انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسمائهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى، ولهذا نستعرض يوميًا شخصية من الشخصيات التى لهم شوارع تحمل أسمائهم، حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى، واليوم نستعرض شخصية الشاعر الكبير "كامل الشناوى"، والذى له شارع يحمل اسمه بالقاهرة.
ولد كامل الشناوى فى قرية نوسا البحر بمركز أجا مديرية الدقهلية فى عام 1908، وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطنى مصطفى كامل فسماه والده "مصطفى كامل"، تيمنًا باسم الزعيم، شقيقه هو مأمون الشناوي، وكان والده سيد الشناوى رئيسًا للمحكمة العليا الشرعية، وعمه فضيلة الأمام الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوى شيخ الأزهر.
التحق كامل الشناوى بالأزهر، ولكنه لم يبق فيه سوى خمس سنوات، بعدها تفرغ للاطلاع والمعرفة وحضور مجالس الأدباء وانكب على دراسة الآداب العربية والأجنبية فى شتى عصورها، واشتغل كامل الشناوى بالصحافة مع عميد الأدب العربى طه حسين فى جريدة الوادى فى عام 1930، وعمل كذلك مصححا فى مجلة "كوكب الشرق" التى كان طه حسين مديرا لها فأمر بنقله محررا بمكتبه، ثم انتقل إلى "روز اليوسف" صباحا، ويعهد لكامل الشناوى بمراجعته.
ملامح من حياته
كان كامل الشناوى يرى أن الحب والعذاب شيء واحد، كما أن الشناوى أيضا كان يميل إلى الحب السهل الخالى من الآلام والمشكلات، لذلك لم يتزوج ولم يعرف فى حياته إلا قصة حبه للفنانة نجاة الصغيرة، وكانت كل الأوساط الأدبية والصحفية تعرف هذا الحب، وكانت هذه التجربة العاطفية بالنسبة للشناوى مليئة بالعذاب فنجاة فى سن ابنته لو كانت له ابنه، والفرق بينهم فى السن كبير لا يقل عن ثلاثين عام.
مؤلفاته
للشناوى الكثير من المؤلفات منها: "اعترافاتُ أبى نواس، أوبريت جميلة، الليلُ والحبُّ والموت"، .قد غنَّى له كبار رواد الفن والغناء فى الوطن العربي، مثل: محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ونجاة الصغيرة، وغيرهم.
أشهر أغانيه
لا تكذبي: وهى القصيدة الأشهر، حيث غناها ثلاثة من كبار النجوم هم عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة ومحمد عبد الوهاب، وكتبها كامل الشناوى خصيصا للفنانة نجاة الصغيرة، وغنتها خلال أحداث فيلم “الشموع السوداء” فى عام 1962، و"حبيبها" التى غناها عبد الحليم حافظ على المسرح عام 1965، وهى من أشهر قصائده، ولحنها محمد الموجى، و"أنت قلبي" وتعرف القصيدة كذلك باسم "لست قلبي" وغناها عبد الحليم حافظ ضمن أحداث فيلم “معبودة الجماهير”، والذى عرض عام 1965، وهى من ألحان محمد عبد الوهاب، و"لا وعينيك" التى غناها ولحنها فريد الأطرش بعد رحيل كامل الشناوى بعامين وتحديدا فى عام 1967، ضمن أحداث فيلم الخروج من الجنة، و"على باب مصر" أغنية خالدة وتعرف بـ"أنا الشعب" غنتها أم كلثوم عام 1964، ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، ورحل الشناوى عن عالمنا بعد رحلة طويلة من العطاء فى 30 نوفمبر 1965 فى القاهرة عن عمر 56 عاما.
لافته شارع كامل الشناوى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة