محمد شوقى

فاتن حمامه التي عشنا معها أيامنا الحلوه

السبت، 15 يناير 2022 04:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إسمها وحده يجعلك تشعر بالجمال و الرقي كما لو كانت رمزاً لكل ما هو جميل و راقي و أصيل 
 
لم تكن فاتن حمامه مجرد ممثلة كبيرة من ممثلات السينما المصرية بل تخطت كل هذا لتصبح أهم أيقونات الزمن الجميل فن و أخلاق و ثقافة و إلتزام و ذكاء إحترمت فنها و جمهورها حتي إحترمها الجمهور 
 
فاتن أحمد حمامه المولودة في ٢٧ مايو ١٩٣١ من مدينة المنصورة
والتي ظهرت على الشاشة العربية لأول مرة كطفلة في فيلم { يوم سعيد } ١٩٤٠ وهي في عمر التسع سنوات و أمام الموسيقار الأشهر محمد عبد الوهاب فطغت علي كل أبطال الفيلم و تصدر إسمها الأفيش حتي أصبحت عنوان الجرائد والمجلات والصحف حتي أهداها الملك فاروق بنفسه هدية تذكارية 
جنيه ذهب منقوش عليه صورته 
 
ومنذ ذلك التاريخ ولم يغب إسم فاتن حمامه فعشنا معاها أياماً حلوه و زمن جميل راقي كأفلامها و فنها
 
كانت السينما المصرية متعطشة لممثلة مثل فاتن حمامه  ذات وجه ملائكي و موهبه جديدة وو مختلفة عن المغالاة و المبالغة في الأداء إلي جانب  حضور طاغي و كيميا بينها وبين الجمهور  فكانت فاتن حمامه
 
أوقعها الحظ السعيد في يد  رواد فن التمثيل و السينما في ذلك الوقت من المخرج الكبير محمد كريم و الفنان الأشهر يوسف وهبي مع الفنان الكبير عبد الوارث عسر فكانت تتعلم منهم أصول فن التمثيل و الإلقاء و الأداء فتفوقت و كان نجمها يسطع بسرعة البرق حتي أصبحت ممثلة مصر الأولي من خلال فيلم { لك يوم ياظالم }  عام ١٩٥١ وهي في عمر العشرين وسط أهم نجمات المرحلة ليلي مراد  و تحية كاريوكا و مديحة يسري و راقية إبراهيم التي كانت تمثل أمامها و هي طفلة صغيرة في فيلمها الأشهر { رصاصة في القلب } ١٩٤٤
 
وهكذا سجل التاريخ إسم فاتن حمامه بحروف من نور بسبب حب الناس لها فالكل إعتبر فاتن حمامه واحدة من ضمن أفراد أسرته يبكي عليها و معها في أفلامها المليودرامية  مع حسن الإمام و يحب معها في أفلامها الرومانسية مع هنري بركات و عز الدين ذو الفقار و يتأثر بها في كل أعمالها فكانت الفتاة الرقيقة الحالمه الرومانسية المغلوب على أمرها خاصةً في بداياتها وحتي عندما أرادت أن تغير من جلدها الفني حافظت على صورتها أمام الجمهور
 
وبرغم دورها في فيلم { لا أنام } ١٩٥٧ 
ذلك الدور الذي إنقلب عليها الجمهور و كاد أن يفتك بمخرج الفيلم صلاح أبو سيف بسبب ما فعله بمحبوبتهم فاتن حمامه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن فاتن حمامه هي إبنة أو أخت هذا الجمهور ولا يحق لها أن تكون غير الصورة النموذجية للفتاة أو المرأة 
 
ولكن فاتن حمامه بذكائها الفني غيرت و تغيرت وقدمت أدوار مختلفة في إطار المحافظة و الإلتزام و ثبات صورتها لدي الجمهور كواحدة ضمن أفراد الأسرة فبدأت بإثارة القضايا الهامة في المجتمع فقدمت أفلام تعد علامات مضيئه في تاريخها الفني بصفة خاصة و في تاريخ صناعة السينما المصرية بصفة عامة  مثل أفلام دعاء الكروان ، الحرام ، لا وقت للحب ، الخيط الرفيع ، إمبراطورية م ، أفواه و أرانب ، ولا عزاء للسيدات 
و أريد حلاً ذلك الفيلم الذي كان سبباً رئيسياً في تغيير قانون الأحوال الشخصية فكانت فاتن حمامه الممثلة الوحيدة في العالم التي إستطاع فيلمها أن يُغير قانون مدني 
 
حتي عندما تقدم بها العمر حافظت على تلك الصورة الجميلة فلم تكن تقدم أعمال إلا نادراً ولكن ظهورها في السينما كان جديداً و مختلفاً 
في آخر فيلمين لها علي شاشة السينما المصرية { يوم مر يوم حلو } ١٩٨٨ و فيلم { أرض الأحلام } ١٩٩٣ 
 
حتي عندما ظهرت على الشاشة الصغيرة كان ظهورها له بالغ الأثر من خلال مسلسل { ضمير أبلة حكمت } ١٩٩١ والذي أصبح أحد أهم الأعمال الدرامية علي الإطلاق ثم مسلسل { وجه القمر } ٢٠٠٠ وكان آخر ظهور فني لها علي الإطلاق 
 
ومنذ عام ٢٠٠٠ حتي رحيلها في ١٧ يناير ٢٠١٥ لم تغب فاتن حمامه ولو يوماً واحداً عن قلوب و عيون الجماهير فأصبحت رمز لأهم ممثلة مرت على شريط السينما المصرية 
ويكفي أن لا يخلو يوماً من عرض فيلم لها علي شاشات الفضائيات العربية والكل يستمتع وهو يشاهد جمال الفيلم و الأداء و جمال ذلك الزمن الجميل
 
فلقد عشنا معاها من خلال أروع و أجمل و أصدق الأدوار و الأفلام 
 
عشنا معها زمن جميل و راقي و متميز كلما نراه الآن نتمني أن نكون  متواجدين في هذا الزمن الجميل 
 
عشنا معها و العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يغني لها حلو و كداب و هي دي هي فرحة الدنيا 
 
وفريد الأطرش يغني لها أبو ضحكة جنان و منحرمش العمر منك 
 
ومحمد فوزي يغني لها طير بينا ياقلبي و إللي يهواك إهواه 
 
عشنا معها زمن الرومانسية الجميل مع من شاركوها هذا الزمن من فرسان الرومانسية عماد حمدي و شكري سرحان و عمر الشريف و كمال الشناوي و أحمد مظهر و رشدي أباظة و أحمد رمزي و محسن سرحان 
 
عشنا معها أناقة ملابسها التي كانت البنات و النساء يُصممن أزيائهن مثل أزياء فاتن حمامه أزياء في منتهي البساطة و التواضع بلا أي تكلف أو بهرجه و مع ذلك في منتهي الجمال و الرقي و الأناقة و الإلتزام فقط كانت أصدق من يعبر عن المرأة المصرية بكل ما فيها ..
 
عشنا معها ولانزال ليس فقط أفلام حلوه ولكن زمن و أيام حلوه
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة