جمال القرآن.. "إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين" بلاغة وصف حالة الخوف لدى الكافرين

الإثنين، 11 أبريل 2022 05:30 م
جمال القرآن.. "إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين" بلاغة وصف حالة الخوف لدى الكافرين الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء القرآن الكريم، هدى للناس، وكان معجزة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، فكلماته العذبة ومعانيه الرائعة وتعبيرات البلاغية، أسرت القلوب قبل العقول. 
 
ونجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي حملت تصويرا بلاغيا، وتجسيدا فنيا بليغا، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التي جاءت في القرآن: وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ َ (سورة غافر الآية: 18).
 
إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين
إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين
 
ونختص الكلام هنا عن جملة "إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين" وتعبير القرآن عن حالة الكافرين يوم القيامة، بأن قلوبهم لدى الحناجر، ينتهي بذوي الحس والعقل، إلى تأمل الدقة في وصف هذه الحالة الرهيبة التي رسمها البيان القرآني بروعة آســرة، واتكأ في رسمها على أسلوب الكناية.
 
وبحسب دراسة للدكتور عبد القادر بن فطة، تحت عنوان " أسرار الإيقاع في القرآن الكريم ومقاصده" الألفاظ التي تتألف منها هذه الآية تنسجم مع المعنى والجو الذي يدور في إطاره النص تتحقق صورة الحزن. ونلاحظ تردد أصوات تشير إلى الرعب والوعيد فكلمة (أنذر والآزفة) تدلان على صوت الأسى والتهديد، فإيقاع الكلمات يشعر بعمق المضمون وحقيقة المشهد. 
 
قد نقل لنا النص القرآني صورة اجتمعت فيها أسباب الوعيد "تجد البناء التعبيري قويا بجملته وتفصيله، بحيث نجد بالأصوات زاجرة زجر ما تحمله من معاني، فالشكل والمضمون وحدة متفقة السمات والخصائص.
 
وبحسب تفسير الطبري: وقوله: (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ) يقول تعالى ذكره: إذ قلوب العباد من مخافة عقاب الله لدى حناجرهم قد شخصت من صدورهم، فتعلقت بحلوقهم كاظميها، يرومون ردّها إلى مواضعها من صدورهم فلا ترجع، ولا هي تخرج من أبدانهم فيموتوا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
 
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ) قال: قد وقعت القلوب في الحناجر من المخافة، فلا هي تخرج ولا تعود إلى أمكنتها.
 
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ) قال: شخصت أفئدتهم عن أمكنتها، فنشبت في حلوقهم، فلم تخرج من أجوافهم فيموتوا، ولم ترجع إلى أمكنتها فتستقرّ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة