قل ما تشاء فى موقف الممثل الأمريكى الشهير ويل سميث فى حفل الأوسكار الأخير، إذ صفع أو لكم مقدم الحفل كريس روك، فى حركة غطت أثارها على كل ما جاء بعدها ومنها حصول ويل سميث نفسه على أوسكار أفضل ممثل، وبالطبع لك أن تتفق معه أو تختلف، وأن ترى رد فعله طبيعيا أو مبالغا فيه، ولكن حتما ستتفق معى فى أن هذه الحركة مؤذية جدا لتاريخ أصحاب البشرة السوداء فى أمريكا والعالم.
سأتحدث عن فكرة طرأت فى ذهنى، قد تبدو بعيدة، وقد أبدو متكلفًا فيها بعض الشيء، لكننى لا أستطيع إبعادها عن ذهني، فأنا لدى اعتقاد كبير بأن الكثير من الأوربيين والأمريكان لا يؤمنون فعلا بحقوق السود ولا يعتقدون بالمساواة، ولديهم صورة لا تتغير مفادها " أن الإنسان أسود البشرة متخلف" هؤلاء وما أكثرهم قدم لهم ويل سميث هدية فى ليلة الأوسكار.
عاش المستعمر الأبيض وهو مقتنع تمامًا بأن السود عنيفون وأن جيناتهم تميل إلى التدمير والتخريب، واستعمر الغرب أفريقيا تحت شعار "أن الناس هناك أقل درجة من الإنسان الأبيض الأوروبى" واقتادوا الناس عبيدا للعمل فى بيوتهم ومزارعهم تحت سيطرة فكرة سيئة السمعة تقول "أن السود لا يعرفون شيئا عن فنون الحياة ولا عن أساليب العيش الآدمى" وأن ذلك الأسود هو كائن نهم وحاد ومستعد لارتكاب الجرائم، وأنه لا يزال يعيش فى غابة إن أغضبه أحد رد كما يليق بإنسان غابة.
وناضل الكثيرون فى الشرق والغرب ضد هذه الأفكار كى يثبتوا أن هذه الأفكار مجرد أوهام فى أذهان المتعصبين البيض، وأن الجميع سواسية، وأن الحضارة أصابت الناس شرقا وغربا ونجحوا فى الحصول على مكاسب عدة، ثم جاء ويل سميث ليقول للمتعصبين أنا معكم أؤيد أفكاركم وأستطيع أن أسيئ إلى تاريخ نضال الرجل الأسود.