زادت فى الآونة الأخيرة ظاهرة وكارثة بيئية تتمثل في نفوق آلاف الأسماك في عدة أنهار وشواطئ حول العالم، ولأسباب متعددة، وهى الظاهرة التي اعتبرها البعض أنها مؤشر مرعب ومخيف على حجم التلوث فى المسطحات المائية على كوكب الأرض، ومؤشر سلبى عن التغيرات المناخية التي بدأت تؤثر سلبا في الحياة البحرية بشكل خاص.
العثور على مئات الأسماك النافقة في أحد شواطئ أستراليا
ومن جهتها، تجري أستراليا، تحقيق بعد أن جرفت المياه آلاف الأسماك الميتة على أحد الشواطئ، إذ أن رواد الشاطئ الذين سافروا إلى شاطئ سيمافور في أديلايد خلال عطلة نهاية الأسبوع تفاجأوا برائحة كريهة بعد أن جرفت الأمواج أسماك ميتة على الشاطئ، ويعتقد أن الأسماك من السردين أو الأنشوجة، أما سبب النفوق الجماعي للأسماك، فإنه غير معروف، لكن الجهات المعنية بدأت تحقيقًا في الحادث، وفقا لصحيفة نيويورك بوست.
وقالت وزارة الصناعات الأولية والمناطق: "إن PIRSA على علم بوجود أسماك ميتة تم الإبلاغ عنها في منطقة بوينت مالكوم وتقوم بالتحقيق في السبب"، وأضافت أن الأحداث التي تقتل عددًا كبيرًا من الأسماك قد ترجع إلى عدة أسباب.
نفوق الأسماك فى شاطئ أسترالى
وتابعت: "يمكن أن تحدث أحداث نفوق الأسماك بسبب التغيرات في العوامل البيئية مثل درجة الحرارة أو الملوحة أو مستويات الأكسجين، أو من خلال ظهور الأمراض أو الملوثات"، وبمجرد تداول صور الأسماك الميتة على وسائل التواصل الاجتماعي، شارك العديد من المستخدمين وجهة نظرهم عن سبب نفوق الأسماك".
كتب أحد المستخدمين: "كنت أعمل على طول هذا الجزء من الشاطئ وفي مرتين رأيت مجموعة كبيرة من الأسماك محصورة في حوض سباحة، مع وجود شريط رملي يمنعهم من العودة إلى المياه العميقة، لسوء الحظ، ترتفع درجة حرارة البرك الضحلة وتموت الأسماك"، فيما زعم آخر أن الأسماك كانت تحاول الهروب من حيوان مفترس و "تم محاصرتها" عندما تراجع المد، وكتب أحد الأشخاص: "كل المياه الملوثة التي جرفتها مياه الأمطار إلى البحر".
عرض مكافأة للكشف عن سبب نفوق أسماك في نهر أودر
فيما عرضت بولندا مكافأة قدرها أكثر من 200 ألف يورو للتحقيق فى النفوق الجماعى للأسماك فى أودر على الحدود الألمانية البولندية، حيث تشتبه الحكومة فى إلقاء كمية ضخمة من النفايات الكيماوية فى النهر.
وقال نائب وزير الداخلية ماسيج واسيك، أن الشرطة عرضت مبلغا يعادل 210 آلاف يورو للحصول على معلومات تؤدى إلى اعتقال الجاني، وأكد رئيس الوزراء ماتيوز مورافيكي: "نريد العثور على الجناة ومعاقبة مرتكبى الجرائم البيئية التى ربما تكون على المحك هنا".
نفوق أسماك نهر أودر
وتتعرض حكومة بولندا وسلطاتها لضغوط لأنها كانت مترددة للغاية فى التحذير من نفوق الأسماك، ووصف السياسيون والمدافعون عن البيئة عواقب تلوث أودر بأنها كارثة بيئية، ولم يتم توضيح السبب، باعتبار أن التحليلات المعملية لعينات من الماء والأسماك الميتة جارية.
وأدى التعامل مع نفوق الأسماك إلى عواقب وخيمة على الموظفين فى بولندا، حيث أقال رئيس الوزراء ، رئيس سلطة المياه ورئيس سلطة البيئة لأنه قيل إنه كان رد فعلهما بطيئًا جدًا على قتل الأسماك فى نهر أودر.
وفى ألمانيا أيضا، انتقدت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات بولندا علنًا لعدم تقديم معلومات فى الوقت المناسب وعدم امتثالها لسلسلة التقارير المعتادة لمثل هذه الأحداث.
نفوق الأسماك فى نهر أودر
وقال رئيس الحكومة البولندية، إنه لا يستبعد حدوث المزيد من العواقب على الموظفين، خاصة بعد أن اعترف بأنه علم بمقتل الأسماك الضخم فى 10 أغسطس فقط، لقد أبلغت بالتأكيد بعد فوات الأوان، وبحسب المعلومات الحكومية ، فقد تلقت السلطات البولندية بالفعل المؤشرات الأولى فى نهاية يوليو على أن أعدادًا كبيرة من الأسماك الميتة كانت تطفو فى النهر.
أكدت وزارة البيئة في ولاية براندنبورج الألمانية، وجود مادة غير معروفة وشديدة السمية في نهر أودر على طول الحدود بين بولندا وألمانيا، وهى التي أدت إلى نفوق هائل للأسماك، وظهرت هذه المادة بسبب الجفاف.
وقالت الوزارة، إن تحليل مياه النهر الذي تم إجراؤه الأسبوع الماضى أظهر أدلة على وجود "مواد كيماوية مجهولة ، على الأرجح لها تأثيرات سامة على الفقاريات"، مضيفة أنه لا يزال من غير الواضح كيف دخلت المادة إلى الماء، ولكن تم اكتشافها بعد حدوث جفاف للنهر وانخفاض منسوب المياه بشكل ملحوظ".
نفوق الأسماك فى سد بوكردان في الجزائر يعود لنقص الأكسجين فى الماء
وفى سبتمبر 2021، قالت الجزائر، إن "سبب نفوق الأسماك فى سد بوكردان فى تيبازة يعود إلى نقص الأكسجين فى الماء"، وأوضح مدير سد بوكردان محمود بوينون، بحسب "روسيا اليوم"، أن "سبب نفوق أكثر من 6000 سمكة من نوع "الشبوط الفطري" يعود إلى نقص الأكسجين فى الماء"، موضحاً أن "الحرارة القياسية التى عرفتها المنطقة، هى التى أدت إلى انخفاض الأكسجين".
نفوق الأسماك فى سد بوكردان
وأشار بوينون إلى أنه "لم يشهد جفافاً للسد كالحاصل حالياً منذ سنة 1996"، مبيناً أن "نفوق الأسماك كان منتظرا بعد استغلال السد فى مياه الشرب"، وكان وزير الصيد البحرى بالجزائر، هشام سفيان صلواتشي، أمر بفتح تحقيق فى قضية نفوق الأسماك بسد بوكردان بتيبازة.
وجاء فى بيان نشرته الوزارة عبر صفحتها على فيسبوك "بعد تسجيل اليوم نفوق عدد من الأسماك على مستوى سد بوكردان بولاية تيبازة بسبب انخفاض مستوى المياه به، سينزل، بأمر من وزير القطاع السيد هشام سفيان صلواتشى إطارات من وزارة الصيد البحرى و المنتجات الصيدية، للوقوف على حجم الكارثة و فتح تحقيق فى القضية لتحديد الأسباب و اتخاذ الإجراءات.”
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى صور صادمة لجفاف سد بوكردان ببلدية سيدى اعمر بولاية تيبازة، وأوضحت الصور حجم الكارثة التى ألمت بالسد والتى لم تسلم منها السلاحف والأسماك والنباتات المحيطة به بعد ان فقدت موطنها الطبيعي.
سمك السلمون يتعرض لحروق فى نهر كولومبيا بأمريكا
وفى فيديو صادم، نشر مقطع مصور لأسماك من نوع "السلمون"، في مياه المحيط الهادئ، ويظهر على جسدها طفح جلدي وحروق، ونشرت منظمة "ريفير كيبر" البيئية، غير الربحية الفيديو الصادم، وهي تحترق تحت المياه، مشيرة إلى أن السبب ارتفاع درجات حرارة مياه المحيط، حيث بلغت 21 درجة مئوية.
وكشفت المنظمة أنه تم التقاط الفيديو، على نهر "ليتل وايت"، وهو جزء بطول 19 ميلًا من نهر كولومبيا في ولاية واشنطن الأمريكية، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية.
The salmon are dying. They’re suffering and suffocating in hot water created by dams.
— Columbia Riverkeeper (@ColumbiaRKeeper) July 27, 2021
But we can stop this. We can remove the lower four Snake River Dams and restore cool, clean water.
Share this video, sign the petition, save the salmon.https://t.co/qP2qsplWxS pic.twitter.com/cRUck3cQ48
ويظهر الفيديو الأسماك وعليها ما يشبه الحروق، وفطريات بيضاء انتشرت في جميع أنحاء جسدها، وبدأ جلد بعض الأسماك في الذوبان والتسلخ بسبب موجة الحر الشديدة التي ضربت شمال غرب المحيط الهادئ في الشهر الماضي، مما تسبب في ارتفاع درجة حرارة النهر وذوبان جزء منه.
الحروق
ومن جهته، قال بريت فاندين هيوفيل، المدير التنفيذي لمنظمة "ريفير كيبر"، إن الأسماك كانت تسبح في أعلى النهر من المحيط عندما غيرت مسارها فجأة، وشبهها بالهروب من "مبنى محترق"، مشيرا إلى أنها تسبح في مياه ساخنة قاتلة بلغت درجة حرارتها أكثر من 21 درجة، وهي أعلى من درجات الحرارة التي حددها قانون المياه النظيفة، الذي يحظر ارتفاع درجة حرارة نهر كولومبيا بما يزيد عن 20 درجة مئوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة