<< أخذت مكافأة 3 شهور بعد تغطيتى نقل تمثال رمسيس .. ولن أنسى لقائى مع جيهان السادات وعلى جمعة
<< حصلت أكثر من مرة على أفضل قارئ نشرة وكنت أفضل مذيع عام 1993
<< سعدت بمنصب مدير عام البرامج الثقافية لأنه كان منصب فاروق شوشة وكلنا كنا نحبه ونحترمه ونقدره
<< كنت حريص على تجديد الخطاب الدينى خلال رئاستى لإذاعة القرآن الكريم وتقديم كل ما يفيد الإنسان في حياته من عبادات ومعاملات
<< شاركت في برنامج "أوائل الطلبة" في المرحلة الثانوية وتمنيت أن أصبح بمكان أستاذنا حازم طه وحققت حلمى بعد التحاقى بالإذاعة
<< حزنت كثيرا بعد عدم تمكنى من الالتحاق بكلية الإعلام وكنت أتجنب المرور بجوارها خلال ذهابى لكلية الأثار بجامعة القاهرة
<< قريتى حتى وصلت لـ 3 إعدادى لم يكن بها كهرباء ولم يكن هناك تليفزيون وثقافتنا كانت مرتبطة بالراديو
<< أتحدث باللهجة الصعيدى ولا زلت ولكن أمام الميكروفون أتحدث لغة عربية فصحى
<< أدائى عجب كل مديرى شبكات الإذاعة حينها وكانوا يختارونى للعمل معهم
كانت لنشأته دورا كبيرا في إبداعه بالإذاعة المصرية، فهو ابن الصعيد الذى سافر للقاهرة كى يضع اسمه ضمن تاريخ الإذاعة المصرية، من خلال أدائه المتميز وبرامجه التي كانت تجذب الجمهور لمتابعتها بشكل مستمر، وارتجاله الذى كان يستطيع أن يصف الموقف فتشعر كمستمع أنك ترى الصورة كاملة عن الحدث، ورغم عدم تحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الإعلام لدرجة أنه كان يتجنب المرور بجوارها، ولكن دراسته بكلية الآثار كان لها دور كبير في ثقل ثقافته، معرفته لتاريخ مصر، ليستغل تلك الثقافة التي اكتسبها من الكلية في عمله الإذاعة، إنه الإعلامى والإذاعى الكبير حسن مدنى، رئيس شبكة البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم السابق.
خلال حوارنا مع الإذاعى الكبير حسن مدنى، تحدثنا معه عن كيف ساهمت نشأته في إحدى قرى أسوان، ثم انتقاله إلى النوبة في ثقل موهبته، وكيف كان يستمع للإذاعة رغم أن قريته لم يكن بها كهرباء، ومن أبرز من كان يستمع لهم، وبدايته في الإذاعة المصرية، وكيف تحول من مفتش آثار إلى مذيع في الراديو، بالإضافة إلى أبرز دم دعمه من رواد الإذاعة، وأصعب المواقف التي مر بها، والتطويرات التي أحدثها في البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم، وغيرها من المحاور والموضوعات في الحوار التالى.
في البداية.. نريد أن عرف تفاصيل عن نشأتك وكيف ساهمت في تطوير مهاراتك في الإذاعة؟
أنا من قرية تدعى الزعيرات، تتبع مركز إدفو بمحافظة أسوان، وتقع في شمال أسوان، قرية صغيرة تتكون من 6 قبائل، وكنا كلنا فى القرية أقارب ومن حسن الحظ أننى نشأت في أسرة متعلمة، فأمى كانت أول سيدة تتعلم في هذه المنطقة، وفتحت عينى على الدنيا فوجد والدتى مدرسة، وأبى أيضا كان مدرسا.
هل كانت والدتك لها أثر على اتجاهك نحو القراءة وتحصيل العلم؟
بالطبع.. كان لهذا أثر كبير خاصة الأم فنشأنا على حب الثقافة والعلم والأخلاقيات في هذه المنطقة.
هل تعلقك بالإذاعة المصرية بدأ منذ طفولتك؟
قريتى في الفترة التي عشت فيها، وحتى 3 إعدادى لم يكن بها كهرباء، لم يكن هناك تليفزيون أو وسائل ترفيه وكل الأشياء التي تحركها الكهرباء ولكن ثقافتنا كانت مرتبطة بالراديو، وكان هذا سببا فيما بعد لأن أعمل في الإذاعة، وكان هناك اتجاه ثقافى من خلال القراءة، وكان أبى رحمه الله حريص على أن يحضر لى معظم الإصدارات والمجلات، خاصة مجلة العربى الكويتية، وكنت اقرأ فيها، وأتعلم منها خلال هذه الفترة، وإلى الآن حريص على هذه المجلة، وأحيانا كان يتوافر لدينا جورنال عندما يأتي لنا من المدينة مصادفة، وكنا نحتفظ به ونقرأه بشكل كامل، ورغبتى في البداية كانت الميكروفون والإذاعة من خلال استماعى ومتابعتى للإذاعة المصرية.
الإذاعى حسن مدنى
من المذيعين الذين كنت تحرص على الاستماع إليهم في الإذاعة؟
كنت أسمع البرنامج العام، وكل المذيعين في الراديو، وأذكر منهم الأستاذ صبرى سلامة، والأستاذ فاروق شوشة، وهالة الحديدى، وعبد العال هنيدى، معظمهم توفاه الله، عدا مدام هالة الحديدى، ربنا يعطيها الصحة والعافية، فهى أستاذتى ومعلمتى الأولى، وعشت خلال هذه الفترة على الراديو، وكنت أسمع الخطأ فين وعلى الناصية، وفوازير رمضان، وابتهالات النقشبندى، ومسلسلات رمضان وألف ليلة وليلة .
هل ساهمت قريتك في تكوينك الثقافي ؟
نعم.. القرية التي عشت فيها تكون من خلال تكوينى الثقافي من خلال العادات والتقاليد الخاصة بنا، القائمة على احترام الجميع والقائمة على أخلاقيات القرية بمعنى الكلمة، فكان في هذه القرية من الجمال الذى أثر على شخصيتى، ونحن كأطفال عشنا أفضل ما تكون الطفولة ، وعشت المرحلة الابتدائية في قريتى، وكانت المدرسة الإعدادية تبعد عن القرية مسافة 3 كيلو، فكنا نمشى يوميا 3 كيلو ذهابا و3 كيلو عودة من المدرسة للمنزل، شتاء وصيف، ولم يكن هناك مواصلات حتى انتهيت من المرحلة الإعدادية.
احك لنا عن فترة حياتك مع أهل النوبة؟
بعد انتهائى من المرحلة الإعدادية، رقي والدى إلى درجة ناظر فكان لابد أن يذهب إلى بلد بعيدة في أسوان، فكان الذهاب إلى بلاد النوبة، ومن هنا جاء الارتباط ببلاد النوبة، وعشنا فيها، والتقت بمدرسة العقاد الثانوية، وارتبطنا كثيرا بالعقاد وكتاباته وأدبه، ومؤلفاته وسيرته الذاتية، وكان العقاد يعيش في عقولنا وقلوبنا .
الإذاعى حسن مدنى رئيس شبكة البرنامج العام السابق
متى بدأت تشعر أنك مؤهل للعمل في الإذاعة المصرية؟
طوال فترة دراستى في الابتدائية والإعدادية والثانوية، كنت مسؤولا عن الإذاعة المدرسية، وفى المرحلة الثانوية برزت أكثر خاصة مع وضوح إمكانياتى الصوتية ، وارتبط بالإذاعة من خلال برنامج أوائل الطلبة، وكنت في المرحلة الثانوية، وكان يقدمه أستاذنا حازم طه، حيث جاء إلى أسوان، وكنت أحد الطلاب المتفوقين المشاركين في هذا البرنامج، وخلال مشاركتى في أوائل الطلبة تمنيت أن أجلس مكان الأستاذ حازم طه، وأن أقدم هذا البرنامج، وتمضى الأيام وتمر وحققنا نتيجة جيدة في المسابقة، وفزنا ببطولة الصعيد، وتم مكافئتنا من المحافظ بـ 15 جنيها لكل طالب، وهى قيمة رمزية أكثر منها مادية، وحصولنا على ميدالية المحافظة.
كيف تمكنت من العمل الإذاعى رغم أنك خريج كلية الآثار؟
حزت كثيرا بعد الثانوية العامة، لأن مجموعى لم يمكن من الالتحاق بكلية الإعلام، فالتحقت بكلية الآثار، ولم يكن هناك كلية للآثار حينها سوى في جامعة القاهرة، وكانت قريبة من كلية الإعلام بالجامعة وكنت من شدة حزنى أتجنب المرور بجانب كلية الإعلام، ولكن تجدد الأمل وأنا في 3 كلية آثار.
الإذاعى حسن مدنى خلال تكريمه بكلية الإعلام
كيف تجدد الأمل لديك؟
لأنى علمت أن المذيعين ليسوا فقط من كلية الإعلام، وإنما من كليات مختلفة أخرى، فهنا تجدد الأمل لدى، فاستفد من دراستى في كلية الآثار، حيث درست التاريخ المصرى القديم، ودرست التاريخ الإسلامي والتاريخ القبطى، ومراحل تاريخية مختلفة، بالإضافة إلى دراستى للفنون سواء في مصر القديمة أو في مصر المسيحية أو في مصر الإسلامية، وتخصصت في الأثار الإسلامية والقبطية .
وماذا حدث لك بعد انتهاء فترة دراستك بالجامعة؟
انتهيت من الدارسة ولدى حصيلة دراسية كبيرة، وبعد ذلك وظفتها للإعلام، وبعد تخرجى من الكلية أديت الخدمة العسكرية، ثم تحصلت على عقد بهيئة الآثار كمفتش آثرى موسمى بعقد، وكان بـ 45 جنيه في هذا الوقت، واليوم الذى لا تعمل فيه يتم خصمه منك، ولم أكن أحب العمل المكتبى.
وكيف تقدمت للعمل في الإذاعة المصرية؟
شاء الله سبحانه وتعالى، أن يتم استدعائى إلى الخدمة العسكرية مرة أخرى، وفى الإسكندرية عشت مع أقربائى، وكان أحد أقربائى يعرف أننى أريد أن أكون مذيعا، وشاءت الأقدار وأنا أمكث معهم في هذا اليوم، أن يتم نشر إعلان عن طلب الإذاعة لمذيعين جدد، فأعطانى الإعلان، ووجدت أن الشروط تنطبق علي وكانت كل أوراقى في حقيبتى، فذهبت لكتيبتى، وطلبت من قائدى استئذان 24 ساعة كى أسافر للقاهرة للتقدم لعمل، ثم سافرت للقاهرة، ودخلت مبنى ماسبيرو ووجدت أعداد كبيرة تقدم لاختبارات المذيعين بالإذاعة، وكنت أول مرة أشاهد مبنى ماسبيرو، ووجد أحد أفراد الأمن على مبنى ماسبيرو بشرته سمراء مثلى فقلت إن هذا بلدياتى، فقلت له بلهجة صعيدى "أنا جئت لأقدم في اختبارات المذيعين"، فابتسم بسبب لهجتى، وأنا كنت أتحدث باللهجة الصعيدى ولا زلت، ولكن أمام الميكروفون أتحدث لغة عربية فصحى.
وماذا قال لك فرد الأمن فى ماسبيرو؟
فرد الأمن بعدما ابتسم لكلامى، ولكن رق قلبه، وقال لى أذهب لزملائك الذين يتقدمون بأوراقهم، وأجلس معهم، وإذا احتجت ورقة بوسطة قول لى وأنا سأرسلها لك من الداخل، وتعاطف معي وتقدم بأوراقى للاختبارات .
وماذا حدث لك بعد تقدمك بالأوراق لاختبارات المذيعين؟
أرسلوا لى بميعاد الاختبار، وبالفعل أتيت لأداء الاختبار، وكنا في شهر رمضان عام 1985، وكانت اللجنة مكونة من رواد الإذاعة في ذلك الوقت، وكانت تضم صبرى سلامة، وعواطف البدرى، وجملات الزياتى، ومحمد سناء من صوت العرب، ولم يسألنى في الاختبار سوى مدام عواطف، ففي البداية استمعوا لي ووجدوا أن صوتى جيد، ثم سألتنى الأستاذة عواطف أسئلة ثقافية، فاستعنت بدراستى وبالأدب والشعب للإجابة على تلك الأسئلة، حيث كنت أميل إلى قراءة الأدب والشعب وتاريخ الأدب، وألقيت قصيدة من قصائدى في ذلك الوقت، وبشرتنى بنجاحى، وقالت لى "شكرا .. سنرسل لك"، وجميع أعضاء لجنة الاختبار كانوا معجبين بأدائى.
الإذاعى حسن مدنى خلال تواجده بجبل الطور
ومتى تم إبلاغك بالنجاح في الاختبارات؟
مرت 3 أشهر ثم أرسلوا لى جواب أنى أصبحت مذيعا في الإذاعة، وكنت حينها مفتش آثار في أسنا، وسافرت لأسنا رغم بعد المسافة كى أسلم على زملائى وأودعهم وأبلغهم أننى تقدمت لاختبارات المذيعين، ونجحت ولم أبلغهم بأنى تقدمت إلا بعد أن نجحت .
من الذى تولى تدريبك في الإذاعة خلال بداية التحاقك بها؟
دربنا خلال الـ 3 شهور الأولى الأستاذ صبرى سلامة، وكان على المعاش في ذلك الوقت، وكان يتولى التدريب العملى، وكان عدد من نجح حينها 43 متقدما فقط، وخلال فترة التدريب كانوا يختبرون أصواتنا كى يتم توزيعنا على الشبكات، وأدائى عجب كل مديرى شبكات الإذاعة حينها، وكانوا يختارونى للعمل معهم، ووقع الاختيار في النهاية على البرنامج العام، وأصبحت مذيعا في البرنامج العام اعتبارا من 1 سبتمبر 1985 .
كيف كانت بداية عملك في البرنامج العام؟
دربنا في البرنامج العام الأستاذة هالة الحديدى، وظللنا معها طيلة عام كامل نتدرب أنا و3 من زملائى الآخرين على يديها إلى أن تم تشكيل لجنة لتسمعنا لسمحوا لنا بالخروج على الهواء في الإذاعة، وبالفعل سمح لى أنا و2 من زملائى والزميلة الثالثة أرسلوها إلى البرامج الخاصة، وأصبحنا مذيعين هواء.
ماذ الذى تعلمته خلال فترة تدريبك في البرنامج العام؟
مذيع الهواء بالنسبة لى لم يكن صعبا بل كنت أحب ذلك، وتدريبى لمدة عام مكنى من عمل البرامج على الهواء دون أن أشعر بصعوبة الأمر، وتعلمت خلال التدريب كيفية إدارة الاستوديو والتعامل مع الميكروفون وكيفية التصرف مع أي حدث من الأحداث وسمح لى في البداية بتقديم أغنيتين .
وما هما الأغنيتان؟
الأغنيتان هم نعمك كتير لشهرزاد، ويا ورد الجناين لهدى سلطان، وقدمتهم خلال فترة الفجر مع زميلى العزيزة صفاء الدمنهورى، وظللت في البرنامج العام وتدرنا من تقديم الأغنيات لقراءة موجز النشرة ثم قراءة النشرات ثم تقديم البرامج، وقدمت فترات على الهواء كثيرا .
ما هو أول برنامج قدمته في الإذاعة المصرية؟
أول برنامج شاركت فيه كان "بكرة إجازة"، مع الزميلة الراحلة زينب بديع، حيث تقدمت بفكرة، وكانت دراسة الآثار مسيطرة علي، فأحببت أن أجرى دراسة عن التاريخ والآثار، فضمونى مع زينب بديع في برنامج "بكرة إجازة"، وبعد ذلك قدمت فترات مفتوحة عن النيل كان اسمه "النيل نجاشى"، وقدمت آثار وأسرار، قدمت فيه تاريخ بلدنا وحضارتنا، وبعد ذلك شاركت في تقديم برنامج قاموس المعرفة مع الزميلة هالة البيلى، ومع الزميلة هالة الحديدى في برنامج "اقرأ"، ثم بعد ذلك كلفت بتقديم البرنامج الذى تمنيت أن أقدمه منذ أنت كنت طالبا، وهو برنامج "أوائل الطلبة"، فأصبحت مقدما لهذا البرنامج بعد أن كنت مشاركا فيه وأنا طالب، وتحققت أمنيتى بأن أجلس مجلس الإذاعى الكبير حازم طه، ومن خلال هذا البرنامج زرت معظم مدارس مصر في مختلف أنحاء الجمهورية، وكنت في كل حلقة أستعيد ذكرياتى عندما كنت طالبا.
ما هي أبرز المواقف الصعبة التي تعرض لها خلال عملك بالإذاعة؟
المواقف الصعبة كثيرة، ولكن نتصرف حينها لاحتوائها، فقد يحدث خطأ ولكن سرعة البديهة تجعلك تتصرف بشكل جيد، ولا تشعر المستمع أنك أخطأت، ففي أحد المرات أخطأت في آية قرآنية، وأنا أذيع صلاة الفجر، وكانت هذه مشكلة أن تخطئ في آية قرآنية، ولكن لم يشعر أحد بهذا الخطأ.
وماذا فعلت لاحتواء هذه الأزمة؟
أعدت قراءة الآية مرة أخرى بشكل صحيح ، فخلال التقديمة الثانية قمت بإعادة قراءة الآية دون أن أشعر أحد بأنى أخطأت في المرة الأولى، وكان هذا الخطأ في رمضان، حيث إن كل الميكروفونات تسمعك وخلال صلاة الفجر، وهو وقت مهم للغاية في رمضان، وكان ذلك في مسجد الحسين.
هل هناك مواقف سعيدة لك تتذكرها خلال عملك؟
خلال نقل تمثال رمسيس من ميدان رمسيس إلى المتحف المصرى، فكنا مصاحبين لنقل التمثال على الهواء، وعملت من 10 صباحا حتى الساعة 11 صباح اليوم التالى، وكان أول سؤال يسأله المذيع في الأستوديو لى "أين أنت الآن يا حسن؟"، فقلت له "أنا الآن أمام كوبرى الملك الصالح"، فسألنى سؤال تاريخى "وماذا يذكرك الملك الصالح؟"، فهذا الموقف إذا لم يكن لديك خلفية تاريخية ودراسة لتاريخ مصر فلن تستطيع الإجابة، وبالفعل أجبته عن الملك الصالح وهذه الحقبة التاريخية، وبعد ذلك سألنى المذيع "وماذا ترى يا حسن؟" فقلت له "أرى الهرم الأكبر؟، فقال لى "وأين الهرمان الآخران؟"، فأجبته إجابة شاملة وجميلة جعلتنى أحصل على مكافأة جيدة 3 أشهر، فهذه من المواقف الجميلة التي أذكرها في الإذاعة.
ما هي ألوان البرامج التي كنت تفضل تقديمها بالإذاعة؟
قدمت كل أنواع البرامج، سواء دينية أو منوعات وغيرها من البرامج الإذاعية المتنوعة، وكل أشكال البرامج، وبدايتى في الإذاعة كانت من خلال قراءة الأخبار، وكانت على الهواء مباشرة، والبرامج على الهواء لا تحتمل الخطأ لكن البرنامج المسجل لو هناك خطأ من الممكن أن تعيده وتمنتجه وتحذفه.
من هم أبرز الضيوف الذين استضفتهم في الإذاعة؟
من ضمن لقاءاتى التي لا أنساها لقائى مع السيدة جيهان السادات في بيتها، وتفحصنا البيت وسلطنا الضوء على الأماكن التي كان يجلس فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بجانب لقائى مع الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، ونقيب الأشراف محمود الشريف، وعدد من الوزراء وشخصيات عديدة ربما لا أستطيع أن أحصرها خلال رحلة طويلة في العمل بالإذاعة المصرية، فهى رحلة منذ 36 سنة ومستمرة حتى الآن، ومليئة بالذكريات.
الإذاعى حسن مدنى
احك لنا عن التكريمات التي حصلت عليها في الإذاعة؟
حصلت أكثر من مرة خلال استفتاء مجلة الإذاعة والتليفزيون على أفضل قارئ نشرة ، وفى استفتاء آخر في مجلة أخر ساعة، عام 1993 حصلت على لقب أفضل مذيع، فقد أدركت إمكانياتى الصوتية والإذاعية، وعملت على إثقالها دائما بالقراءة والبحث والتدريب المستمر، وحصلنا على دورات في معهد الإذاعة والتليفزيون، وكنت المركز الأول في أول دورة حصلت عليها بمعهد الإذاعة والتليفزيون، وحصلت على تقدير ممتاز كما حصلت على مكافأة مالية قدرتها 35 جنيها في ذلك التاريخ، وهذا جعل لى سمعة جيدة في الإذاعة.
هل أثرت لهجتك الصعيدية على أدائك في الإذاعة؟
نحن نتمسك بلهجاتنا الصعيدية في حياتنا العادية، ولكن أمام الميكروفون ملتزمين باللغة المعيارية الخاصة بالإذاعة المصرية، فلا يمكن أن أتحدث باللهجة الصعيدية في الإذاعة، وأنا الآن أدرس الإلقاء في بعض الجامعات المصرية، حيث أعلم الطلاب فن الإلقاء في معهد الإذاعة والتليفزيون.
كيف كان شعورك عندما توليت منصب مدير عام البرامج الثقافية بالبرنامج العام؟
في عام 2010 توليت منصب مدير عام البرامج الثقافية، وسعدت بهذا المنصب لأنه كان منصب الأستاذ فاروق شوشة، رحمه الله من قبل، فمن يجلس في مجلس جلس فيه الأستاذ فاروق شوشة يشعر بالفخر والسعادة، وتعاملت مع زملائى في هذه الإدارة بأفضل ما يكون التعامل، فهم زملاء مبدعون، وقدمنا برامج مختلفة ومتعددة تواكب الأحداث الثقافية.
كم لبثت في منصب مدير عام البرامج الثقافية بالبرنامج العام؟
مكثت مع زملائى في البرامج الثقافية مدة 5 سنوات، ثم بعد ذلك توليت منصب رئيس شبكة البرنامج العام.
كيف جاء اختيارك لرئاسة البرنامج العام بالإذاعة؟
منصب رئيس الشبكة جاء بالاختيار من قبل القيادات، ولا أعلم من زكانى، بل فوجئت بأنهم يبلغونى أنىه تم اختيارى كرئيس لشبكة البرنامج العام، وكان على مراد زميلى نائب رئيس الشبكة، وأدركت أن هناك مسئولية كبرى تلقى على عاتقى بأن أكون رئيسا لشبكة البرنامج العام التي هي صوت مصر، والحمد لله كنت مواكبا للأحداث، وقدمت كل ما هو مفيد للمستمع من ثقافة، وتنوير وتعليم وغيره، وكنت حريصا على أن أغرس مع زملائى أننا لابد أن نكون على قدر الأحداث، ونبرز الأحداث الوطنية والقومية والدينية، وكنت أفكر في كل دورة إذاعية تقديم كل ما هو جديد يتسق مع سمت المحطة، وكنت أتابع مع زملائى ليل نهار تقديم كل ما هو يسعد المستمع، ومن كان يخطئ كنا نوجهه، وكنت حريص على تقديم رسالتى إلى الشباب خاصة خلال الفقرات المفتوحة، بجانب إبراز الإنجازات التي تحدث على أرض الوطن.
توليت منصب رئيس إذاعة القرآن الكريم .. ما هو الفرق بين المنصبين رئيس إذاعة القرآن الكريم ورئيس شبكة البرنامج العام؟
شبكة البرنامج العام هي الشبكة الأم في الإذاعة المصرية، وبها حوالى 11إدارة عامة من بينها إدارة البرامج الدينية، وعندما توليت رئاسة إذاعة القرآن الكريم بالنسبة لى كان الأمر سهلا لأنها تعتبر إدارة واحدة متعلقة بالبرامج الدينية، ولكن إدارة لها أهميتها، فالكلمة بحساب، وأن تقدم ما يهم المواطن وربط الدين والحياة، فاحتفالاتنا في المناسبات الدينية كنت حريصا على أن نستفيد من كل حدث، ونعرف المناسبة الدينية للمستمع ثم نسقطها على واقعنا للاستفادة منها، وكنت حريصا على تجديد الخطاب الدينى، وتقديم كل ما يفيد الإنسان في حياته من عبادات ومعاملات وغيرها من خلال المتخصصين، فلم نأت إلا بالعلماء المتخصصين، فمن يفتى في برامجنا المتعلقة بالإفتاء لابد أن يكون متخصصا، ولم نأت بهواه على الإطلاق.
توليت رئاسة القرآن الكريم رغم أنك لست خريج أزهر.. كيف تمكنت من إدارتها؟
أنا توليت رئاسة القرآن الكريم رغم أنى لست خريج أزهر ولكن دارس تاريخ إسلامى، وأقدم الآن برنامج الأحاديث النبوية في إذاعة القرآن الكريم، واقدم البرنامج بصوتى واختياراتى للأحداث النبوية التي أعرضها بالبرنامج رغم أنى تركت رئاسة إذاعة القرآن الكريم إلا أن الميزة في الشبكة أن رئيس الإذاعة عندما يخرج يظل له برنامج مدى الحياة .
لماذا اخترت تقديم برنامج عن الأحاديث النبوية؟
اخترت تقديم الأحاديث النبوية، لأن الشئ المستمر، حيث حرصت على تقديم الأحاديث الصحيحة، وأخترتها من بين كتب الصحاح الستة، وأخترت الأحاديث التي تفيد المستمع، والتي لا تحدث لديه لبسا كى يستفيد من هذه الأحاديث، وأنا عاشق للأحاديث النبوية، وحاولت من خلال البرنامج أن أسير على خطى الراحل متولى درويش، حينما كان يقدم في الإذاعة المصرية بالبرنامج العام، أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأحاديث النبوية قابلة للإعادة، ومن يستمع إليها مرة أو اثنين أو ثلاثة أو عشرة لا يمل.
من أبرز من دعموك داخل عملك في الإذاعة؟
من شكلنى في الإذاعة كانت الأستاذة هالة الحديدى التي علمتنا ألف باء إذاعة، فتعلمت على يديها فنون العمل الإذاعى، ولكن لا أنسى الأستاذ فاروق شوشة الذى درس لى في معهد الإذاعة والتليفزيون، وكان يرأس شبكة البرنامج العام، وكان رجل دمس الخلق، ورائع ومحب لكل من يتعامل معه، وكلنا كنا نحبه ونحترمه، ونقدره، وكذلك الأستاذ صبرى سلامة، كان موسوعة في التراث، وكنا نجلس إلى جواره ونستمع إلى قصصه وحكاياته، وخلال فترة تدريبه لنا 3 أشهر شكلنا وحكى لنا ذكرياته الإذاعية التي أفادتنا، ولا أنسى الأستاذ عبد العال هنيدى، وكان مدير عام التنفيذ لشبكة البرنامج العام، فكان صوته جميلا ومعاملته أيضا جميلة، فهو من الشخصيات التي أحببناها في الإذاعة، بجانب مدام هالة البيلى، ومدام هالة صلاح الدين وغيرهم.
ما هي أبرز نصائح رواد الإذاعة لك التي تتذكرها خلال عملك؟
تلقيت نصائح كثيرة، فرواد الإذاعة كانوا ينصحونا بعدم الغرور، ويقولون لنا "إياكم والغرور لأن الغرور هو بداية النهاية لأى إنسان"، ولابد أن تكون نجم مع مستمعيك، ومع نفسك أيضا ولكن بدون غرور، فلابد أن يكون لديك ثقة في نفسك، وفى نفس الوقت يكون لديك احترام لذاتك ومستمعيك، ولكل من تتعامل معهم، بجانب الحرص على أن نتابع والحرص على الثقافة، وأن نستمع إلى كل الأصوات وتختار منها ما يعجبك، وتكون عينك لاقطة لكل ما يدور حولك من أحداث في الإذاعة المصرية، وأنا دائما ما احترم الميكروفون وأحبه حتى الآن ولم يسبق أن عليت صوتى عليه بل كنت أهمس له همسا.
أخيرا وبعيدا عن الإذاعة.. احك لنا عن دراساتك العليا عن التاريخ؟
حصلت على دبلوم الدراسات العليا في التاريخ من معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، واستفدت منها بشكل كبير، وكان ترتيبى الأول على دفعتى في عامين التمهيدى الماجستير بتقدير جيد جدا، ثم سجلت لدراسة الماجستير، وعشت مع أسرتى في بلاد النوبة، فكانت رسالتى عن أسوان، وعن بلاد النوبة حبا في بلاد النوبة وأسوان، فأحببت أن أعود لجذورى الأولى، وكانت رسالتى عن القبائل العربية في بلاد النوبة حتى نهاية العصر الأيوبى، ثم كان التخصص في الدكتوراه عن جزء من هذه القبائل، وكانت عن الأشراف في مصر والنوبة في عصر المماليك، وحصلت على مرتبة الشرف الأولى .