<< فتحت الهواء للسادات لإلقاء بيان الثورة وواصلنا عملنا الساعة السابعة والصنف صباحا
<< قدمت برنامج ساعة لقلبك 10 سنوات وخيرية أحمد وفؤاد المهندس عبد المنعم مدبولى لمعوا في السينما من خلال البرنامج
<< مجلة الهواء كان فكرة إحسان عبد القدوس ودقمته لمدة 28 عاما ولا يوجد أديب أو قصاص إلا وظهر بالبرنامج
<< كنت أول من قدم البرامج الرياضية في الإذاعة المصرية والتزمت بالحيادية الكاملة خلال تعليقى على المباريات رغم عشقى للزمالك
<< قدمت فكرة إنشاء إذاعة الشباب والرياضة وبدأت بالبث ساعتين والآن تبث لمدة 24 ساعة
<< الليلة المحمدية من أبرز إنجازاتى خلال رئاستى للإذاعة وشادية قدمت أخر أعمالها الغنائية بـ"خد إيدى" وبعدها اعتزلت الغناء
لا يمكن ذكر الإذاعة المصرية وتاريخها، بدون اقتران اسمها باسم الإذاعى فهمى عمر، الملقب بشيخ الإذاعيين المصريين، وكذلك ملقب بـ"أشهر صعيدى شهدته الإذاعة المصرية"، فمنذ انتقاله من قرية الرئيسية بمركز نجع حمادى بمحافظة قنا إلى الإذاعة المصرية، وحقق بصمة لا يمكن أن ينساها المصريين ، فهو يعد أحد أبرز الإذاعيين الكبار الذين أقاموا صرح الإذاعة.
حاورنا فهمى عمر، ليتحدث معنا عن أبرز التحديات التي واجهتها في بداية عمله بالإذاعة المصرية، بجانب ذكرياته مع الضباط الأحرار خلال إلقاء بيان ثورة 23 يوليو، وكيف كان له الفضل في اكتشاف العديد من النجوم، وذكرياته مع الفنانة شادية وتقديمها لأخر أغانيها، بجانب ماذا يمثل له لقب المذيع الصعيدى، وغيرها من المحاور والقضايا في الحوار التالى..
أنت تلقب بشيخ المذيعين الصعايدة.. كيف يمثل لك هذا اللقب؟
افتخر بلقب بشيخ المذيعين الصعايدة كثيرا، فمنذ أن التحقت بالإذاعة المصرية في عام 1950 وأنا مشهور بلهجتى الصعيدية ، وعندما التحقت باختبار الإذاعة وسألتنى لجنة الاختبار وكنت أرد عليهم باللهجة الصعيدية أطلق على حينها لقب المذيع الصعيدى، وأصبحت كبير الإذاعة المصرية نظرا للسنوات الطويلة التي قضيتها في الإذاعة المصرية وهذا شرف كبير لى.
هل مثلت لك اللهجة الصعيدية أزمة خلال التحاقك بالإذاعة المصرية؟
نعم.. كنت حينها قد انتقلت من الصعيد للقاهرة للالتحاق بالإذاعة، وخلال الاختبار كنت أتحدث باللهجة الصعيدية، فرفضوا تلك اللهجة وقالوا "لن يدخل صوتك الميكروفون بسبب لهجتك الصعيدى".
ماذا فعلت كى يظهر صوتك في الميكروفون بالإذاعة المصرية؟
ظللت أتعلم اللهجة القاهرية واتكلم بتلك اللهجة، وظللت سنة ونصف، بضبط 18 شهرا أجاهد كى اتحدث بلهجة القاهرية من أجل أن أتمكن من وصول صوتى للميكروفون.
هل تمكنت من تعلم اللغة القاهرية؟
نعم، كنت في الإذاعة أتحدث باللهجة القاهرية، ولكن مع حديثى الطبيعى أتحدث اللهجة الصعيدية مع الناس.
ما هي أبرز اللحظات الهامة التي عايشتها في الإذاعة المصرية؟
نقطة مهمة في حياتى فهى تعد أهم معلم من معالم عملى بالإذاعة المصرية كانت يوم 23 يوليو 1952، وحينها ذهبت للعمل الساعة السادسة صباحا، في الإذاعة المصرية، وكنت في شوارع القاهرة الساعة الخامسة والنصف فجرا، ووجد الشوارع مغلقة، ويعرفون هوية من يسيرون في الشارع قبل الدخول للإذاعة، فاستغربت، ولكن عندما وصلت وجد مجموعة من الضباط في الإذاعة المصرية من بينهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذى كان حينها أحد قادة الضباط الأحرار، فكنت الإعلامى والإذاعى الوحيد الذى شاهد فجر ثورة 23 يوليو 1952.
ما كان شعورك عندما وجد الضباط الأحرار في الإذاعة؟
كان السادات ومجموعة من الضباط معه، وتحدثت معهم ورحبوا بى ورحبت بهم، وكان تعاملهم معى بمنتهى الود، وفتحت الهواء للرئيس الراحل محمد أنور السادات لإلقاء بيان ثورة 23 يوليو، وبعدها بدأنا العمل الساعة والنصف صباحا، وهذا يعد كما قلت من أبرز لحظاتى في الإذاعة.
احك لنا عن ذكرياتك في برنامج ساعة لقلبك الذى يعد أحد أهم برامج الإذاعة المصرية؟
برنامج ساعة لقلبك من أشهر برامجى، وظللت أقدمه من عام 1954 وحتى عام 1964، حيث استمر البرنامج لمدة 10 سنوات قدمت فيها نماذج فكاهية لا تنسى منها أبو لمعة وصعيدى الإذاعة احمد الحداد وكثير من الفنانين، من بينهم خيرية أحمد وفؤاد المهندس عبد المنعم مدبولى، والعديد من الفنانين الذين لمعوا في السينما من خلال البرنامج.
هل يمكن أن نقول إن برنامج ساعة لقلبك كان له الفضل في شهرة هؤلاء الفنانين؟
ليس بالمعنى الحرفى، ولكن هم تقدموا للبرنامج وقمنا بإجراء اختبارات لهم، وقدموا فقرات كوميدية حسب المواد التي تكتب لهم، وحسب ما يقدموه أيضا من مواد، وظهرت نجوميتهم من خلال هذا البرنامج.
كيف جاءت فكرة مجلة الهواء في الإذاعة المصرية؟
برنامج مجلة الهواء كان فكرة إحسان عبد القدوس حيث قال لرئيس الإذاعة حينها إنه رئيس تحري مجلة مكتوبة فلماذا لا تقدمون مجلة مسموعة، وحينها طلب منى رئيس الإذاعة عمل مجلة مسموعة.
ما هي أبرز ذكرياتك مع هذا البرنامج؟
هذا البرنامج قدم فقرات متنوعة حيث روبورتاج ومقدمة للمجلة، ولقاءات مع الفنان ورياضيين، حيث ظللت أقدمه لحوالي 28 عاما، وهي فترة طويلة للغاية، ولدى ذكريات طويلة في هذا البرنامج، وقدمت من خلاله نماذج عديدة من الممثلين والرياضين والأدباء والقصاصين، فلا يوجد أحد من الأداء إلا وظهر في برنامج مجلة الهواء، وكذلك لا يوجد من قصاصي مصر إلا وتواجد في البرنامج وتم عرض قصته، وتضمن أيضا روبورتاج شهدت زيارات لأماكن لم يتطرق إليها أحد.
برنامج مجلة الهواء أيضا عرف بفقراته الرياضية المميزة؟
نعم.. كنا في البرنامج نرافق الفرق المصرية التي تشارك في بطولات قارية، وكنت أسافر مع الفرق الرياضية وأقدم لمحات من البلد الأجنبي الذى كنا نلعب فيها وأعرض أبرز المعلومات عن تلك البلد.
اشتهرت بتقديم البرامج الرياضية والتعليق على المباريات.. لماذا تميزت في هذه النوعية من البرامج؟
أنا أول من قدم البرامج الرياضية في الإذاعة المصرية، فقبل ذلك، لم نكن الإذاعة تقدم برامج رياضية من قبل، مثل الصحافة الرياضية ، وحينها فكرت في أن يكون هناك برنامج رياضى، وتقدمت الفكرة وتم الموافقة عليها على الفور.
كيف كانت بداية تقديمك للبرامج الرياضية؟
قدمت برنامج لمدة ربع ساعة في الأسبوع كان يسمى "الرياضة في الأسبوع"، كنت أقدم من خلاله أخبار رياضية وعرض تواريخ النوادى وأبرز ما تتميز به، وإجراء لقاءات مع رياضيين، وظل البرنامج يكبر ويتسع، وبعد ذلك تطور للتعليق أيضا على المباريات في الإذاعة المصرية، وتقديم وصف تفصيلى للمباريات، وعرض نتائج المباريات وتغطية الدورات الأولمبية، والرياضات العالمية، وظلت البرامج الرياضية تكبر وتتسع حتى وصلت إلى إذاعة الشباب والرياضة.
إنشاء إذاعة الشباب والرياضة كانت فكرتك .. كيف تم هذا الأمر؟
نعم.. قدمت أنا بفكرة إنشاء إذاعة الشباب والرياضية، ووافقوا على الفكرة أيضا سريعا، وبدأت بالبث لمدة ساعتين، ثم 4 ساعات، وعندما وصلت لسن المعاش في الإذاعة كانت تبث لمدة 12 ساعة، والآن يتم بث الإذاعة 24 ساعة.
هل كان انحياز في تشجيع نادى الزمالك يؤثر عليك خلال تقديمك للبرامج الرياضية وتعليقك للمباريات؟
على الإطلاق.. أنا أشجع الزمالك ومعروف أنى زملكاوى، ولكن عندما كنت أقدم تعليق لمباراة أو برنامج رياضى كنت أنسى الفريق الذى أشجعه ، فنجاحى فى التعليق الرياضى هو اتسامى بالحيادية التامة والكاملة، فلم أكن أظهر كفهمى عمر العاشق لنادى الزمالك ولكن كنت أظهر كمذيع محايد ويتحدث بثقة وضمير ويتحدث عن كل الأندية.
كيف ظهرت حياديتك في تقديم البرامج الرياضية؟
كنت لا أجامل أحد، ولم أجامل على الإطلاق نادى الزمالك على أي نادى أخر، فعندما يكون النادى الأهلى أدائه جيد كنت أتحدث عن أن النادى الأهلى جيد، وكذلك الزمالك عندما يكون سئ أتحدث عن أن الزمالك سئ، وعندما يكون جيد أسلط الضوء على هذا الأمر.
هل هذه الحيادية كان لها انعكاس على الأندية وموقها من برامجك الرياضية؟
بالطبع..كل الأندية كانت سعيدة بالبرنامج الرياضى الذى أقدمه، وكانوا يقولون إن فهمى عمر محايد، فالمذيع الرياضى لابد أن يتمتع بالحيادية بشكل كبير خلال تعليقه على الأحداث مهما كان النادى الذى يشجعه.
ترأست الإذاعة المصرية لمدة 6 سنوات.. ما هي أبرز إنجازات خلال هذه الفترة؟
من أبرز الإنجازات التي حققتها خلال رئاستى للإذاعة المصرية هو الليلة المحمدية وهو الاحتفال بمولد الرسول، حيث كانت شوارع القاهرة تتضيء في هذا اليوم.
هل لك مواقف لا تنساها عن الليلة المحمدية؟
نعم.. في الليلة المحمدية غنت الفنانة شادية أغنية " خد بإيدى يا رسول الله" وكانت هذه أخر أغانى الفنانة شادية واعتزلت العالم الفني والغنائى حينها، واتذكر أنه في الليلة المحمدية في عام 1986 وبعدها بعام طلبت من الفنانة شادية أن تأتى لتغنى الأغنية في الليلة المحمدية ولكنها رفضت وقالت إنها اعتزلت الفن.
وماذا كان ردك بعد رفضها؟
قلت لها إن هذه أغنية دينية عن الرسول قالت إنها تغنيها في بيتها فقط ، وكان هذا العمل أخر ما قدمته شادية قبل اعتزالها.
أيضا لك حكايات مع الفنانة أم كلثوم؟
نعم.. قدمت ثلاث حفلات لكوكب الشرق الفنانة أم كلثوم، وهذه من الأعمال المهمة أيضا.