أمى الغالية صاحبة القلب الرحيم والعقل الراجح، أهدى إليك فى عيدك شذا عطر، وأفتخر بك دوما رغم بساطتك في كل شيء، وأرفع كفى لله في السماء أن تبقي في دار العطاء بكل صحة وعافية، وأقول لك كل عام وأنت بخير، وكل عام وأنتِ في سعادة وهناء، وليبقكِ الله تاجاً فوق رؤوسنا.
وبمناسبة عيد الأم أدعوك قارئ العزيز أن تتغنى برائعة فايزة أحمد " ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمى، يا حنينة وكلك طيبة" فما أجمل من الأم وحنانها وعطائها خاصة أننا نعيش في زمن ضاعت فيه القيمة وقلت الفضيلة وغابت القدوة بفضل السوشيال ميديا وانعكاساتها على منظومة الأخلاق والقيم في الأسرة والمجتمع، ورغم ذلك المأساة تبقى الأم رمزا للعطاء مهما تبدلت الأحوال، فالأم الصالحة نواة الأمة الصالحة، فهى العزاء فى الحزن والسلوى فى الألم والمحن، وهى الرجاء عندما يدب اليأس، وهى القوة فى الضعف.
وكما دعوتك أن تتغنى فى عيد الأم برائعة فايزة أحمد أذكرك بالثواب المنتظر لمن يبر بوالديه حين قال عز وجل (وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَٰنًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِىٓ ۖ إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ ٱلْمُسْلِمِين".. وقوله جلَ شأنه "أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُون"، فهل يوجد أعظم من الجنة جزاء، أو أصدق من هذا الوعد.
فنعم الأم أولا وقبل كل شىء، وواجبنا بذل كل غالٍ لبرّها وإرضائها، مهما كلفنا هذا من عناء أو مشقة، لأنه لم يكن أبدا نقطة فى بحر من تضحياتها تجاهنا، فكيف نقلل من شأنها ونقسو عليها وهى من ضحت وتحدت الصعاب من أجل أن تزرع الأمل فينا، فكما قال أمير الشعراء: "الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعباً طيّب الأعراق»، فهى صانعة التاريخ دائما.
وختاما، أقول لأمى فى عيدها "كل عام وأنت درب روحى، وتاج رأسى، أطال الله بعمرك يا شجرة من الخير والعطاء يا صاحبة الدعاء الذى يحفظنا، وحفظك الله من كل سوء وشر يا نبع العطاء ومرفأ الزمان، ويا ضاحكة الروح وماسحة الرأس وشافية الدمع ويا بلسم الحياة وجنة الحب والوفاء".. وسلام على صانعة الأبطال والرجال والأجيال.. فأنتِ الحبيبة ولا غيرك إنسان، ولا أنشد في الدنيا إلا رضاكِ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة