أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: عيد‭ ‬ميلاد‭ ‬سعيد.. ‬خلطة‭ ‬المصريين‭ ‬للتعايش‭ ‬والتسامح

الجمعة، 07 يناير 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
‮«‬البلد‭ ‬دى‭ ‬بلدنا‭ ‬كلنا،‭ ‬وماحدش‭ ‬ليه‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬نقص‮»‬،‭ ‬تلك‭ ‬إحدى‭ ‬كلمات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أثناء‭ ‬زيارة‭ ‬للكنيسة‭ ‬المصرية،‭ ‬وهى‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬الشامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬المواطنة،‭ ‬المصريون‭ ‬يحتفلون‭ ‬بأعياد‭ ‬الميلاد‭ ‬اليوم،‭ ‬بعد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التى‭ ‬تقطعها‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬ملف،‭ ‬ظل‭ ‬- على‭ ‬مدار‭ ‬عقود -‭ ‬عرضة‭ ‬للتداخلات‭ ‬والتقاطعات‭. ‬
 
فى‭ ‬يناير‭ ،‬2015‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬رئاسية‭ ‬للكاتدرائية‭ ‬ويومها‭ ‬خاطب‭ ‬الرئيس‭ ‬الحاضرين: ‬‮«‬كان‭ ‬ضرورى‭ ‬آجى لكم‭ ‬عشان‭ ‬أقول لكم‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬وأنتم‭ ‬طيبين‮»‬،‭ ‬والرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬يزور‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬لتهنئة‭ ‬المصريين‭ ‬بأعياد‭ ‬الميلاد،‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬رسمت‭ ‬الزيارات‭ ‬الثمانى‭ ‬للرئيس‭ ‬إلى‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬خطا‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬المواطنة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وإنهاء‭ ‬القضية‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬التناول‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬حساسيات‭ ‬تمت‭ ‬إزالتها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بكل‭ ‬وضوح،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تشريع‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬دور‭ ‬العبادة،‭ ‬والذى‭ ‬أنهى‭ ‬مشكلات‭ ‬استمرت‭ ‬لعقود‭ ‬طوال،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت ذاته‭ ‬أغلق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأبواب‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تنفذ‭ ‬منها‭ ‬التدخلات‭ ‬غير‭ ‬المرغوبة‭ ‬والتى‭ ‬أطاحت‭ ‬بمجتمعات‭ ‬ودول‭.‬
 
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى، ‬فى‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الوحدة‭ ‬والتسامح‭ ‬أحيا‭ ‬تراث‭ ‬المصريين،‭ ‬وجينات‭ ‬الوحدة‭ ‬والتسامح‭ ‬والتنوع،‭و ‬الذى‭ ‬واجه‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية وبطريقة‭ ‬خاصة،‭ ‬تختلط‭ ‬أعياد‭ ‬الشعب‭ ‬وتتوحد،‭ ‬فأعياد‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‬، ‬هى‭ ‬أعياد‭ ‬المصريين،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬الأجداد‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬تحت‭ ‬الجلد‭ ‬وفى‭ ‬القلب‭.‬
وعلى‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬اتخذ‭ ‬قداس‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬طعما‭ ‬خاصا،‭ ‬فى‭ ‬كاتدرائية‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح،‮‬‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهى‭ ‬أكبر‭ ‬كنيسة‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والتى‭ ‬تم‭ ‬تدشينها‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬توجُهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والمواطنة،‭ ‬بدأت‭ ‬بإعادة‭ ‬ترميم‭ ‬وإصلاح‭ ‬وتجديد‭ ‬الكنائس‭ ‬التى‭ ‬تضررت‭ ‬أيام‭ ‬الإرهاب،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬مشاركة‭ ‬المصريين‭ ‬ووحدتهم‭ ‬عنوانا‭ ‬لعهد‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬واليوم،‭ ‬أصبحت‭ ‬الكنائس‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة،‭ ‬وتم‭ ‬تقنين‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الكنائس التى‭ ‬ظلت‭ ‬أوضاعها‭ ‬معلقة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود،‭ ‬وعرضة‭ ‬لتداخلات‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬مضمون،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬فى‭ ‬مراكز‭ ‬التأهيل‭ ‬الحديثة‭ ‬التى‭ ‬تجرى‭ ‬ضمن‭ ‬تطوير‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬العقابية،‭ ‬تقوم‭ ‬مراكز‭ ‬الصلاة‭ ‬الكنسية‭ ‬مع‭ ‬المساجد‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعى‭.‬
 
وبالتالى،‭ ‬فإن‭ ‬مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬احتفالات‭ ‬الأقباط،‭ ‬خاصة‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬المجيد‭ ‬وحضور‭ ‬القداس‭ ‬بالكاتدرائية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬واجب‭ ‬العزاء‭ ‬فى‭ ‬شهداء‭ ‬الإرهاب،‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬باعتبارها‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة‭ ‬بمواطنيها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرقة،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الثأر‭ ‬لشهدائنا‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬التى‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬المواطنة‭.‬
 
وفى‭ ‬يناير‭ ‬2019‭ ‬افتتح‭ ‬الرئيس،‭ ‬مسجد‭ ‬الفتاح‭ ‬العليم‭ ‬وكاتدرائية‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وبعد‭ ‬عام‭ ‬شارك‭ ‬الأقباط‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الميلاد‭ ‬المجيد‭ ‬بكاتدرائية‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬عادة‭ ‬التهنئة‭ ‬بالكاتدرائية‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬كورونا،‭ ‬وبسبب‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭.‬
 
سياسيا، ‬كان‭ ‬التمكين‭ ‬عنوانا‭ ‬عريضا‭ ‬شاملا‭ ‬للدولة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬نِسب‭ ‬بمجلسى‭ ‬النواب‭ ‬والشيوخ‭ ‬لمعالجة‭ ‬عيوب‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابى‭ ‬الذى‭ ‬حرم‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬كفاءات،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬ترتيب‭ ‬الحقوق‭ ‬والتكافؤ،‭ ‬واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬ضمنت‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬أطاحت‭ ‬بدول‭ ‬ومجتمعات،‭ ‬مع‭ ‬إرساء‭ ‬قيم‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتنوع‭ ‬باعتباره‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬أفكار‭ ‬متطرفة‭ ‬عرقية‭ ‬وطائفية،‭ ‬نجحت‭ ‬سياسة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬علاجها،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬باعتبار‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتنوع‭ ‬فى‭ ‬الشكل‭ ‬والفكر‭ ‬والعقيدة‭ ‬أساس‭ ‬الحياة‭ ‬وضمان‭ ‬نجاح‭ ‬الشعوب،‭ ‬وهذه‭ ‬القيم‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬حفظت‭ ‬مصر‭ ‬وتحفظها‭ ‬دائما،‭ ‬بفضل‭ ‬تراث‭ ‬وتاريخ،‭ ‬نجح‭ ‬فيه‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬التعايش‭ ‬معا،‭ ‬لأنهم‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أرسى‭ ‬قيم‭ ‬الإيمان،‭ ‬والسير‭ ‬معا‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭.‬
 
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة