"كنت أمر بوقت صعب فحاولت أمي التخفيف عني ومساعدتي على تغيير الجو فأخذتني لزيارة أحد أقاربها في بيتهم. كانت أول زيارة لنا في بيتهم، ورحبوا بنا بشكل جيد جدًا. قريبة أمي هذه لها ابن شاب، كان وقت زيارتنا مرت على خطوبته حوالي شهر، ولكنني لاحظت أنه ينظر لي بإعجاب شديد ويتعمد أن يفعل ذلك أمام أهله ووالدتي ويركز على التواصل معي بالعين جدًا. الجميع لاحظ نظراته ولكنني حاولت تجاهله لأنه مرتبط بالفعل. وحين لاحظ أنني أتجاهله، ربما فهم أنني أفعل ذلك لأنه خاطب، فخلع دبلته وتركها على الطاولة التي كنا نأكل عليها وتحديدًا أمامي.
لاحظت أيضا أنه لا يكلم خطيبته وإنما هي التي تتصل به، وكانت المكالمة لا تدوم أكثر من دقيقة أو اثنتين ولا يأخذ الهاتف ويبتعد به وإنما يستقبل المكالمة أمامنا وهو ما اندهشت له لأن من الطبيعي أن أي مكالمة بين اثنين مخطوبين تستمر طويلاً.
مع مرور الوقت تقريبًا كل علامات الإعجاب والحب ظهرت، بدأ يقلد حركتي في كل شيء، وطبقًا لتحليل لغة جسده وتعبيراته في علم النفس فالموضوع بدأ بإعجاب لكن مع مرور الوقت تحول لحب. هو ليس شابًا سيئًا ولا فاسدًا، وليس مجبرًا على خطيبته وفي الوقت نفسه يعرف أني محترمة ويعرف كي أتعامل مع الشباب.
الغريب أن والدته عندما لاحظت إعجابه فرحت، ووالدتي أيضًا، وبعدها وصلني بشكل غير مباشر أن كل العائلة عرفت أنه يحبني وأنه اعترف لأصحابه واخوته. ولا أعرف كيف يكون مرتبطًا بشكل رسمي ويحب أخرى وأهله يساعدوه. أنا تقريبًا أكبر من خطيبته بسنة أو اثنتين وربما لم يفكروا في من البداية لأن حصلت معي مشكلة دراسية وتركت كليتي أربعة سنوات وكان هذا حاجزًا وبعد علاج نفسي رجعت للدراسة مرة أخرى. الغريب أنه مرت على خطوبته 3 أشهر فلماذا لو كانوا صادقين لم يأخذوا خطوة تجاههي، لأنه بالتأكيد لن يحب واحدة ويتعلق بها ثم يتزوج أخرى. أنا أشعر بالتوتر والقلق والضغط النفسي بسبب هذا الموضوع، خاصة أن التلميحات من كل جانب ومن وقت لآخر أجد أن أحد جديد في العائلة عرف ولكن لا أحد يتكلم معي مباشرة وحتى أمي تتكتم على الأمر كأنه سر حربي وهي ليست من النوع الصديق لي. تعبت نفسيًا ومحتاجة تفسير مقنع يخفف القلق الذي أصبت به.
****
القارئة العزيزة، أعرف كم تكون لعبة الاحتمالات مؤلمة جدًا لدرجة تجعلك تتمنين أن تصلي لحقيقة واحدة حتى لو كانت قاسية لتتوقف الأسئلة والاحتمالات عن العبث برأسك. والحقيقة القاسية هنا، هي أنه لم يقل شيئًا واضحًا صريحًا وحقيقيًا لكِ. كل ما لديكِ هو تلميحات وتصرفات قابلة للتأويل. الحقيقة القاسية هنا هي أنه، حتى لو كان يحبك، ليس شجاعًا بما يكفي ليعترف لكِ بذلك. والحقيقة الأقسى هي أنه رغم كل الاحترام الذي تكنيه له ولتربيته الصالحة، لكنه لم يحفظ خطيبته في غيبتها. لم يحترم الرباط المقدس بينهما، بل ربما قال بشكل غير مباشر أنه لا يحترمها بخلع الدبلة ورميها أمامك على الطاولة.
اتفهم كم يكون رائعًا أن يقع أحدهم في حبنا من النظرة الأولى، وأن يحب تغيير كل خططه لأجل أن يكون معنا، ولكن أليس من المثير لقلق قليلاً أن يكون شخصًا "خفيفًا" إلى هذه الدرجة التي تجعله حين يرى فتاة أعجبته يتنسى التزامه تجاه الفتاة الأخرى التي وضع يديه في يد والدها ووعدها بأن يؤسسا معًا حياة كاملة؟ قد لا نملك قلبنا ولا نملك التحكم في مشاعرنا ولكننا بالتأكيد نملك التحكم في تصرفاتنا. وإذا كان شعر بالحب تجاهك ووجد الشجاعة الكافية ليتحدث عن هذا الحب مع المحيطين به فكيف لم يتحدث مع الطرفين الأهم في هذه المعادلة، الطرف الأول خطيبته التي يجب أن يحسم الأمر معها ولا يستمر في خطبته طالما يشعر بأنه يحب أخرى، والطرف الثاني هو أنتِ.
من أجل كل هذه الحقائق القاسية يجب أن تتوقفي عن التركيز مع التلميحات التي توجه إليكِ بهذا الشأن، وإن حاول المحيطون بك التحدث في الأمر قولي بهدوء إنه من غير اللائق الحديث بهذه الطريقة لأنه شخص مرتبط ولا يليق بكِ ولا به وضعكما في هذا السياق. وإذا أنهى هذا الشاب ارتباطه بخطيبته وتقدم فعلاً لخطبتك عليكِ أن تتريثي وتدرسي القرار جيدًا وتسأليه بوضوح عن الأسباب التي تجعله مقتنعًا بكِ حتى تتأكدي ألا يتكرر الأمر نفسه معك.
صفحة وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.