محمود عبدالراضى

أخلاقنا الجميلة.. التسامح

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022 09:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طالما نحن بشر فالخطأ موجود، والنسيان جائز، وسوء الفهم وارد، والخلافات محتملة بين الأحبة والأقارب والأصدقاء، لكن تبقى قيم التسامح هي الملاذ الآمن للتخلص من كل ذلك، والقادرة على إعادة المحبة للقلوب، وترك أثرًا طيبًا في النفوس فيتكئ الشخص على الآخرين فيكونون معًا كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

قلوبنا التي عرفت الحب، لا يجب بحال من الأحوال أن يغيب عنها "التسامح"، خاصة لهؤلاء الذين حجزوا مساحات كبيرة في قلوبنا، فتربعوا على شرفاتها، وباتوا مثل الدماء تسير في الشرايين، فنهديهم "التسامح" بعد أخطائهم، ونعفو عنهم، حتى تعود المياه إلى القلوب بعد أن انقطعت فترات الغضب والحزن، فتورق الأزهار من جديد بعد مضي العاصفة التي كادت تقتلع المحبة من القلوب.

وعلى غرار الأحبة، يقف على الشاطئ الآخر من أنهار الحب بقلوبنا الأقارب، الذين يملكون رصيدا كبيرا يجعلنا دوما نتسامح ونعفو فيما يصدر منهم في حقنا، ونعتبرهم بمثابة الشجرة التي لا تمتد أغصانها سوى بـ"ماء التسامح"، فـ"المسامحة"، بمثابة كوب الماء الذي يستعين به الإنسان على من أذاه في أيام الحقد الحارة، فعندما يسامح غيره فإنه يهديه ذنوبه على طبق من الذهب ويريه عيوبه ونقائصه فيخجل ذاك من نفسه ويعلم بالذي فعله فيعود إلى رشده.

"التسامح" يكون حاضرا دوما بين الأصدقاء، للصفح عن أخطاء أشقاء العمر ورفقاء الدرب من أجل بقاء الود الذي يجب ألا يفنى بخطأ أو اثنين، فالأصدقاء هم العائلة التي يجب أن يحافظ عليها الإنسان لأنهم الكلمة الأولى والطيبة التي يجب ألا تفنى بتغير الظروف بل كلما ازدادت نيران الحقد في هذا العالم يجب أن تسقى علاقة الصداقة بماء الحب والمودة.

وبما أننا بشر تتحكم فينا العواطف، وأحيانا نضعف ونستسلم لشيطان أشر، فقد تسيطر علينا في بعض الأحيان ذات سلبية تحثنا على الثأر من الأصدقاء الذين ظلمونا، بيد أن النفس الطيبة تأبى إلا المسامحة وتعلم أن خير الخطائين التوابين.

إذا.. التسامح يحتاج لقوة تفوق قوة الانتقام، فيجب أن نتحلى بها ولا نرمي بأنفسنا في ترهات الأمور بل نسعى دوما لنكون أصحاب "الأيادي البيضاء" التي تمتد لمساعدة الجميع، وقلوب تسامح وتعفو وتصفو.

عزيزي القارئ، خذ العفو وأمر بالمعروف، واجعل قدوتك النبي صلى الله عليه وسلم، الذي عفا عن أهله وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، لقد قال ذلك بعد أن عذبوه وآذوه ورموا الأذى في طريقه.

دربوا أنفسكم على أن الكُره يرتجف أمام الحب، والحقد يهتز أمام التسامح، والقسوة ترتعش أمام الرقة واللين، حتى تعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة