يمكن قراءة فيلم don’t look up لا تنظر إلى السماء" من مستويات مختلفة، ربما من زاوية الخداع الذى نتعرض له بشكل دائم، أو كيف تتحكم المصالح ورأس المال فى مصير الإنسان، لكننى فى الحقيقة تلمست فكرة أخرى تقوم على أساس انتباهنا المتأخر للحياة.
المشهد الأساسى فى فيلم don’t look up، يأتى قرب نهاية الفيلم، حيث يجتمع الدكتور "راندال ميندى" بطل الفيلم الذى يقدمه الممثل العالمى ليناردو دى كابريو، مع أسرته وكيت "جنيفر لورانس" وصديقهم الدكتور أوجلثورب، ليتناولوا طعامهم ويتذكرون بعض تفاصيل حياتهم فيأكلون ويصلون ويمسكون بأيدى بعضهم فى محبة، والعالم يواصل دماره فى الخارج قبل أن يصل إليهم، لنطرح السؤال المهم: هل نحتاج إلى يضرب نيزك فى حجم جبل افرست الأرض ويدمرها تماما كى نتنبه إلى حياتنا البسيطة وما بها من علاقات حقيقية تمنحنا الحياة.
لمن لم يتابعوا الفيلم، إنه يدور حول "مذنب"ضخم يقترب من الأرض، واصطدامه بها مؤكد تماما، ومع ذلك لا نجد المسئولين على قدر المسئولية، إنهم يفكرون فى الدعايا الانتخابية، أو فى المعادن التى ستحصل عليها الشركات الكبرى من النيزك، لا أحد يفكر فى الحياة فعلا، إنهم يفكرون فى بهرجة الحياة، حتى العلم الذى ظننا أنه توصل لكل شىء حتى فى معرفة طريقة موت الناس، أصاب مرة وخاب مرة أخرى، فقد توقع أن تكون نهاية الدكتور راندال ميندى الموت وحيدا، لكن ذلك لم يحدث لقد كان ممسكا بيد امرأته وابنه عندما جاءت النهاية.
لقد تحولت جملة "لا تنظروا إلى السماء" إلى شعارات سياسية، ففريق يريدنا أن نرى الحقيقية وآخر يريدنا أن ننظر حيث ينظرون هم، ومع ذلك فيمكن لنا أن نذهب إلى أن معناها أنه علينا ألا نضيع وقتنا وحياتنا فى النظر إلى الخطر أو إلى الغيب، بل علينا أن نعيش الآن معا معبرين عن مشاعرنا الحقيقية، ومدركين للحقيقى ومبتعدين عن المزيف مما يحيط بنا.
انتهى الفيلم وظل فى ذهنى سؤال "كيت" الذى لم تجد إجابه عنه: لماذا باع لهم ضابط البنتاجون الكبير الماء والبسكوت وأخذ منهم دولارات مع أنه كان بالمجان؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة