نجحت مصر في زراعة القطن قصير التيلة في شرق العوينات بعد 4 محاولات كانت الأولى في صحراء المنيا، ثم التجارب الثلاثة الأخيرة، كانت في شرق العوينات بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى لوزراتى الزراعة وقطاع الأعمال العام.
وبقراءة سريعة في التجارب الأخيرة تحديدا شرق العوينات؛ فإن نتائج التجربة الأولى كانت متوسطة، حيث أنتج الفدان حوالى 5 قناطير قطن فقط، ثم حققت التجربة الثانية الموسم الماضى نجاحا كبيرا، حيث أنتج الفدان 10 قناطير، وجاءت التجربة الأخيرة الموسم الحالي، لتؤكد أن أرض مصر التي زرعت القطن الطويل الأجود في العالم قادرة على زراعة القطن القصير، حيث بلغت إنتاجية الفدان 12 قنطارا، وبعض الافدنة ستحقق ما يزيد على 15 قنطارا بالحصاد اليدوى، وهو ما يماثل الإنتاجية العالمية لنفس نوعيات البذور التي تم استخدامها.
من هنا نشكر القيادة السياسية التي تحمست للتجربة ووجهت بالاستمرار فيها وتوفير كافة عوامل النجاح لها، خاصة مع وجود بعض التشكيك في نتائج التجربة الثانية، ولا شك أن التاريخ سيكتب أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أدخل القطن قصير التيلة إلى أرض مصر، مثلما أدخل محمد على باشا، القطن طويل التيلة إلى أرض مصر من قبل.
ومن حسن الطالع أن تأتى نتائج التجربة مواكبة للذكرى الـ 49 لانتصارات أكتوبر المجيدة واحتفال الشعب المصرى بذكرى الانتصار العظيم.
نأتى للسؤال ماذا بعد نجاح الزراعة في العوينات؟
الواقع يقول أن مصر تستورد ما قيمته 3 مليارات دولار سنويا من الأقطان القصيرة ومنتجاتها، وبالتالي فإنه لابد من التوسع في الزراعة وزراعة 100 ألف فدان أو أكثر شرق العوينات، التي بها مساحات صالحة لا تقل عن مليون فدان، وأغلبها في فترة الصيف لا تزرع، بالتالى يمكن الاستفادة منها في الزراعة وما يتبعها من توفير عمل لآلاف الشباب وخلق بيئة مستدامة في الجنوب وتوفير محالج خاصة لحليج القطن القصير بدلا من نقله 1000 كيلو لحلج في محلج أبو تيج بأسيوط، علاوة على إدخال تكنولوجيات حديثة في الزراعة والتسميد والرى، وكذلك تجريب بذور قطن ذات إنتاجية أعلى؛ مما يحول مصر لمصاف الدول المصدرة للاقطان القصيرة بجانب القطن طويل التلية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة