رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل خسارة كبيرة لما يمثله الراحل من قيمة كبيرة، وما تمثله دولة الإمارات من قوة وتأثير إقليميا وعربيا وعالميا، ولهذا جاءت ردود الأفعال كلها متضامنة ومقدرة لقيمة الإمارات، وموقعها، مؤكدة للدور الذى لعبه الراحل وما تمثله الإمارات من قيمة على موقع القوة العربية، خاصة أنه تولى على مدار 18 سنة كانت من السنوات التى شهدت الكثير من التحولات والأحداث، ومع هذا نجحت الإمارات العربية المتحدة فى بناء وجودها على كل المستويات الاقتصادية والعملية والتعليمية، فضلا عن توسيع مفهوم المواطنة وتحديث شكل ومضمون الخدمات التى تقدم للمواطن، بما أسهم فى دعم نهضة الإمارات وتقدمها فى مسيرة التحديث التى لا تتوقف، وهو ما جعل الإمارات على خارطة الاقتصاد العالمى، رقما فاعلا ومؤثرا فى الحداثة والتقدم.
وفى السياق ذاته فإن العلاقات بين مصر والإمارات، رسميا وشعبيا مثالية تقوم على الحب المتبادل الذى يتجاوز البروتوكولات إلى آفاق أكثر اتساعا، من هنا فإن مواقف الدولة والشعب فى مصر لا تختلف، وتقوم على كل المساندة والوقوف الداعم، حيث يسير أبناء زايد على خطى المؤسس الأب، ومن هنا فإن الموقف المصرى من رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، هو موقف نابع من القلب، رحم الله الشيخ خليفة بن زايد صاحب المواقف القوية فى دعم مصر فى أوقات مختلفة، ومساندة المواقف العربية والإقليمية، وكانت للإمارات مواقف مساندة لمصر يذكرها التاريخ، فى عهد الأب المؤسس الشيخ زايد، فى حرب أكتوبر ومعركة النفط الشهيرة، أو بعدها على مدى عقود.
واستمرت هذه المواقف مع الشيخ خليفة، وتمثلت فى مساندة مصر خلال ثورة 30 يونيو وبعدها، فى المحافل الدولية، واستمرار دعم مصر ومساندتها، ودعم خيارات الشعب المصرى، كما وقفت مصر دائما مع الإمارات واعتبرت أمنها وأمن الخليج جزءا من أمن مصر، وهى مواقف يؤكدها دائما الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مناسبة وكل موقع، وهو ما يجعل العلاقات بين مصر والإمارات لها خصوصية شعبيا ورسميا، على كل المستويات تظهر فى التفاعل والود الدائم والتفاعل مع أفراح وأحزان كل منهما.
من هنا جاء بيان رئاسة الجمهورية فى مصر، والذى أكد أن «الشيخ خليفة بن زايد أحد رموز الأمة المخلصين، زعيم حكيم وهب حياته لبلاده ومد أيادى الإمارات البيضاء بالبناء والدعم والتعاون لسائر دول الأمتين العربية والإسلامية، امتدادا لتاريخ طويل من العطاء لدولة الإمارات أرساه والده المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، حكيم العرب، وليسطر صفحات جديدة من الخير والنماء، ولتحقق الإمارات فى عهده نهضة وحداثة يشهد لها العالم»، وهو بيان يعبر عن مشاعر الشعب المصرى تجاه الشيخ خليفة، رئيس دولة الإمارات العربية الراحل، والذى ارتبط بمصر بل وحارب فى صفوف الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973، وكان وليا للعهد مبعوثا من الراحل العظيم الشيخ زايد.
ومثلما هو الحال مع الشيخ خليفة رئيس الإمارات الراحل - رحمه الله - فإن الأمر ذاته متوقع بعد تولى الشيخ محمد بن زايد رئاسة الدولة فى الإمارات، ليواصل مسيرة التقدم، ويدعم مواقف الإمارات تجاه قضاياها الإقليمية والدولية، بما يمتلكه من خبرة وفكر استراتيجى مدرك لخرائط التحولات العالمية، لتستمر مسير الإمارات نحو المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة