يحتفل الشعب الجزائرى فى 18 فبراير من كل عام بيوم الشهيد، وهو يوم وطنى تم الاحتفال به لأول مرة سنة 1989، وتهدف هذه المناسبة إلى إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بخطاهم، عرفانا بما قدمه الشهداء من تضحيات إذ دفع شعب الجزائر أرواح أبناءه الطاهرة فى ثورة وصفها المؤخرون بأكبر ثورات القرن العشرين، ودائما كانت السينما معبرة عن الأحداث الجسام فى تاريخ الشعوب، فتناولت السينما الثورة الجزائرية تاريخيا وتعبيرا عن عصر كانت سمته الأساسية هى الثورات والتحرُّر من الاستعمار، فى السطور التالية إليك قائمة بأهم تلك الأفلام:
"
رياح الأوراس"فيلم جزائرى للمخرج محمد الأخضر حمينة، أول عرض له كان سنة 1966. ويعد الفيلم من كلاسيكيات السينما الجزائرية، ويتناول معناة الشعب الجزائرى إبان الاحتلال الفرنسى وحرب التحرير الجزائرية.
يصوِّر الفيلم حكاية عائلة جزائرية دمرتها الحرب تتكون من ثلاثة أشخاص الأب والأم والابن، والعائلة تخشى الحياة بشكل طبيعي، يجد الابن نفسه فى دوامة عقب استشهاد أبيه أثناء هجوم لقوات الاحتلال، ينضم الابن إلى جيش التحرير الوطنى ويتولى مسؤولية الأسرة، فى النهار يمارس عمله الوظيفى وفى المساء يعبر الجبل محملًا بالمؤن والغذاء للمجاهدين، تقضى الأم وقتها فى انتظار ابنها، حتى تفاجأ باعتقال القوات الفرنسية لابنها، تبحث الأم عنه من معسكر إلى آخر دون كلل ولا يأس تجتاز الأماكن وتزحف التجاعيد على وجهها ثم يعود الابن الغائب ذات يوم.
يكشف الفيلم معاناة أم "كلثوم" من منطقة الأوراس توفى زوجها إثر قصف جوى للمنزل، واعتقال الجيش الفرنسى أيام الاستعمار للإبن.الأم لم تيأس فى البحث عن ابنها رغم الصعاب والمعوقات وضعف الحال، فجالت من معتقل لآخر عسى أن ترى فلذة كبدها. وفى مشهد درامى تموت الأم عند السلك الشائك الذى يحيط بمكان اعتقال ابنها رغبة منا فى الاقتراب أكثر منه.
"
معركة الجزائر"فيلم جزائرى تاريخى حربى أنتج عام 1966، يروى فترة من فترات كفاح الشعب الجزائرى فى العاصمة الجزائرية إبّان ثورة التحرير الوطنى الكبرى من بطولات شعبية ضد الاستعمار الفرنسى والتكنيكات التى كان يستخدمها الثُّوار فى جبهة التحرير الوطنى لمُقاومة جيشٍ ضخم أكثر قوة وعِتادًا، مُتسلّحين قبل أى شيء بإيمانهم بالحرية ، اتخذت منه الجماعات المتمردة والدول على حد سواء، كتعليق هام على حرب العصابات فى المناطق الحضرية، ونال المرتبة 48 كأفضل بين 250 فيلما فى استطلاع النقاد عام 2012، فضلا عن المركز 120 فى قائمة مجلة إمبير لأفضل 500 فيلم فى كل العصور.
نال الفيلم جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية عام 1966، وجائزة النّقد خلال مهرجان كان فى نفس السّنة، كما ترشح لثلاثة جوائز أوسكار كأحسن فيلم وأحسن إخراج وأفضل سيناريو.
"
الأفيون والعصا"فيلم جزائرى أنتج عام 1969 يحكى عن سنوات النضال فى الجزائر إبان الثورة الجزائرية، أخرجه الجزائرى أحمد راشدى، ومثل فيه إلى جانب ممثلين جزائريين عدد من الممثلين الفرنسيين .
"الأفيون والعصا" يعرض قصة قرية جزائرية أثناء المقاومة، يهجر الدكتور بشير الحياة المترفة إلى الجبل، حيث مسقط رأسه، قرية تاله التى دخلت مجال المقاومة، ينضم شقيق بشير أيضاً إلى المقاومة، ويجابهان قوات الاحتلال، يحاول ضباط الوحدات الإدارية إقامة منظماتهم بأشخاص يسيرون على هديهم.
الفيلم يفند الفكرة الاستعمارية القائلة بأنه "إذا أردت أن تحكم شعباً فاستعمل العصا، فإذا لم تنفع فاستعمل " الأفيون والعصا "، فهو يقدم تجربة قرية جزائرية فى جميع مظاهرها أثناء المقاومة تتعاطف مع الثوار، وتحاول السلطات الاستعمارية أن تروضها، لكن عبثاً، وعندما تنسف القرية كاملة، نشهد مسيرة أهلها نحو أعالى الجبال حيث الثوار.
"
دورية نحو الشرق"فيلم جزائرى إنتاج عام 1971 إخراج الجزائرى عمار العسكرى بطولة حسان بن زرارى وعنتر هلال وإبراهيم حجاج ومحمد حاج والشيخ نور الدين ومحمد حميد وآخرون ويتحدث عن دورية أثناء الثورة الجزائرية تنتقل فى مهمة نحو الشرق الجزائرى وما تلاقيه من مصاعب جمة.
الفيلم حصل على العديد من الجوائز والتقديرات أبرزها من مهرجان قرطاج بتونس ومهرجان فيسباكو فى بوركينا فاسو، واستطاع أن ينقل الجمهور إلى أجواء الثورة الجزائرية، والأحداث الثرية التى مرت بها الجزائر.
"
وقائع سنين الجمر"فيلم جزائرى من إخراج محمد الأخضر حمينة، صدر عام 1974 حاز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان عام 1975 ويعتبر الفيلم يعتبر الفيلم العربى الوحيد الحائز على تلك الجائزة ، وتدور أحداث هذا الفيلم حول وقائع تاريخ الجزائر النضالة، من أجل نيل الاستقلال والحرية، والنظم التى تمارس القمع وتجهض حقوق الإنسان أينما كان.
تاريخ الفيلم يبدأ فى 1939 وينتهى فى 11 نوفمبر 1954، ومن خلال المحطات التاريخية، التى تدل على أن 1 نوفمبر 1954 (تاريخ الثورة الجزائرية) ليس حادث فى التاريخ ولكن نتيجة لعملية طويلة، من المعاناة، من أول المعارك السياسية ومن ثم العسكرية، والتى قام بها الشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى المستعمر .
"
مصطفى بن بولعيد"فيلم جزائرى تم إنتاجه عام 2008 وأخرجه أحمد راشدى، تدور أحداثه حول حياة الشهيد مصطفى بن بولعيد الذى كان أحد مناضلى الحركة الوطنية الجزائرية، والذى عمل مع رفاقه على إيضاح فكرة الثورة المسلحة التى قاد فيها منطقة الأوراس عام 1954، ويصور الفيلم كيف سافر بن بولعيد إلى عدد من البلدان العربية متنكرا لجلب السلاح إلى الجزائر من أجل الثورة وكيف ألقت عليه قوات الاستعمار الفرنسى القبض على الحدود التونسية الليبية ليتم اقتياده إلى تونس العاصمة ، ومنها إلى الجزائر ليحاكم بالإعدام، غير أنه تمكن من حفر خندق رفقة بعض من رفقائه تحت حيطان أشد معتقلات الاحتلال تحصيناً و فر منه بطريقة معجزة، ليعود إلى قيادة الثورة من جديد، وتتوالى الأحداث.
بدأ تصوير مشاهد الفيلم أوائل مايو 2007، فى أماكن متعددة من الجزائر وفرنسا وصولًا إلى الحدود التونسية الليبية، هذه الأخيرة شهدت اعتقال السلطات الفرنسية لمصطفى بن بولعيد وحكمها عليه بالمؤبد، قبل أن تحاكمه ثانية وتصدر فى حقه حكمًا بالإعدام، لكنه نجح فى الفرار من السجن وواصل مسيرة المقاومة حتى رحيله إثر انفجار مذياع مفخخ أودى بحياته يوم 22 مارس 1956.
"
الخارجون عن القانون"فيلم جزائرى من إخراج رشيد بوشارب، وتدور أحداث القصة بين 1945 و1962 ويركز على ثلاثة إخوة جزائريين الذين يعيشون فى فرنسا بعد أن نجوا من أعقاب مذبحة سطيف، وتم العرض الأول للفيلم صيف 2010 وتكلف ميزانية 20 مليون يورو ، بينما حقق أرباحًا بقيمة 50 مليون دولار.
قابل الفيلم انتقادات من جانب المؤرخين الفرنسيين، كالمؤرخ لينويل لوكا وطالب بإجراء مراجعة من قبل دائرة الدفاع التاريخية للعمل، وطعن فيه لاعتباره معاديا للرجعية الفرنسية.
تعرض الفيلم لدى نزوله لحملة واسعة من طرف اليمين الفرنسى خاصة، الذى شن حملة اضطهادية واسعة عليه فى بعض الصحف الفرنسية، ونزلت بعض القوى اليمينية إلى الشارع فى مظاهرات ضد عرض الفيلم أمام صالة عرض مهرجان كان، رفضا لمحتواه التاريخى، وأعتبروه "مهينا لفرنسا".
تنافس الفيلم على جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى عام 2010، كما فاز بالجائزة الذهبية لفئة الأفلام العربية فى الدورة الـ18 لمهرجان دمشق السينمائى الدولى والجائزة الذهبية لفئة الأفلام العالمية فى الدورة 18 لمهرجان دمشق السينمائى الدولى، كما تمّ ترشيحه لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى لعام 2011.
"ابن باديس"
فيلم جزائرى، من إخراج المخرج السورى باسل الخطيب، ومن بطولة: يوسف سحايرى وسارة لعلامة وعبد الحق بن معروف وحسان كشاش وآخرون، أقيم العرض الأول للفيلم فى 2017، وقام بدور عبد الحميد بن باديس الممثل الشاب يوسف سحايرى .
يتناول الفيلم أبرز المحطات التى شهدتها حياة العلامة عبد الحميد بن باديس ومقاومته للمستعمر الفرنسى للجزائر (1830-1962)، وكذلك المؤامرات التى حيكت ضده من طرف المعسكر الفرنسى، إلى جانب سرد محطات سفر باديس إلى تونس من أجل طلب العلم، وكفاح رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ضد المستعمر الفرنسى ودفاعه عن الهوية والشخصية الوطنية الجزائرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة