منذ الفتح الإسلامى لمصر، الذى جاء بعد اقتراحه من الصحابى عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب بهدف تأمين الفتوحات وحماية ظهر المسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشام إلى مصر وتمركزوا فيها، أصبحت ولاية إسلامية تابعة للخلافة وقاعدة لانطلاق الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا، وأصبح حينها حاكمها واليا يتم تعيينه من قبل خليفة المسلمين.
تمر اليوم الذكرى الـ 1337 على وصول محمد بن أبي بكر الصديق إلى مصر واليًا عليها من قبل الخليفة علي بن أبي طالب، وذلك فى 19 فبراير عام 685م، وهو ابن خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق وأمه أسماء بنت عميس وأخته أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر، ولاه علي مصر.
وخلال السطور التالية نرصد قائمة ولاة مصر منذ بداية الفتح الإسلامى وخلال عهد الخلفاء الراشدين "عمر وعثمان وعلى":
عمرو بن العاص
صحابي من فرسان قريش وأبطالها في الجاهلية، أسلم سنة 8 هـ. قاد غزوة ذات السلاسل، وولي عُمان لفترة، وكان فاتح قنسرين وحلب ومنبج وأنطاكية، ثم ولي فلسطين. وقد كان فاتح مصر، وأصبح واليها بعد فتحها، وقد تولى ولاية مصر مرتين حيث عزله الخليفة عثمان بن عفان، عام 24 هجريا، قبل أن يعيده عليها معاوية بن أبى سفيان ويموت بها عام 43 هجريا.
عبد الله بن أبي السرح
أسلم يوم فتح مكة، وكان عبد الله بن سعد والياً لعمر بن الخطاب على الصعيد، ثم ولاه عثمان مصر كلها، غزا إفريقية، فقتل جرجير صاحبها. وبلغ السهم للفارس ثلاثة آلاف دينار، وللرجل ألف دينار، ثم غزا ذات الصواري، ثم غزوة الأساود، وقد تولى ولاية مصر بأمر من الخليفة عثمان بن عفان، فى الفترة بين عامة 24 حتى 35 هجريا.
محمد بن أبي حذيفة
اغتصب الولاية في مصر أواخر عهد عثمان، وكان والي مصر وقتها هو عبد الله بن أبي السرح أخ عثمان من الرضاعة وفي أحد الأيام سافر عبد الله لعثمان للمدينة فخلف على ولاية مصر الصحابي عقبة بن عامر الجهني، فانقلب محمد وخرج على والي مصر، فاستولى على إمرة مصر، وخلع بيعة ولي أمره وعمه ومن رباه عندما تيتم عثمان بن عفان وأصبح يؤلب الناس عليه ويطالبهم بخلع عثمان، فكتب إليه الخليفة يعاتبه، ويذّكره بتربيته له، فلم ينتهِ. وسيّر إلى المدينة جيشاً في ستمائة رجل كان لهم يداً في قتل عثمان سنة 35 هـ، هرب إلى الشام بعد مقتل عثمان، فقيل أن أمير الشام معاوية بن أبي سفيان (وهو ابن عمته) قبض عليه، وسجنه، ثم قتله. وقيل قتله مولاه رشدين. وقيل قتله مالك بن هبيرة السكوني وكان عُمره حينما قُتِل 36 عاماً.
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري
كان محمد بن أبي حذيفة قد اغتصب الولاية في مصر أواخر عهد عثمان، فلما قتل محمد بن أبي حذيفة عين علي قيس بن سعد الأنصاري على ولاية مصر، حتى كتب إليه علي: «إني قد احتجت إلى قربك، فاستخلف على عملك وأقدم»، فكان ذلك بمثابة عزله، وبعد عزله منها وأجلس عنده بعد خدع معاوية لعلي والناس وإعلان ولاء قيس لمعاوية وكانت تلك خديعه من معاوية لأنه كان يخاف من دهاء وحنكة قيس، وعين علي مكان قيس محمد بن أبي بكر فلم يزل معاوية عليه حتى ضم مصر إلى حكمه.
الأشتر مالك بن الحارث النخعي
أرسله علي واليًا على مصر فمات حينما وصل إلى أطراف بحر القلزم، فمات قبل أن يصلها سنة 38 هـ، فيقال أنه شرب شربة عسل فمات، ودفن مالك في قرية الألج وكانت بعيدة عن الفسطاط القديمة آنذاك.
محمد بن أبي بكر الصديق
ولاه علي واليًا على مصر بعد وفاة الأشتر النخعي، ثم إن معاوية أعد جيشًا بقيادة عمرو بن العاص فغزا به مصر، ووقعت بينهم وبين محمد بن أبي بكر معارك قوية انتهت بمقتل محمد بن أبي بكر، واستيلاء أجناد معاوية على مصر، وبذلك خرجت مصر من حكم علي بن أبى طالب سنة ثمان وثلاثين للهجرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة