بعد أن فقد العالم الأمل في تنفيذ وعود القوى الصناعية والمجتمع الدولى بمسئولياته تجاه الخطر الوجودى، جاء مؤتمر المناخ في شرم الشيخ ليحول العالم نحو تنفيذ الخطط المتفق عليها مسبقاً للتصدي لأكبر تحدٍ تواجهه البشرية، وها هي بشائر الخير تهل، حيث تم الإعلان عن ضخ مليارات الدولارات في مشروعات ذكية وصديقة للبيئة، ونموذجا مساهمة أكثر من 20 دولة بسبعة مليارات دولار من قيمة الاستثمارات المعلنة.
وأيضا أطلقت مصر والولايات المتحدة حزمة دعم بقيمة تتجاوز 150 مليون دولار من أجل «تعزيز إجراءات التكيف في أفريقيا» بالإضافة إلى مضاعفة أمريكا إسهامها في صندوق التكيف إلى 100 مليون دولار.، غير الإعلان عن بدء تطبيق مبادرات حول استثمارات الطبيعة والمناخ في مصر وعدد من الدول الناشئة تبلغ قيمتها نحو 350 مليون دولار، وهذه المبادرات ما هي إلا نماذج لا أكثر تعكس نجاح المؤتمر فى تحقيق أهدافه.
ورغم أهمية المليارات والتمويل، فأعتقد أن هناك مكسبا حقيقيا تحقق في مؤتمر المناخ cop27، وهو أنه تم إدراج للمرة الأولى قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، على جدول الأعمال الرسمي الذي أقر بالإجماع عند افتتاح القمة، لأنه المطالبة بهذه الآلية الخاصة لتعويض الدول الغنية الملوثة على الدول الناشئة والنامية عن الأضرار اللاحقة بها جراء كوارث ناجمة عن التغيرات المناخية، فيما لم تف الدول الصناعية والمتسببة في تفاقم الظاهرة والأزمة بوعودها برفع مساعداتها إلى 100 مليار دولار سنوياً اعتباراً من 2020 للدول الفقيرة والمتضررة من أجل خفض الانبعاثات والاستعداد لتداعيات الاحترار والتكيف المناخي.
وأخيرا.. ما حدث وما يحدث الآن على أرض شرم الشيخ، يؤكد أن قمة المناخ cop 27 محطة التنفيذ الحاسمة، بعد وعود وعهود متعثرة على مدار 6 قمم سابقة.. حفظ الله مصرنا الغالية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة