هل التعليم بمدرسة راهبات ودراسة اللغة الفرنسية كان له تأثير على سيمون كفنانة وإنسانة؟
أنا درست فى شبرا، وبيتى كان فى شبرا، ومازال أهلى هناك وبيتى مازال موجودا، وكنت فى المرحلة الابتدائية بمدرسة «نوتردام»، وبعدها درست فى مدرسة «الراعى الصالح» وهى أيضا راهبات، وأهم ما يميز الدراسة فى مدارس الراهبات أنك لا تكتشفه إلا بمرور الوقت، فهناك لا تمييز فى الدين ولا فى الطبقة الاجتماعية ولا أى شىء يفرق بين الطلبة فالكل سواء، وممنوع الكلام فى الدين، ولم أعرف كل هذا التأثير إلا عندما كبرت، وأنا كنت فى الإذاعة المدرسية أقوم بتحضير وإعداد الإذاعة، وهذا استفدت منه جدا، لأننا كنا نقدمها باللغات الثلاث، وكان لدينا أنشطة كثيرة رياضية واجتماعية ورسم وفنون تشكيلية وحفلات غنائية، وكنا نتعلم من الصغر أن نحب كرامتنا، ونحب أنفسنا ونحب شغلنا ونحب حياتنا، ويجب أن نستقطع من وقتنا للآخرين، فكنا نذهب مثلا لمرضى الجزام، ونعرف أننا جميعا معرضين لذلك، وذهابنا لهم يعطيهم بهجة، وأيضا كنا نذهب لكبار السن، فالعمل الخدمى كان موجودا بشكل مستمر، وأصبح فى «دمنا»، لذلك عندما دخلت الجامعة دخلت أسرة الصداقة، ومهمتها جمع تبرعات للطلبة المكفوفين، وهذا كله بالتأكيد كان له تأثير كبير على شخصيتى وتكوينى.
من اكتشف الموهبة الغنائية فى سيمون؟
من اختار اسم «سيمون» ولماذا هذا الاسم بالتحديد.. وهل له قصة؟
والدى اختار لى هذا الاسم حبا فى «سيمون دى بوفوار»، زوجة سارتر، وهى كانت كاتبة ومفكرة وفيلسوفة فرنسية، والحقيقة والدى كان عظيما فقد كان يترك لى مساحة حرية كبيرة فى اختيار كل شىء، وكان لديه بعد نظر كبير، وبالمناسبة هو من اكتشف الفن بداخلى وقال لى: «عندما يكون لديك موهبة سوف ننميها»، فوالدى أعجب باسم «سيمون» لانبهاره بتلك السيدة، أما اكتشافه لموهبتى فكان من خلال ملاحظته لى دائما، فلقد كان ذكيا جدا، ولم يعلُ صوته مطلقا ولم أجده مطلقا يضربنى أو يضرب أخى، وكان دائما يقنعنى بالعقل والذكاء والمنطق، ويعطينا وجهة نظره بشكل أقوى وبدون فرض رأى، وهذه طريقة مهمة جدا فى التربية لأن الإنسان خلق حرا.
ما أول عمل قدمته سيمون كمحترفة؟
أول عمل لى فى مجال الاحتراف كان أغنية «تانى تانى» مع الأستاذ طارق الكاشف، وقدمت معه «تاكسى»، وكان أول فيديو كليب فى العالم العربى من إخراج طارق الكاشف، وبعدها انتشرت فكرة الأغانى المصورة «الفيديو كليب»، وأغنية «تاكسى» أخذته الإعلامية أحلام شلبى كمقدمة فى برنامج «تاكسى السهرة»، وقبل انتشار فكرة الكليبات، كنت أغنى فى سهرة السبت، إخراج الأستاذ فتحى عبدالستار.
من اختار لسيمون الشكل الغنائى الذى ظهرت به فتميزت عن كل مطربى جيل التسعينيات؟
الفن بالنسبة لى كان صدفة بحتة ودراستى كانت أدبية، فقد قرأت كل أعمال إحسان عبدالقدوس، وأنا فى المرحلة الإعدادية، وكنت أميل للجانب الأدبى، ولكن معلمتى فى مدرسة «الراعى الصالح» استفزتنى ودفعتنى لدراسة الجانب العلمى، وكان مجموعى فى الثانوية العامة يدخلنى كلية الطب، لكنى اخترت دراسة اللغة الفرنسية بجامعة عين شمس، تلك الجامعة العريقة، ودراسة الاتصالات بالجامعة الأمريكية، وعندما شاركت فى أنشطة الجامعة الخدمية من خلال أسرة «الصداقة» ظهرت موهبة الغناء، ولكنى كنت أرسم وأشارك فى أنشطة كثيرة جدا وأتذكر حفلة كانت للفنان مدحت صالح، وكنت من المنظمين فيها، وعندما تأخر الفنان مدحت صالح على الحفلة، طلبوا منى الغناء، فصعدت على المسرح لإنقاذ الموقف، وقمت بالغناء بالفرنسية، وغنيت بالعربية «سالمة يا سلامة» وأغنية لفيروز، و«حلوة يا بلدى» والكثير من الأغانى، ولكنى غنيت بشكل به حالة مختلفة عما كان يقدم وقتها، والحمد لله نلت تصفيقا من الجميع، ويومها كان حاضرا الشاعر جمال عبدالعزيز وقال لى: «أنت فنانة»، ووعدنى بتقديمى لطارق الكاشف، وبالفعل ذهبت له، وكان مختلفا أيضا عما هو سائد فيما يقدمه، وغنيت أمامه ولكن رد فعله بعدها كان يبدو أنه غير مهتم أو معجب، فبعد خروجى عدت له، وسألته مباشرة فكشف عن رد فعله وقال لى: أنت هايلة وسوف تقلدى فيما بعد، فقد كان سابق عصره فى الفن، فقد قالى لى فى أول مقابلة: أنت لديك قبول كبير، وسوف استثمر وأوظف وأستفيد من طريقتك وشكلك فى صناعة فنانة مختلفة بشخصيتك ككل وبساطتك وروحك، وقدمت معه ومع جمال عبدالعزيز الموسيقى المعاصرة، فقدمنا «تانى تانى تانى، وتاكسى»، وبدأت المسيرة كمحترفة، وقدمت مع طارق الكاشف أول فيديو كليب فى العالم العربى، وبالمناسبة لا يوجد عمل ينجح بشخص ولكن بفريق عمل كامل، فالنجاح ليس فرديا، ولكنه جماعى، ولذلك عملنا حالة جديدة ومختلفة.
كيف تم ترشيحك للمشاركة فى فيلم لفاتن حمامة؟
كانت ابنة المخرج الكبير خيرى بشارة تحبنى جدا، وتحب الأغانى التى أقدمها، وهو كان لا يعرفنى، ولكنى فجأة وجدت اتصالا منه وقال لى: أنا خيرى بشارة ولدى فيلم مع فاتن حمامة، ولدينا موعد معها، واتضح فيما بعد أنها تريد رؤيتى فقط لإبداء الرأى، ولكن القرار النهائى للمخرج خيرى بشارة، وأتذكر اللقاء جيدا، فقد دخلت فوجدتها جالسة أمامى فقلت بانبهار: «إيه ده فاتن حمامة»، فقد ذهبت لهذا اللقاء دون خوف، وعندما شاهدت فاتن حمامة وجها لوجه انبهرت جدا، وقالت لى: «انت لمياء»، وقالت لخيرى بشارة: «هى لمياء»، وقالت لى أيضا: «انت سيمون، انت جميلة وهايلة».
وسألتنى: «انت برج إيه؟»، فقلت لها: «يعنى إيه؟» فلم أكن أعرف الأبراج مطلقا، فسألتنى: «انت مواليد شهر إيه؟» فقلت لها شهر يونيو فقالت لى: «انت جوزاء مثلى، وكنت مثلك عندما كنت فى سنك»، وتعلمت منها بالصدفة البحتة الكثير من الأمور المهمة، فهى فنانة عظيمة وقالت لى: «اسمك لا تغيريه ولا تغيرى أى شىء فى حياتك إلا للأحسن»، وبالصدفة كانت عائلتى فى المنصورة من كبار القضاة، وكان جبر أفندى حمامة، جد فاتن حمامة، صديق جدى وهذه كانت مصادفة، عندما نصحتنى بألا أغير اسمى، وأنها رفضت أن تغير اسمها مثلى فى بداياتها الفنية، وقالت لى أيضا: «أى حد يتحدث عنك أو عن أى شىء يخصك لا تردى، ولكن كملى مشوارك وركزى فى عملك»، وطال التصوير فى هذا الفيلم، وبجانب التمثيل تعلمت منها الكثير جدا جدا.
لماذ تغيبت سيمون عن تكريم محمد صبحى لها؟
أعتذر للنجم محمد صبحى عن عدم حضور التكريم، لأنى وقتها كنت مسافرة، وتم تأجيل التكريم عن ميعاده الأصلى، فلم أتمكن من الحضور، لأنى كنت خارج مصر، وكانت وقتها ذروة موضوع الكورونا، ولكن محمد صبحى حالة إنسانية فنية رائعة لا تتكرر، وهو من آمن بموهبتى من خلال أغنية «مش نظرة وابتسامة»، وعجبته الأغنية جدا، لأنها كانت حالة عامة مش تمثيل ولا غنى والتعددية فى الحكاية، ولذلك شاهدها وقالى لى: «انت كارمن، وهنعمل مشروع مسرحية، وعاوزك تبقى انتى كارمن»، والحقيقة من أحلى الأيام وأحلى الأعمال، وكان فى حالة حب إنسانى، وكان فى حالة تمازج جميل، وأنا كنت أحب كارمن جدا، وكنت متخوفة من إعادة «لعبة الست، وسكة السلامة»، ولكن قال لى محمد صبحى: «هنعملها بشكل تانى ومش هيحصل مقارنة مع النجمة سميحة أيوب، ولعبة الست هتبقى مختلفة تماما» وبالفعل وعد وأوفى، وفعلا قدمنا أعمالا مختلفة، وأشادت سميحة أيوب بالدور وجابت لى بوكيه ورد وخدنا جوائز، وبشكره على هذا العمل الجميل.
من الأعمال المهمة أيضا فى مسيرة سيمون مسلسل «فارس بلا جواد» فما تعليقك؟
عندما يكون هناك فكر معين ومغزى تبقى هذه الأعمال، لأنها ذات رؤية مهمة، وهكذا كان هذا المسلسل، أضف لذلك عظمة كل العاملين بهذا العمل، وعلى رأسهم النجم الكبير محمد صبحى، فكان يستمع ويناقش، وهذا ما جعل «فارس بلا جواد» يعيش ليومنا هذا.
ماذا لو تم ترشيحك لتجسيد شخصية فاتن حمامة؟
أتمنى ذلك، وبالمناسبة فاتن حمامة كانت بدياتها مغنية، وعبدالوهاب قال لها: «انت بتغنى حلو وهايلة فى الأداء وكمان ممثلة هايلة»، ولذلك أجد تشابها بينى وبينها.
ولكن أين مشروع مسلسل ليلى مراد؟
والدى منذ صغره كان يحب ليلى مراد جدا، ويحب أغانيها وطريقتها الهادية الكلاسيكية حتى فى الأفلام والتمثيل، ووالدتى شبه ليلى مراد، ولما فكرت فى تقديم السيرة الذاتية، فكرت فى ليلى مراد بتغنى وبتمثل بشكل كلاسيكى، وبتعرف فرنساوى، وفعلا وقتها اتفقنا مع عبدالنور خليل، وكتب سيناريو هائلا، واتفقنا مع منتج، ولكن غيره عرف وسبق فى تقديم العمل، ولذلك توقف مسلسلنا.
كيف تختار سيمون الشخصيات التى تقدمها كممثلة؟
اكتشفت بعد فترة لما نضجت وكبرت «إنى مبعرفش أمثل بلغة التمثيل»، ولذلك أرفض أعمالا كثيرة، فأنا لا أمثل إلا ما أحبه من الأدوار القريبة منى والتى أحسها، ومنذ الصغر لدى فكرة «متبعش نفسك مطلقا»، أنا مغنية أحيانا تمثل أشياء تحبها ومقتنعة أنها عايزة تعملها، وهناك ممثل كبير قال لى: «الممثل يمثل كل الأدوار»، فقلت له: «بس أنا ممثلة ومش بمثل كل الأدوار، عندما بدأت الغناء كانت هناك حفلات عامة وحفلات خاصة، وأنا دائما كنت أرفض الحفلات الخاصة، كما رفضت العمل فى الكباريهات، وهى نفس نظرية التمثيل فى أننى أختار ما يحلو لى ولا يفرض على شىء سواء حفلة أو شخصية أقدمها».
هل فكرت سيمون فى الاعتزال؟
بعد وفاة والدى فكرت فى الاعتزال والتوقف لكن حدثت أشياء حلوة وجاءت فكرة الغناء باليونانى، وهى من أهم المحطات فى حياتى لأن بها فكر جديد وتغيير بأن يكون فني له معني، فهنا قررت أفكر بطريقة مختلفة، والأغنية اليونانى عندما عرضت على من الأستاذ محمد شبل وأعجبت جدا بأننى أول مرة هغني باليوناني من أجل مهرجان الصداقة بين مصر واليونان، لدرجة إن الناس وقتها ظنوا أنني لدي أصول يونانية مع أنني من الشرقية ومن الصعيد وولدت في شبرا، لكن هذه التجربة كانت مهمة ومرحلة جيدة جدا، وهذه الأغنية حصلت على جائزة السياحة فى جينيف عام 1996، وأيضا أغنية المولد أنا الذى قدمتها وفكرت فيها، وبعد هذه المرحلة قررت اختيار جديد لكل مشاريعى سواء فى الغناء أو فى التمثيل، وكان آخرها دور "أمانى" السيدة المحجبة فى مسلسل "قيد عائلى" وهذا كان اختيارى.
الكاتب الصحفي اكرم القصاص يكرم سيمون
سيمون في حوار مع الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر
سيمون مع فاتن حمامة
سيمون مع محمد صبحي في لعبة الست
سيمون وعمرو دياب
سيمون
سيمون في اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة