك فكرت في عمل رسائل معرض الكتاب، حيث لم يكن هناك ما يسمى رسائل معرض الكتاب، بل كانت رئيسة التليفزيون المصرى حينها السيدة الفاضلة سامية صادق استغربت من هذا الأمر، وقالت "كيف ستقومين بعمل رسالة معرض الكتاب في التليفزيون؟".
ماذا فعلت عندما استغربت سامية صادق طلبك؟
ألحيت على طلبى فقالت لى سامة صادق: "يكفى 10دقائق تقديم رسالة معرض الكتاب، حتى لا يمل الجمهور"، فأخذت الكاميرا، وكان حينها لأول مرة تخرج الكاميرا خارج الأستويوهات، حيث كانت تخرج حينها إما السيارات ووحدات البث المباشر التابعة للتليفزيون للتصوير في الخارج أو التصوير داخل الأستوديو، وكانت حينها الكاميرا المحمولة ضخمة للغاية، فبدأت أعد وأقدم رسالة معرض الكتاب، وأجوب المعرض وألتقى بالكتاب، وأغطى الندوات واللقاءات الشعرية، وظللت أقدم هذه الرسالة لعدة سنوات وكانت ناجحة للغاية.
لماذا كان تقديم رسائل معرض الكتاب ناجحة؟
لأنه لم تكن مملة، فالمشاهدين كانوا يريدون معرفة من هم الكتاب وتسمع الندوات، فإقامة معرض الكتاب كانت في 25 يناير ففي الشتاء، وبالتالي لم يكن كل المواطنين يذهبون لمعرض الكتاب، رغم أن الزوار كان عددهم كبير، فهناك إناس كانوا يريدون معرفة ما يحدث داخل معرض الكتاب، وكنت أقدم الرسالة اليومية، وتم زيادتها لربع ساعة، وكنت أغطى كل أنشطة المعرض وأتجول بين الأجنحة وأصور الكتاب، خاصة كتاب الستينيات والسبعينيات الذين لم يكونوا يظهرون في التليفزيون، وأول مرة نجد صنع الله إبراهيم، وإبراهيم أصلان، وكثير من الناس الذين كانوا يسمعون عنها ولا يرونها، حيث يشاهدون الكتاب وهم يشترون المكتب، ويجلسون على مقهى ويحضرون الندوات فكانت حلقات ناجحة للغاية.
كيف جاءت فكرة تقديم برنامج "خلف الأسوار" أشهر برنامج جريمة في مصر؟
كان هناك فوزى ناصف، رحمه الله، كان في الأساس ضابط شرطة، قدم برنامج عن الجريمة، ولكن هذه النوعية من البرامج كانت تركز على كيف ألقت الشرطة القبض على المجرم، ولكن لا يحكون القضية والتفاصيل، ولكن برنامجى كان بطريقة مختلفة.
هل كان برنامج خلف الأسوار فكرتك؟
نعم.. كان من فكرتى، حيث قلت إن البرنامج سيكون له 3 محاور، جهود الشرطة ، وقصة الجريمة، وتوعية المشاهد، فجمعت الـ 3 عناصر، وهي العناصر التي أنجحت البرنامج، لأن لم يكن هناك عنصر يطغى على عنصر، وكنت أنبه الناس للأخطاء التي قد يقعون فيها فيسهلون للمجرم جريمته، لذلك أحب المشاهدين البرنامج، فالناس كانت تتصرف بعفوية وبالتالي كان لابد من توعيتهم، فخلال فترة من الفترات كان كبار السن يتعرضون للهجوم عليهم، فمن كان يعرف ان هناك منزل يسكنه كبار السن فقط ، فيطرق الباب ثم يدخل ويكتفون كبار السن أو يقتلونهم، فكنت أنبه الناس أفتح شراعة الباب أو ركب عين سحرية ، ولا تفتح لأحد إلا بعد أن تعرف من الذى يطرق على الباب، فكل هذه التنبيهات، مع قصة الجريمة مع جهود الشرطة، أصبح الأمر متكامل ومتجانس فحقق هذا النجاح الكبير.
من صاحب فكرة اسم البرنامج "خلف الأسوار"؟
أنا كذلك صاحبة فكرة الاسم، والاسم أصبح مشهور للغاية، وكذلك مزيكا البرنامج، ونظرا لأنى خلفيتى صحفية، فكنت أرى أن المذيع يفعل كل شيء، هو من يعد ويقدم البرنامج وصاحب التصور الأساسى للموضوع، لأن الموضوع طالع منه، فالاسم واختيار المزيكا والسيناريو الذى كان يكتب، فبرنامج خلف الأسوار كنت أعمل طوال الأسبوع، دون توقف، حيث أصور الجريمة وأصور المعلومة وجهود الشرطة، ثم أدخل الأستوديو لعمل التعليقات، ثم ربط كل هذه العناصر في بعضها، فالمسألة كانت مجهدة للغاية، ورغم هذا النجاح كنت أحصل على 250 جنيها فقط في الحلقة، وهذا أجرى في الألفية الجديدة، فنحن لم نرى الملايين.
فكرة تقديم امرأة عالم الجريمة هل كان مخاطرة بالنسبة لك؟
أنا لم أفكر بذلك، ولكن أنا أهتميت كثيرا بالموضوع وأحببته، وكان همى الأساسى تنبيه المشاهد على الأخطاء التي يتم استغلالها لارتكاب الجريمة، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية كانوا يوفرون كل عناصر الأمان، فلم أفكر في الخوف، حتى وصل الأمر أننى كنت أقطن في منزل بجوار التليفزيون، فمدخل العمارة كان كبير فعينوا لى حارسا.
لماذا عينت وزارة الداخلية حارسا لكى؟
لأنى أحيانا كنت أعود إلى منزلى الساعة الواحدة أو الثانية صباحا، وقلقت وزارة الداخلية على أن يخرج شخص يؤذينى، فعينوا حراسه لى، كما أنى كانت تأتى لى تهديدات بسبب البرنامج.
هل تتذكرين هذه التهديدات التي جاءت لك بسبب برنامج خلف الأسوار؟
أتذكر أن متهما أجريت معه لقاءا في السجن، كان معه ماجستير علوم شريعة، وكانوا يسمونه الدكتور، وكان متخصص في سرقة المنازل، لدرجة أنه سرق منزل مساعد وزير الداخلية، وسموه الدكتور لأنه كان يدخل المنزل يرتدى جوانتى، ولا يحرك أي شيء في المنزل، ويدخل ويخرج مثل الشبح دون أن يترك أي أثر في المنزل، ويسرق كل شيء ويخرج، فلا شباك أو باب مكسور أو أي شيء، وفى نهاية اللقاء معه نظر لى وقال على فكرة يوم من الأيام هسرقك، فضحكت وقلت له "أنا معنديش حاجة"، فقال لى "كل امرأة لديها أشياء".
وهل سرقك؟
نعم سرقنى، وحتى الآن لا استطيع أن أعثر عليه، فعندما انتقلت إلى منزلى الجديد، الخزنة بالكامل سرقت، حيث سرق ذهبى وذهب بناتى وكل شيء، والشرطة أجريت التحريات، ولم يكن هناك أي باب مكسور ولا شباك مكسور، والخزنة مغلقة، فحتى الآن لا أستوعب كيف دخل هذا الشبح وسرق وخرج ولم يتحرك أي شيء في المنزل ولا يوجد أي دليل، وذهبى راح.
ما هي أصعب حلقة قدمتيها في برنامج خلف الأسوار؟
حلقة ولد لديه اضطراب نفسى، وكان لديه 16 أو 17 سنة، في القناطر الخيرية، وقتل أمه وهى تصلى، ودخل على والده وقتله، ثم دخل على أشقائه الصغار الأربعة وقتلهم، ومسح الدماء كلها، وذهب إلى خالته وجلس هناك، ونفذ جريمته الساعة 6 صباحا، والشرطة دخلت ووجدت عدد كبير من القتلى ولا يوجد أثر، ولكن كان حينها اللواء سامى سيدهم كان حينها رئيس مباحث القاهرة قال إن من فعل هذه الجريمة إذا كان شخصا لا ينتمى للأسرة، لن يسمح الأثار والدم، لأن القاتل لو بغرض سرقة يضرب ويجرى فأهم شيء ينقذ نفسه، ولكن شخص لديه وقت ونظف مكان الدماء، فأين الولد الخامس، فبحثوا عنه فوجدوه يعيش مع خالته، والشرطة خلال استجوابها للمتهم كان المتهم مضطرب ووجودا نقطة دماء على قميصه فعرفوا أنه الجانى.
كيف كنتى تقدمين حلقات مع متهمين قبل تنفيذ حكم الإعدام عليهم في برنامج خلف الأسوار؟
قدمت حلقات كثيرة مع متهمين قبل تنفيذ حكم الإعدام، حيث كنا نسجل الحلقات، ونتابع الأحكام بعد ذلك، حيث أقدم ملخص للحقة ثم نقدم تنفيذ الأحكام، فكان هناك عدد كبير من الجرائم كنا نتتبع الأحكام ونصورها .
هل هناك حلقات من برنامج خلف الأسوار أثرت عليكى نفسيا؟
كل الحلقات أثرت علي نفسيا، فالبرنامج كان صعب، وأصبحت أتعب كثيرا، فقالوا لى لا تصورين مكان الجريمة، فبعد فترة أصبحت لا أصور مكان الجريمة بل يذهب فريق عمل البرنامج يصور وأنا أقدم التسجيلات، لأن ذلك فوق احتمال البشر.
بجانب برنامج خلف الأسوار.. ما هي البرامج التي قدمتيها في التليفزيون المصرى وقريبة إلى قلبك؟
أنا عملت 25 برنامج، فأنا المذيعة الوحيدة في تاريخ التليفزيون المصرى كله عملت 25 عنوان، حيث قدمت كانت أيام والمجلة العلمية وشريط السينما وأرشيف السينما، وغطيت مهرجانات السينما في القاهرة والإسكندرية ومعرض الكتاب، وشاهد عيان، وخلف الأسوار، وموعد مع الجمهور، هؤلاء ما افتكرهم، فكل فترة اخترع فكرة وأقدمها، فهناك مذيعات لهم برنامج واحد طول الحياة ليس لديهم غيره، ولكن أنا كنت أحب التنويع في تقديم برامجى وابتكر أفكار برامج.
من أبرز من دعمك خلال عملك في التليفزيون المصرى؟
كوثر هيكل، ومديحة كمال، كانت رئيسة القناة الثانية، وسهير الإتربى، وسامية صادق، فحينها كان هناك مذيعات جميلات يقدمون برامج منوعات والترفيه، وكان هناك حاجة لشخص متخصص في البرامج الثقافية.
ما هي أبرز موقف سعيد تتذكره خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟
أسعد موقف، عندما قدمت حلقة نجيب محفوظ الأديب العالمى، تم تعيينى مدير عام البرامج الثقافية، لأن الحلقة الجميع شاهدها، وعملت ضجة كبيرة، فالحاصل على نوبل يسير في شوارع مصر فكان هذا أكبر دعاية لمصر، وفكرة خارج الصندوق، ففتحت الجورنال صباحا فوجد خبر "تعيين راوية راشد مدير عام البرامج الثقافية"، رغم أنه لم يتم إبلاغى ، فاندهشت، خاصة أننى لم يكن قد تم تعيينى في التليفزيون حينها بل كنت صحفية في وكالة أنباء الشرق الأوسط ، فذهبت إلى التليفزيون ووجد العاملين يستغربون يقولون أنتى لست معينة في المبنى، فكانت هذه لحظة سعيدة للغاية، وحينها انتقلت من الصحافة للتليفزيون، وتم تعيينى في التليفزيون.
قدمت برامج متنوعة للغاية .. قدمتى برنامج خلف الأسوار وكذلك توليتى منصب رئيس قناة الأسرة والطفل كيف تمكنى من فعل هذا الأمر؟
توليت منصب رئيس قناة الأسرة والطفل، وكان خلف الأسوار قد توقف، وشاهد عيان قد توقف أيضا، وفى البداية أصبحت رئيس قناة المنارة للبحث العلمى، ثم بعد ذلك قناة الأسرة والطفل، وكان عالم تانى، ولكن أحببته، وأنا أول من فكرت في عمل برنامج يومى للطبخ، كان هناك برامج طبخ على القناة الأولى والثانية، ولكن برنامج يومى، ويقدمه مذيع وليس مذيعة، وأحب البرامج التي خارج الصندوق وأتذكر أننى أجريت اجتماع للمذيعين والمذيعات حينها وعرض عليهم فكرة البرنامج "من كل بلد أكلة"، وبالطبع المذيعات جميعهن كانوا يردن تقديم البرنامج، ولكن أنا قلت لهم إن من سيقدم البرنامج مذيع وليس مذيعة ، فالمذيعات غضبن كثيرا، ونظرت لشريف مدكور وقلت له أنت من ستقدم البرنامج فقال لى باندهاش "أنا"، فقلت له نعم أنت ستقدم البرنامج، وبعد ذلك أصبح من أشهر من يقدمون برامج الطبخ، فلابد أن يكون لديك بعد نظر في الصحفى أو المذيع الذى تعمل معه ، وهذا دور القادة.
هل كان هناك دور للأسرة سواء الأب أو الأم أو الزوج في دعمك للنجاح في مشوارك الإعلامى؟
مهنة الإعلام بالنسبة لى لم تكن مهنة صعبة، ولكن مهنة مضيئة وبحبها، ونجحت فيها سواء صحافة أو تليفزيون، لذلك عائلتى كانت فخورة بى، وإذا كنت دكتورة أو مهندسة أو محامية كنت قد أعانى او ارى أنها مهن صعبة، ولكن هذه المهنة صعوبتها في أن لديك شيء داخلى تريد أن تقوله لناس تريد أن تنير لهم أفكار معينة، لذلك القراءة مهمة للغاية، فلا يمكن أن تعلم صحفى أو تكون لغتك سلسة وقوية بدون قراءة وثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة