تشهد الولايات المتحدة الموجة الأسوأ من التضخم الاقتصادى منذ 40 عاما ما تسبب فى ارتفاع أسعار كل شيء تقريبا فى الوقت الذى يحاول فيه حزب الرئيس جو بايدن الديموقراطى الحفاظ على أغلبية المقاعد فى مجلسى النواب والشيوخ فى انتخابات التجديد النصفى، مما وضع الديموقراطيين فى موقف دفاعى وسط انتقادات الجمهوريين للأوضاع.
وأقر الرئيس الأمريكى جو بايدن وجود أزمة فى ارتفاع الأسعار المستمر داخل الولايات المتحدة ، فى وقت كشف فيه استطلاع رأى نشرته شبكة سى بى اس ، أن أكثر من 50% من الأمريكيين يرون الاقتصاد الأمريكى يسير من سيئ إلى أسوأ.
وأكد بايدن أن أحدث تقرير عن التضخم فى الولايات المتحدة يظهر أن هناك المزيد من العمل الذى يتعين القيام به بشأن خفض أسعار المستهلكين ، الأمر الذى يهدد أجندته المحلية مع دخوله عامه الثانى فى منصبه، وفقا لشبكة سى بى اس.
فى بيان صدر بعد تقرير يوم الأربعاء الذى أظهر ارتفاع أسعار المستهلكين الشهر الماضى ، قال بايدن إنه تم إحراز تقدم ، حتى مع اعترافه بأن التضخم يسبب الألم للأسر الأمريكية.
وقال بايدن: "التقرير يوضح أننا نحرز تقدمًا فى إبطاء معدل الزيادات فى الأسعار كما يؤكد أنه لا يزال لدينا المزيد من العمل الذى يتعين علينا القيام به ، حيث لا تزال الزيادات فى الأسعار مرتفعة للغاية وتضغط على ميزانيات الأسرة".
وأضاف: "التضخم يمثل تحديًا عالميًا ، ويظهر فى كل دولة متقدمة تقريبًا مع خروجها من الركود الاقتصادى الوبائى أن أمريكا محظوظة لأن لدينا أحد الاقتصادات الأسرع نموًا - ويرجع الفضل فى ذلك جزئيًا إلى خطة الإنقاذ الأمريكية - والتى تمكننا من معالجة الزيادات فى الأسعار والحفاظ على نمو اقتصادى قوى ومستدام. هذا هو هدفى وأنا أركز على الوصول إليه كل يوم."
وسعى بعض مستشارى بايدن إلى التقليل من شأن التقرير بعد صدوره ، مشيرين إلى ما وصفته الإدارة بـ "تباطؤ مرحب به" فى معدل التضخم.
وكشف التقرير أن أسعار السلع الاستهلاكية فى الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 7% فى 2021 فى أكبر زيادة منذ يونيو 1982، وسجل الارتفاع الأكبر فى قطاعات الإسكان والسيارات والطاقة ، لكن خلال شهر ديسمبر الماضى وحده تباطأ التضخم مقارنة نوفمبر الماضى بنسبة 0.5% ما يؤشر إلى احتمال أن يكون الارتفاع اقترب من ذروته.
وأشار التقرير إلى أن الأسر الأمريكية تعانى فى ظل ارتفاع تكاليف المعيشة بدءا من السيارات والبنزين إلى الطعام والملابس، وبالنظر إلى الإحصاءات يعد مما هذا التضخم هو الأسوأ الذى يمر به أى شخص ليس على وشك التقاعد أو أكبر.
ومع ارتفاع الأسعار، ينتقد الجمهوريون إدارة بايدن والديمقراطيين فى الكونجرس، زاعمين أن الزيادات هى نتيجة سياسات الديمقراطيين و"الإنفاق المتهور".
وبحسب تقرير سى بى اس، 54% من الأمريكيين يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكى يزداد سوءًا، بينما يقول 15% فقط أنه يتحسن – 30% يقولون أنه نفس الشيء ، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأربعاء. وجد الاستطلاع أن 34% فقط من الأمريكيين يوافقون على تعامل الرئيس جو بايدن مع الاقتصاد ، مقارنة بـ 57% لا يوافقون.
وفى نفس السياق، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن التضخم فى الاقتصادات الغنية بالعالم وصل إلى أعلى مستوى له فى 25 عامًا، مما آثار مخاوف بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة للأسر وزيادة الضغط على البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة.
وكشفت الصحيفة أن الوتيرة السنوية لنمو أسعار المستهلكين فى مجموعة الدول المتقدمة التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية بلغت ما نسبته 5.8% فى نوفمبر الماضى، ارتفاعا من 1.2% فقط فى الشهر نفسه من العام السابق لتصل إلى أعلى معدل لها منذ مايو 1996.
وكانت الزيادة فى الوتيرة السنوية لنمو أسعار المستهلكين، مدفوعة بأسعار الطاقة، التى ارتفعت بنسبة 28 فى المائة، بزيادة أكثر من 3 نقاط مئوية عن الشهر السابق لتسجل أعلى معدل منذ يونيو 1980.. كما ارتفع التضخم فى أسعار المواد الغذائية بقوة ليسجل ما نسبته 5.5 فى المائة، من 4.6 فى المائة فى الشهر السابق.