لا أظن فالظن لا يُغنى من الحق شيئا، بل أثق تماما أن دائرة الطلاق تتسع يوما بعد الآخر، وإن لم تصيبك فى نفسك ودائرة أهلك، فأصابتك فى دائرة أصحابك ومعارفك وأحبابك، وللأسف الطلاق خطر داهم دامس يهدد أمن المجتمع على المستويين الحكومى والشعبي، ولكنه بكل حزن وأسى وأسف أصبح آفة نعيشها ونعيش معاناتها، ونتكبد شدتها وأنانيها وأوجاعها وقسوتها.
التقارير الرسمية تعد ناقوس إنذار، وجرس خطر يحذرنا جميعا، وقد اختزل رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الأرقام المرعبة بشأن الانفصال أو الطلاق بـ 5 كلمات مبسطة بين القوسين التاليين: (حالة طلاق كل دقيقتين فى مصر) وهو رقم لو تعلمون عظيم، فمع مرور الأيام سنصبح أمام نكبة مجتمعية وكارثة حقيقية ومصيبة بكل المقاييس.
ولطالما نعيش فصلا من فصول ابتلاءات الطلاق، علينا أن نفكر جميعا بصوت هادئ وبتجرد من الهوى والمصالح الضيقة للوصول إلى حلول ترضى الأطراف الـ 3، نعم كما أقول لك 3 أطراف وليس طرفين فقط وهما المطلق والمطلقة وإنتاجهما من الأبناء، حيث تدهمهم جميعا المعاناة وقسوة الحياة والصراعات بعد قرار الطلاق ودخوله حيز التنفيذ.
المرأة تعانى أشد المعاناة، والرجل يعيش فصلا جديدا من فصول القسوة مع ما يسمى بالـ"الرؤية" والابن/البنت يتجرع المر من أمه المطلقة وأبيه المطلق، والأطراف الثلاثة يعيشون فى كبد الشدة.
لا أخفيك سرا أن مؤشرات الطلاق عندنا ترتفع يوميا كتزايد النار فى الهشيم، لكن رغم تصاعدها إلا أنها لم تصل لما يحدث فى أوروبا، فعلى سبيل المثال لا الحصر يحدث فى فرنسا 52 حالة طلاق أو انفصال لكل 100 حالة زواج، وهذا يزيد عن 50 % لكن عندنا 24 حالة طلاق مقابل كل 100 حالة زواج يوميا تقع فى مصر وفقا لأرقام المؤسسات الرسمية، لكن شتان بيننا وبينهم، فهم فى الخارج أصدروا قرارات وقوانين وتشريعات تحميهم جميعا من "هوى النفس" واستبدلوا كلمات الرؤية ومطلق ومطلقة بـ"بالاستضافة والشراكة الأبوية"، وكل هذا من أجل حماية الأطراف الثلاثة وخاصة الطرف الثالث "الأبناء".
الدراسات والأبحاث العلمية أثبتت أن ما يسمى بـ"الرؤية" تسىء للأبناء وليس للرجال، وأن مصطلح مطلقة يلقى بظلاله على الأبناء، وهو ما يدفعنا جميعا أن نفكر فى الارتقاء بتعامل المطلقين مع بعضهما البعض وأن ندعمها ولا نتعامل معهما وكأنهما فريق هدى وفريق حق عليه الضلال.
الانتصار لطرف الأبناء لا يعنى بالضرورة هزيمة المرأة أو محاولة لعدم تمكينها أو انتقاصا لحقوقها، كما لا يُفسر بأنه خسارة للرجل للمعركة بأكملها أو التقليل من شأنه، بل الهدف المرجو أن نصل إلى حلول واقعية تجعل المطلقين (زوجا وزوجة) شركاء فى الأبوة من أجل مستقبل الأبناء والبلد بأكمله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة