هناك الكثير من المشاكل التي تواجه الآباء مع أبنائهم، مثل الخوف وقلة الثقة والكذب، وكل هذه المشاكل وأكثر، ناتجة من رهبة الطفل من أبويه، وخاصة عندما يكونوا صارمين وعقابهم عند الخطأ قاسي على الأطفال، وسبب المشكلة يكمن في عدم صداقة الأبوين لأبنائهم، وهذا ما يجعل الأطفال يتعاملون معهم وكأنهم جلادين وليسوا مصدر أمانهم، فتقول الدكتورة سلمى أبو اليزيد استشاري الصحة النفسية لـ "اليوم السابع" أن حل كثير من المشاكل الأطفال سواء في المنزل أو خارجه يكمن في صداقته مع أبويه التي تجعل من الطفل شخصاً متزناً سوياً منتمي لعائلته بشكل كبير.
إزاي تكون صديق وصاحب لابنك؟
وأضافت استشاري الصحة النفسية أن صداقة الأبوين تزيد ثقة الأطفال في انفسهم، وتجعلهم لا يخشون من أخذ القرارات الصائبة، وذلك إلى جانب أنه عندما يخطئ لا يخشى من الأعتراف بالخطأ وبالتالي يكون إنسان صادق.
وأكدت أستشاري الصحة النفسية أن هذه الصداقة ليس فقط لمعرفة ما يدور في رأس الطفل، بل هي بمثابة حل لكثير من المشاكل التي تواجه الطفل طوال مراحل عمره وخاصة مرحلة المراهقة، التي تعتبر من أصعب المراحل، حيث يحب الطفل فيها أن يمارس حريته دون ضغط أو مراقبة أو متابعة شخص له مهما كانت قرابته، ويسعى دائما للانفتاح على المجتمع بنفسه، ولكن مع وجود هذا النوع من الصداقة تجعل الأبوين هما الملجأ الأول لهذا الانفتاح، فلا يحتاج لصديق من الخارج تكون معلوماته هو الأخر سطحية، وقد يؤدي به إلى القرارات الخاطئة التي قد تصل إلى الأذى.
فصداقة الأطفال لاباءهم وخاصة عندما يبدأ أحد الوالدين بحكي مشكله وتطلب من طفلها مساعدته، يعطي للطفل الشعور بالثقة في النفس، وأن هذه الصدقة للطرفين وليس لطرف واحد يقوم بها الأب أو الأم لكي تزيد ثقته بنفسه وبشكل مضاعف.
وشددت استشاري الطب النفسي على ضرورة تخصيص وقت يومي ولو نصف ساعة أو أسبوعي على الأقل للحديث مع الطفل وسماعه، بالإضافة إلى إحتضانه وإعطائه الثقة بنفسه، وتجنب النقد الدائم لافعاله، بجانب ضرورة الحديث مع الطفل بنفس عمره وليس بعمر الابوين حتى يصدق ما تقوم به تجاهه ولا يشعر بأنك تقوم بدور الناصح والموجه فقط.