مما لا شك، أن أقضية تغير المناخ ستظل من أخطر القضايا التى تهدد البشرية جمعاء فى ظل تفاقم الأزمة وأنانية العالم الصناعى والغنى من القيام بمسؤولياته، ليصبح العالم بحاجة ماسة إلى التصالح مع الطبيعة، فلا يمكن العيش في رخاء أو حتى البقاء على الحياة دون هذا التصالح، لذلك فإن مبادرة ساعة الأرض فرصة مهمة للتوعية من خطورة الظاهرة.
وأعتقد أن ساعة الأرض بقدر ما هي مبادرة توعوية، فإنها بمثابة حدث عالمى يتم خلالها الطلب من المواطنين والأفراد ومؤسسات المجتمع المدنى إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية والكهربائية غير الضرورية لمدة ساعة في آخر سبت من شهر مارس كل عام، لرفع الوعي بخطر التغير المناخي وخطورته على حياة البشرية، خاصة أن مبادرة "ساعة الأرض" تعمل على أهمية التذكر بقضية المناخ في ظل أنانية العالم الغنى الذى هو سبب الكارثة لعدم القيام بمسئولياته تجاه المواجهة بشكل عملى بعيدا عن أحاديث وتصريحات المؤتمرات، فلك أن تتخيل أنه حتى الآن لم يف هذا العالم الأنانى بدفع 100 مليار دولار للعالم النامى لمواجهة تأثيرات الظاهرة كان قد تعهد بهذا المبلغ منذ سنوات.
وما يستحق التقدير ونحن نتحدث عن مبادرة ساعة الأرض، أن هناك عددا من الجهات الحكومية المصرية ومؤسسات المجتمع المدنى أعلنت المشاركة في ساعة الأرض مما يعكس اهتمام الدولة المصرية بقضية تغير المناخ، والقيام بدور رائد نحو مواجهة هذا الخطر الكونى المهدد للبشرية جمعاء، وذلك من خلال جهود حثيثة قدمتها خلال السنوات الماضية نحو التحول للاقتصاد الأخضر والمشروعات الخضراء، غير أنها حققت نجاحات نحو التحول إلى الطاقة الكهربائية والمتجددة، والاهتمام بمنظومة الرى الحديث التي قطعا تؤدى لتقليل استخدام الأسمدة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ومشاركة الدولة المصرية في ساعة الأرض هذا العام لها طابع خاص، لأن مصر في طريقها نحو استضافة قمة المناخ “COP-27” والتعهد بتحويل المبادرات والتعهدات الدولية فيما يخص التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية إلى واقع ملموس من خلال تنفيذ مشروعات تُسهم في تحقيق المستهدفات الخاصة بمواجهة التحديات، والآثار الناجمة عن الظاهرة.
وأخيرا، نستطيع القول، إن ساعة الأرض تقدم رسالة قوية بضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، ودعوة للتصالح مع الطبيعة، بل أعتقد أنها فرصة كبيرة لتدريب المواطنين على مشاركة شعوب العالم في مواجهة التغير المناخي، ورفع مستوى الوعي حول حدة وخطورة الانبعاثات الكربونية وضرورة تضافر الجهود من أجل اتخاذ خطوات إيجابية لمواجهة هذا الخطر الكونى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة