مجددا تشعل قوات الاحتلال الإسرائيلي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالتصعيد ضد المواطنين الفلسطينيين العزل خاصة في مدن الضفة الغربية والقدس، وذلك بالتزامن مع تحشيد تقوم بها منظمات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بداية من يوم غد الجمعة، والعمل على ذبح "قرابين الفصح" داخل ساحات الأقصى، وهو ما يمكن أن يؤدي لاندلاع شرارة انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عمليات مكثفة نفذها فدائيون فلسطينيون في الداخل المحتل ضد أهداف إسرائيلية وذلك ردا على سياسة الإعدامات الميدانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد النساء والأطفال في الضفة الغربية، وهو ما دفع الشبان الفلسطينيون للدخول إلى العمق الإسرائيلي لتنفيذ عمليات يكون لها صدى واسع وتنقل رسالة إلى المحتل بأن السياسات الإسرائيلية ستولد العنف والقتل.
16 شهيدا فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس منذ بداية شهر رمضان المبارك من أصل 45 شهيدا فلسطينيا سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري، وهو ما يؤكد زيادة وتيرة العنف المتصاعد من جانب تل أبيب خلال الـ 100 يوم الأخيرة، ما ينذر بمواجهات مفتوحة ومقاومة شعبية من جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وربما قطاع غزة للرد على الجرائم الإسرائيلية.
حكومة اليمين المتطرف التي تحكم إسرائيل لا تؤمن أبدا بالحل السلمي للأزمة بل تسعى للتصعيد الدائم في الأراضي المحتلة وكان آخرها قرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت بتسليح الإسرائيليين وهذا القرار سيكون لها تداعيات خطيرة ووخيمة في ظل الإجرام والوحشية التي يقوم بها قطعان المستوطنين في الضفة الغربية والقدس.
العام الماضي كان الأكثر دموية في فلسطين المحتلة منذ تولي حكومة نفتالي بينيت المسؤولية حيث سجل التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين 357 شهيدا خلال 2021، حيث تم استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبلغت نسبة الشهيدات 19% فيما تجاوزت نسبة الشهداء الأطفال الـ22%، وهو ما يؤكد عدم وجود أية ضوابط تحد من عمليات استهداف الشعب الفلسطيني الأعزل بغض النظر عن الفئة العمرية أو الجنس.
عزيزي القارئ هل تعلم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة منذ أسبوع وهي جريمة تقشعر لها الأبدان في نهار شهر رمضان المبارك بإعدام غادة سباتين بالرصاص الحي، استشهدت غادة سباتين وهي من قرية حوسان التي تقع جنوبي الضفة الغربية وهي أرملة وأم لستة أطفال وتعاني من ظروف صحية صعبة ولديها صعوبة في الرؤية بعينها اليمنى، ورغم ذلك أعدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق رصاصات في الفخذ وتركها الجيش المحتل تنزف حتى استشهدت وهي صائمة.
فيديو مدته ثوان معدودات يوثق عملية إعدام الشهيدة الفلسطينية غادة سباتين التي كانت ترفع يدها وتحاول الهرب بعيدا عن جنود الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يفند رواية الاحتلال بأنها كانت تسعى للقيام بعملية طعن، لكن الجندي المحتل الذي نزعت الرحمة من قلبه أطلق الرصاص على الشهيدة الفلسطينية من مسافة صفر ليكشف الوجه المتطرف والبشع للجندي الإسرائيلي المحتل الذي لا يؤمن أبدا بالسلام.
ولم تمر دقائق على استشهاد غادة سباتين وخلال تشييع جثمانها الطاهر أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إعدام فلسطينية أخرى تدعى مها الزعتري بإطلاق الرصاص الحي وإعدامها قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل بزعم تنفيذها عملية طعن.
الاستهداف الإسرائيلي الأعمى للمرأة الفلسطينية يؤكد أن هذا جيش الاحتلال عقيدته دموية ومتطرفة ولا يعرف معنى الرحمة، وبالتالي تتحمل إسرائيل تداعيات ومسؤولية التصعيد الأخير في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ويجب أن تدرك حكومة نفتالي بينيت أن سياسة العنف والقتل لن تقابل إلا بالعنف والتصعيد من جانب الفلسطينيين العزل.
ما يجري في الضفة الغربية وتحديدا في "جنين الصمود" يشير إلى إمكانية اندلاع شرارة انتفاضة فلسطينية جديدة في الأراضي المحتلة يقودها شباب فلسطيني صغير في السن وهي الفئة التي تقود الحراك الشعبي في الوقت الحالي بمدن الضفة الغربية، إن لم تتوقف إسرائيل عن تصعيدها العسكري سواء في الضفة أو القدس يمكن أن تنحدر الأمور إلى سيناريو اللا عودة والمواجهات المفتوحة والتي بالتأكيد سيكون لها تداعيات وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة