رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أسباب إخفاق الرئيس جو بايدن فى التعامل مع أزمة كورونا، بالرغم من الإستراتيجية التى وضعها فريقه فى مواجهة الوباء.
وقالت الصحيفة إن باين وفريقه قد وضعوا إستراتيجية صحيحة إلى حد كبير، شملت توزيع جرعة واحدة على الأقل من اللقاح لحوالى 85% من الأمريكيين فى عمر الثانية عشر وأكبر، وتوزيع علاجات منقذة للحياة. ووضعت هذه الإنجازات الولايات المتحدة فى مكان أفضل لمكافحة الفيروس مقارنة بما كانت عليه قبل عام، حيث عادت أغلب المدارس والشركات للفتح وتراجع معدل الوفيات لأن الفعاليات تحد بشكل كبير من فرص المرض أو الوفاة حتى من متحور أوميكرون شديد العدوى.
لكن فحص العام الأول لبايدن فى محاربة الفيروس، وبناء على مقابلات مع مسئولين سابقين وحاليين وخبراء صحة عامة وحكام ولايات، أظهرت أن جهوده لمواجهة أحد أشد الخصوم الذين تعاملت معهم أمريكا على الإطلاق، كما وصف هو الأمر نفسه مؤخرا، كانت يشوبها انتكاسات فى ثلاث مجالات:
الأول أن البيت الأبيض راهن على أن الوباء سيسير على خط مستقيم، ولم يكن مستعدا للتحولات الحادة التى اتخذها، ولم تتوقع الإدارة طبيعة وخطورة المتحورات، حتى بعد الإشارات التحذيرية الواضحة من باقى العالم.وظلت تركز فقط على اللقاحات حتى بعدما اتضح أن الجرعات لا تمنع بشكل دائم انتشار المرض.
الأمر الثانى أن الإدارة افتقرت للتركيز المستمر على الاختبارات، ولم تتحرك بزيادة إمداد اختبارات المنزل حتى فصل الخريف، بعدما مزق متحور دلتا البلاد وكان أوميكرون فى طريقه. وكان كثير من الأمريكيين يعانون لإيجاد الاختبارات التى يمكن أن تحدد بشكل سريع ما إذا كانوا مصابين.
الأمر الثالت أن بايدن لم يتعامل مع تمرد جمهورى منظم ضد الكمامات وإلزامية التطعيم وشهادات اللقاح وحتى التطعيم نفسه، فى ظل قلق من أن الدفع بأى إجراءات محددة للاحتواء يمكن أن تسفر فقط عن زيادة الانقسام السياسى والثقافى فى الولايات لمتحدة.