مما لاشك أن التعليم ركيزة أساسية لتقدم الأمم والشعوب، والمعلم هو اللبنة الأساسية في العملية التعليمية وعليه تبنى الآمال والطموحات، لكن ما أود الإشارة إليه في مقالنا هو الطالب، فالطالب قديما كان في المرحلة الابتدائية يقرأ القرآن وكتب التراب مهتما ومفكرا، لكن من المحزن أن يصبح الطالب لا يهتم إلا بالخلاصة وجمع معلومة من هنا ومعلومة من هناك وهمّه النتيجة لا المحصلة.
فأين نحن من وقت كان الطالب يقرأ للعقاد ولعميد الأدب طه حسين، وأين نحن من وقت كان الطالب إذا أراد الترويح عن نفسه يأتى برواية لـ"يوسف إدريس" أو لـ"نجيب محفوظ" أو يخلو بنفسه لقراءة قصيدة شعرية أو قصة قصيرة، لكن للأسف لا أحد الآن لديه صبر حتى لقراءة المنهج كاملا في الكتاب المدرسى، بل يذهب إلى مدرس خصوصى ليبسط لها المنهج في عدة وريقات لا أكثر تحت مسمى مذكرات، بل لم يقف الأمر عند هذا الحد فأصبحنا نرى عجب العجاب في طريقة التدريس خاصة في السناتر والدروس الخصوصية، فهذا مدرس يُعلّم تلاميذه بالموسيقى، وتلك مُعلمة تشرح من خلال رقصات شعبية وإفيهات لا تليق لا بجلال العلم ولا بقيمة المعلم ولا بقيم المجتمع.
لذلك، فاعتقادى أنه لا حل إلا بالوعى من قبل الجميع، خاصة الأسرة، فالتعليم الحق هو اكتساب المهارات والقدرات لا الحصول على الشهادات وكفى، وأن أهم ما يجب أن نحرص عليه جميعا "أفراد ومؤسسات" هو عودة القدوة والمثل لحياتنا ولطلابنا ولمعلمينا، لأن غياب القدوة هو الآفة والعلّة، وأن نعلم علم اليقين أن الأجيال الجديدة إن لم تجد القدوة، فلا خيار أمامها إلا الإسفاف والابتذال والتزييف.
وأخيرا.. نعلم أن الدولة من خلال وزارة التربية والتعليم تبذل مجهودات مهمة ومقدرة فى تطوير المنظومة التعليمية، وقناعتى أنه لا يوجد مشكلة إلا ولها حل أو مخرج، والحل هنا يكمن في الإرادة والوعى، "الإرداة" تكون من الدولة من خلال وضع سياسات تعليمية رشيدة وفرض تشريعات وقوانين تقضى على التفاهات والسطحيات من حياتنا وهذا ما رأيناه فى توجيها وسياسات الوزير رضا حجازى، خلال الفترة الماضية لكن يحتاج إلى الاصطفاف والمساندة، و"الوعى" من قبل المواطن بإعلاء القيمة والأخلاق والاصطفاف خلاف تلك السياسات، والتكاتف مع الدولة للوصول لبر الأمان..