يحمل كل منا العديد من الذكريات للاحتفالات والأعياد، تظل دائماً عالقة فى ذهنه كلما مرت عليه المناسبة، وكان نجوم الزمن الجميل يحملون العديد من الذكريات لعيد شم النسيم بعضها غريب أو طريف وبعضها حوادث ومشكلات تعرضوا لها وتذكروها دائماً.
وكان من هؤلاء النجوم الفنانة برلنتى عبدالحميد التى كادت تحاكم بتهمة القتل فى شم النسيم.
وقالت برلنتى فى حوار نادر أنها اعتادت أن تقضى يوم شم النسيم فى مكان بعيد عن القاهرة، ولكن تصادف أن جاء يوم شم النسيم فى أحد الأعوام وهى تمر بظروف خاصة جعلتها تغير عادتها وتبقى فى القاهرة.
وأوضحت أنها ركبت سيارتها مبكرا وانطلقت إلى كورنيش النيل، لكنها فوجئت برجل ملقى فى الطريق ، فأوقفت سيارتها وأسرعت إليه فوجدته جثة هامدة لا يتحرك، وفوجئت بتجمع الناس حولها واتهموها بأنها صدمته بسيارتها.
وحاولت الفنانة الكبيرة أن تنفى عن نفسها التهمة ولكن الناس استدعوا البوليس والإسعاف، واقتادوها إلى قسم الشرطة، وبعد أن كادت تفقد وعيها من الصدمة، أفاق الرجل واكتشف البوليس أنه تناول كمية كبيرة من الخمور حتى فقد وعيه، واعتقد الناس أن الفنانة صدمته بسارتها.
أما الفنانة الكبيرة هدى سلطان فاعتادت فى صباها قبل شم النسيم أن تذهب للحقول المجاوزة لمنزلها وتشترى كميات كبيرة من الخس والملانة، وفى يوم شم النسيم يجتمع الأهل والجيران ليأكلوا مختلف الأطعمة الشهيرة بهذه المناسبة ومعها الخس والملانة ويستمعون إلى هدى سلطان وهى تغنى أغانى الفلاحين فى الحقول وهم يستقبلون عيد الربيع.
وفى أحد الأعوام هبط محصول الملانة هبوطًا كبيرًا لأسباب زراعية، وتشاءمت هدى سلطان من هذا الهبوط وقالت لبعض قريباتها إن هذا نذير شوم ويبشر بوقوع حدث سيئ ومحزن للناس.
وبعد شهور أعلنت الحرب العالمية الثانية طالت نيرانها العالم كله، وتسببت فى العديد من الخسائر، وتذكر أقارب هدى سلطان نبوأتها واعتادوا بعدها مراقبة محصول الملانة كل عام، حتى أنهم كانوا يتوقعون الأحداث العالمية من خلاله، ويؤمنون بأن كل توقعات وتنبؤات هدى سلطان تتحقق فى المستقبل.
وحكى الفنان الكبير محمود المليجى عن ذكرى لا ينساها فى شم النسيم عندما ركب سيارته مبكرا وانطلق إلى مدخل شبرا والذى كان وقتها عبارة عن مساحة مسطحة من الخضرة والمناظر الطبيعية، وبينما يمضى فى طريقه سمع صوت فلاح ينادى على بضاعته من الخس والملانة والبصل الأخضر بصوت جميل، فاقترب بسيارته من البائع.
وأشار الفنان الكبير إلى أنه وبشكل مفاجئ توقف صوت الرجل العذب وسمع بدلا منه مناقشة بينه وبين رجل ضخم الجثة، يستعطفه فيها الفلاح البسيط حتى يتركه يبيع بضاعته، لكن الرجل مفتول العضلات أراد أن يحصل على إتاوة من البائع البسيط ومعها جزء من بضاعته دون أن يدفع شيئاً.
وقال محمود المليجى أنه اقترب من البائع والفتوة ففوجئ بيد الفتوة الثقيلة تهوى على وجه البائع المسكين الذى لم يتمالك دموعه.
وأوضح الشرير الطيب أنه لم يتحمل هذا المشهد الذى تعامل فيه الفتوة مع البائع منتهى العنف ولافتراء ونزل من سيارته، ليجد الناس وقد التفوا حول البائع والفتوة فى وجوم واستسلام دون أن يتحرك أى منهم لنجدة الفلاح المسكين خوفاً من "فتوة الحتة".
وأضاف المليجى أن الفتوة بمجرد أن رآه يرتجف ويهرب بسرعة تاركا البائع خوفا من شر وحش الشاشة، وفوجئ بعد هروب الفتوة المفترى بتصفيق الناس وهتافهم له فرحاً بأنه أفزع الرجل ضخم الجثة مفتول العضلات واضطره للهرب، وهتف الجميع للمليجى قائلين: " يعيش فتوة السينما"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة