سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى عددها الصادر اليوم الإثنين الضوء على مساعى فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، واعتبرتها "تحولًا تاريخيًا" عن مسار تجنب لعقود طويلة من الزمن الانضمام إلى أى تحالفات عسكرية.
وقالت الصحيفة إن الأمر تغير كليًا بعد 81 يومًا منذ أن بدأت روسيا عملياتها العسكرية فى أوكرانيا، لدرجة أن هذه المساعى تنال دعمًا كبيرًا من الرأى العام والبرلمان على حد سواء.
ونقلت الصحيفة عن الوزيرة الفنلندية المختصة بشئون الاتحاد الأوروبى، تيتى توبوراينن، قوله:" إنها خطوة كبيرة فى تكاملنا الغربى، ونحن نضع اللمسات الأخيرة على ذلك، نعم بالنسبة لفنلندا، فهذا تغيير فى المسار". لكنها أضافت أيضًا:" يمكنك تفسيرها على أنها عملية طبيعية جدًا أيضًا، ولا عجب أن الرأى العام الفنلندى تحول فى مثل هذا الوقت القصير ليروى قصة عقود من التحضير وعندما أصبح الوقت مناسبًا، تجلى الاستعداد لذلك".
وأبرزت الصحيفة حقيقة أن فنلندا تمتلك تاريخًا فى استغلال الفترات التى تكون فيها جارتها الأكبر فى الشرق مشتتة أو ضعيفة لاتخاذ قرارات كبيرة، مع الإشارة إلى أن هلسينكى أعلنت استقلالها فى عام 1917، بعد أسابيع من استيلاء البلاشفة على السلطة فى روسيا.
بدورها، قالت إلينا فالتونين، نائبة رئيس حزب الائتلاف الوطنى المعارض، وهو مؤيد لعضوية الناتو منذ فترة طويلة: "لقد حاولنا دائمًا التكيف، وعندما تكون هناك فرصة سانحة، حاولنا استغلالها".
واتخذت حكومة فنلندا، مع الرئيس سولى نينيستو، قرار التقديم لنيل عضوية الناتو فى يوم أمس الأحد. ومن المرجح أن يصادق البرلمان على هذه الخطوة فى وقت لاحق بأغلبية كبيرة، ويمكن إرسال الطلب بالاشتراك مع السويد يوم غد الثلاثاء أو الأربعاء على أقصى تقدير عندما يقوم نينيستو بزيارة دولة إلى ستوكهولم.
وفى هذا، تابعت "فاينانشيال تايمز" تقول إن حجم التغيير أكبر بكثير فى السويد، التى أنهت 200 عام من عدم الانحياز العسكرى تركت آثارا لا تُمحى من ذهن السويديين، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى حزب الديمقراطيين الاشتراكيين الحاكم، لتقرر الدولة بأكملها التخلى عن هذا النهج والسعى للانضمام إلى الناتو. وقالت رئيسة الوزراء ماجدالينا أندرسون:" سينتهى الأمر بالسويد فى وضع ضعيف للغاية إذا اخترنا وحدنا عدم التقدم بطلب لعضوية الناتو".
وتوقع السياسيون الفنلنديون "مطبات سريعة" على طريق العضوية - مثل معارضة تركيا المحتملة - لكنهم أعربوا عن يقينهم بإمكانية التغلب عليها سريعًا، وأنه فى غضون 4-12 شهرًا سيكونون والسويد أعضاء داخل الناتو، الذى وعد بعملية سلسة وبأن كلا البلدين يمكن أن يكونا مدعوين رسميين، وقادرين على حضور جميع الاجتماعات، فى غضون أسبوع أو أسبوعين فقط.