"شوف هنا جنب المصانع والمداخن والزحام ..الغيطان إلي اخرها المدنة وأبراج الحمام.. والسواقي اللى ما نامت ليله من كام ألف عام ..شوف جمال الريف وآمن بالمحبة والسلام" هكذا تغنت وأطربتنا "فاطمة إبراهيم البلتاجى" كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عن أعظم معالم محافظة الفيوم "السواقى" الجميلة التى تحكى قصة 2000 عام من التاريخ والحضارة والعراقة والأصالة مرت على تلك السواقى المنتشرة فى جميع أرجاء المدينة الرائعة.
ومين فينا لم يستمتع بصوت الفنانة العملاقة الراحلة شادية الجميلة "رحمة الله عليها" وهى تطربنا وتقول: "سبع سواقي بقت بتضحك وتقول يا مصرى النهاردة فرحك.. الأرض أرضك والطرح طرحك.. وبكرة تعمر وخيرها يكتر.. وخيرها يكتر الله أكبر الله أكبر.. سبع سواقي تملا قناها ياما دموعنا جريت معاها.. قام النهاردة بشير هناها على المداين هلل وكبرالله أكبر الله أكبر.. قومى يا خضرة وإنتي يا زهرة زغروطة لليوم ده ألف مرة.. بقت بلادنا النهاردة حرة.. وجيشها يحمي علمها الأخضر.. الله أكبر الله أكبر" لتؤكد الفنانة على أثر يمثل رمزا لكل مواطن ليس بالفيوم فحسب بل لكل مواطن مصري أصيل يعشق تاريخ وتراب وطنه.
تخيل عزيزى القارئ أغنية أم كلثوم الشهيرة "طوف وشوف" وكذلك أغنية الفنانة شادية الرائعة "سبع سواقي.. الله أكبر الله أكبر" من فيلم حظك هذا الأسبوع 1953، لم تكن أول أو ثاني من غنوا لسواقي الفيوم بل جاء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ليغني "سبع سواقي بتنعي لم طفوا لي نار.. يا منية القلب قول لي وازاي عشق الجار.. يبقى النظر في النظر والقلب قايد نار.. شط البحور مرقدي والموج بنى لي دار".
من عبد الوهاب لأم كلثوم لشادية، تظهر لنا دور السينما المصرية في الدعاية والتسويق لأحد أشهر المعالم في مصر "سواقى الفيوم" ، التي شهدت مؤخرا في عهد الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم والدكتور محمد عماد نائبه ومعهم فريق عمل متكامل من الشركات الوطنية المصرية الحريصة على اظهار جمال وعظمة وتراث أشهر معلم في تاريخ المدينة العريقة ، نقله نوعيه من التطوير والتجديد ليجعلوها حلما منتظر تحقيقه لتنشيط السياحة الداخلية وجذب مئات وآلاف المواطنين من أبناء المحافظة وباقى المحافظات مصر ، بل ستكون في القريب العاجل على رادار السياحة المصرية.
وهنا لماذا ستكون سواقى الفيوم الجميلة محطة مهمة في الترويج والتسويق للسياحة في مصر؟.. عناصر التطوير التي قامت بها الشركة الوطنية وشركاؤها بالتعاون والتنسيق مع محافظة الفيوم بالإضافة إلى الإفتتاح المنتظر من قبل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء خلال الفترة المقبلة، سيجعل جميع المحاور المطلة والمؤدية لها ستشهد تطويرا وتجميلا، يزيدها جمالا لتصبح مقصدا للزائرين والسائحين.
إلى القائمين على الدراما والسينما والفن يوجد فرصة رائعة للعودة من جديد لتسويق هذه المعالم التاريخية خاصة مع وجود ما يقرب من 224 ساقية بمختلفة مراكز الفيوم، يجعلها محافظة مميزة لأنه لا توجد محافظة أخرى تضم هذا العدد من السواقي "آلة خشبية استخدمت للري قديمًا وكانت تدور بقوة اندفاع المياه من الهدارات فتحمل المياه من الأسفل للأعلى" ليستخدمها المزارع القدم في عملية رى الأراضى.
ومع تعدد المشاهد والأعمال الفنية ستكون السواقي مقصدًا سياحيًا رئيسيًا بمحافظة الفيوم، مما يساهم في زيادة فرص العمل والإستثمار في أحد أجمل مدن صعيد مصر ليتحقق حلم طال انتظاره كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة