1
انطلق كأس العالم، وتجمع الجمهور من كل حدب وصوب، لكن وللمرة الأولى باتت الغلبة للجماهير العربية فى مدرجات المونديال، على عكس ما هو مألوف فى المرات السابقة التي تأهلت خلالها منتخباتنا العربية، ليس هناك عسرات أمام الحضور الجماهيري الكبير.. البطولة الأن كما يقولون "على ناصية شارعنا".
2
مع كل صافرة تنطلق لمباراة طرفها أحد المنتخبات العربية، ومع صور الجمهور العربي على وجه العموم والمصري على وجه الخصوص الذي يملء مدرجات كأس العالم، يتجدد وجع قديم، اختصاره لماذا نحن لسنا هناك؟ لماذا الجمهور المصري ليس هناك رافعًا علم بلاده، لماذا يشجع المصريون فى هذه البطولة منتخبات أخرى غير منتخب بلادهم، هذا لا يتنافى مع الدعم للمنتخبات العربية المشاركة، لكنها غصة تصب لعناتها على من تسببوا فى إبعادنا عن المشاركة فى المونديال.
3
قبل أشهر قليلة عاد لاعبو المنتخب المصري من الهزيمة فى نهائي بطولة أفريقيا، وبعدها عاد كل إلى فريقه، ومنذ لحظة عودتهم لم يفكر أحد أننا لدينا مباراة هامة ومصيرية تحسم تأهلنا للمونديال، فغرق اللاعبون فى استكمال بطولات محلية لا طائل منها حتي تم استهلاك لاعبى الأهلى والزمالك على وجه التحديد، ومن بعدها جاء نداء الوطن ليجد الجميع مرهق، الجميع خارج مستواه، الجميع ليس بأفضل حال، وكانت النتيجة أننا خسرنا مجددًا أمام السنغال ليضيع حلم التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي.
4
ولدت فى عام 1990، لم أشاهد بالطبع كأس العالم الذي أقيم فى هذا العام بإيطاليا، وهو ما يعني أنني لم أر منتخب بلادي فى المونديال سوى مرة يتيمة، ومن يعلم متى تتكرر هذه المشاركة، لكن ما أعرفه أن كرة القدم ليس بها مستحيلًا، لهذا دفعتني الغصة التي صرخت فى قلبي إلى تذكر لماذا لسنا هناك، لسنا هناك لأننا لا نخطط لما نريد، نلعب كرة القدم وفى المنتصف تتسلل أشياء أخرى غير كرة القدم، ما بين تعصب مسؤولي الناديين الأكبر في مصر، أو خناقات حول تضارب المصالح.
5
قلت لاصدقائى بعد الهزيمة من السنغال وأكرر مرة أخرى، لا بديل أمامنا سوى أن نلحق بقطار الكرة الحديثة، لا مفر من أن نفهم أن التفكير العلمى هو العلم، وأن كرة القدم علم، وأن جنى المكاسب منها علم، وأن التدريب علم وله رخص دولية وليس كما يتصور البعض أنه يمشى بالفهلوة، وأن نعى أن عودة الجمهور للمدرجات والاستفادة المالية مهم هذا علم، وإن إدارة الاستتادات علم أيضا، كل شيء في كرة القدم يخضع للعلم بداية من التخطيط لتصدير لاعبى كرة القدم للخارج وجنى أرباح من وجودهم في أندية أوروبا وصولا إلى بيع التيشراتات، علم يجب أن يكون له خطة ومستهدافات ومراقبة ومحاسبة لمن لا يحقق المطلوب منه، خصوصا وأننا كنا ولا نازل كبار هذه القارة " أفريقيا" في كرة القدم، لا أن نتخلف في اللحاق بالقطار الذي سبقونا إليه وهو كرة القدم بشكلها الحديث والمؤسسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة