لأول مرة فى التاريخ سترى شعوب العالم مقتنيات الملك توت عنخ آمون بشكل كامل فى قاعة مساحتها 7 آلاف متر بالمتحف المصرى الكبير، حيث تم مؤخرًا نقل جميع القطع الخاصة بالملك من مراكز الترميم لقاعته، حيث يتم تنفيذ سيناريو العرض المتحفى.
ولحقت بالملك الذهبى صاحب المقتنيات الذهبية العديد من الشائعات منذ أن تم الكشف عن مقبرته فى عام 1922، ومن بين تلك الشائعات أن مقبرته كانت معده لأمه نفرتيتى.
وفى هذا الشأن ذكر العالم البريطانى نيكولاس ريفز أنه تم دفن الملك الذهبى فى مقبرته الصغيرة بعض الشىء، نظرًا لوفاته المفاجئة، وبالتالى تم دفنه على عجل، واستدل أيضا على أن جميع مقتنيات توت وضعت فى غرفة واحدة فقط من غرف الدفن الأربعة، وقد أتموا طلاءها ودهان حوائطها بالجص، فى حين أن بقية المقابر الملكية فى ذلك الوقت كان يجرى إعدادها وتزيينها بالكامل، كما أنه يعتقد أن نحو 80% أو يزيد من المقتنيات الموجودة داخل مقبرة الملك الفرعونى توت عنخ آمون بها متعلقات لحكام سابقين نقلت مع مقتنياته ويأتى الملك إخناتون، أبرزهم، كما يعتقد ريفز أيضًا أنه بدلًا من بناء مقبرة موسعة للملك الذهبى، فتم تخصيص جزء صغير من هذه المقبرة وتجهيزه، حيث كانت المقبرة لـ"نفرتيتى".
ومن جانبه علق على ذلك الأمر عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، قائلا: إن دور "نفرتيتى" البارز الذى أدته فى عبادة الإله آتون يجعل من الصعب الاعتقاد بإمكانية دفنها فى وادى الملوك الذى يعد المكان المقدس للإله آمون.
جدير بالذكر أنه فى 4 نوفمبر 1922 وعندما كان عالم الآثار والمتخصص فى تأريخ مصر القديمة البريطانى هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدى إلى قبر رمسيس السادس فى وادى الملوك لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التى تضم ضريح توت عنخ أمون.
كانت على جدران الغرفة التى تحوى الضريح رسوما رائعة تحكى على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات وكان المشهد فى غاية الروعة للعالم هوارد كارتر الذى كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة، ويقال إن مساعده سأله "هل بإمكانك أن ترى أى شىء؟" فجاوبه كارتر "نعم إننى أرى أشياء رائعة".
لاحظ كارتر وجود صندوق خشبى ذى نقوش مطعمة بالذهب فى وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطى صندوقا ثانيا مزخرفا بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثانى لاحظ أن الصندوق الثانى كان يغطى صندوقا ثالثا مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجرى الذى كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون.
لاقى كارتر صعوبة فى رفع الكفن الذهبى الثالث الذى كان يغطى مومياء توت عنخ أمون عن المومياء ففكر كارتر أن تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر سيكون كفيلا بفصل الكفن الذهبى عن المومياء لكن محاولاته فشلت واضطر فى الأخير إلى قطع الكفن الذهبى إلى نصفين ليصل إلى المومياء.
وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى، وكانت كلها من الذهب الخالص، ولإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد إزالة الحلى أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمى للمومياء ووضعوه فى تابوت خشبى.