صابر حسين

مبابي.. حلم لاعب أم مستقبل نادٍ؟

الجمعة، 20 مايو 2022 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازال العالم يترقب حسم مصير تلك الصفقة التاريخية التي يحاول نادى ريال مدريد إبرامها لبناء مشروعه الرياضى المستقبل، تلك الصفقة التى يحاول طبخها على نار هادئة منذ فترة ليست بالقصيرة، حتى اقتراب ساعة الصفر لإعلان صفقة كيليان مبابى إلى ريال مدريد، قبل أن تأخذ تلك الصفقة طابع التشويق بعد التطورات الأخيرة وتحولها إلى حرب إعلامية بين صحف إسبانيا ومدريد كل وضع سيناريوهات لتحقيق انفرادات، وما بين هؤلاء وهؤلاء يظل مستقبل مبابي حائرا، ومابين الغموض والترقب ينتظر العالم تلك الصفقة المدوية وكيف ستحدث انقلابا فى كرة القدم.

"المستقبل" هو العامل المشترك فى صفقة مبابي، ريال مدريد يحاول بشتى الطرق ضم النجم الفرنسي، لاقتناعه التام بأهمية تلك الصفقة لبناء مشروع رياضى لمستقبل النادى الفترة المقلبة، خاصة أن الريال ينتظر إتمام الصفقة بفارغ الصبر، بعدما سبق ورصد أرقاما فلكية لضم النجم الفرنسي حتى اللحظات الأخيرة من الانتقالات الصيفية الموسم الماضى وصلت لـ200 مليون يورو، وهو ما رفضه مسئولو سان جيرمان متمسكين باللاعب، فقرر الريال الانتظار لضمه مجاناً هذا الموسم بعد انتهاء عقده، ومنحه مكافأة توقيع خيالية ومميزات "مجنونة"، على وصف بعض الصحف.

أما باريس سان جيرمان فيبنى مستقبل مشروعه الرياضى على بقاء مبابي، ويستخدم فى سبيل ذلك كل الحيل لإثناء النجم الفرنسي عن الرحيل، لدرجة تدخل الرئيس الفرنسي شخصياً لإقناع مبابي بإلبقاء، عندما صرح فى أكثر من مناسبة بأنه على استعداد للقتال من أجل بقاء مبابي فى باريس، حفاظاً على قطعته الفرنسية الثمينة داخل البلاد - على حد تعبير ماكرون – فى إشارة إلى أهمية تلك الصفقة، رياضياً وسياسياً، وهو ما عمل عليه مسئولو سان جيرمان فقدموا المزيد من العروض والتنازلات التى وصلت لمنح النجم الفرنسي بعض الصلاحيات "المجنونة" التى تمثلت فى بعض صلاحيات رئيس النادى، كاختيار المدرب وبعض الصفقات، وكذلك مضاعفة راتبه بشكل يجعله الأعلى أجراً بحيث يحصل على 4 ملايين إسترليني شهرياً، وهو ضعف ما يتقاضاه حالياً، فضلاً عن منحه مكافأة توقيع تصل لـ100 مليون يورو حال التجديد، وهى نفس القيمة التى سيحصل عليها فى مدريد، وكذلك أيضاً حقوقه فى رعاية القميص.

وعلى مستوى الإعلام.. أصبح مبابي "ملك التشويق" وتصدرت صوره أغلفة صحف العالم، التى ترسم السيناريوهات وتترقب موعد إعلان قنبلة الموسم، وما بين صحف إسبانيا التى تؤكد حسم الصفقة لصالح ريال مدريد وتترقب موعد الإعلان الرسمى، وصحف فرنسا التى تُمنى النفس ببقاء اللاعب وتتناول عرض سان جيرمان الخيالى ومميزات العقد الجديد، وما بين ليلة وضحاها تؤكد وجود تغير جذرى فى موقف مبابي واقترابه من البقاء فى باريس، وكشفت صحيفة ليكيب الفرنسية مزيدا من التشويق بأن النجم الشاب سيعلن موقفه النهائي الأحد المقبل بإحدى القنوات التليفزيونية، ما جعل الجميع فى حالة ترقب. 

ولكن ماذا عن مبابى نفسه؟

النجم الفرنسي صرح فى أكثر من مناسبة بحلمه المشروع في التتويج بجائزة الكرة الذهبية، هذا الحلم الذى يراوده منذ سنوات، فضلاً عن رغبته فى اللعب بقميص الريال، وهذا ما أعلنه فى أكثر من مناسبة، خاصة فى فترة تولى زين الدين زيدان تدريب الملكى، وهو يعى جيداً أن تلك الجائزة ستفتح ذراعيها له بقميص الملكى، بعد توافر كل عوامل النجاح وتحقيق الألقاب، خاصة فوزه بدورى أبطال أوروبا والتى استعصت عليه مع باريس، رغم الكتيبة المدججة بالنجوم، وهو ما يعد خطوة مهمة لتحقيق حلمه بالكرة الذهبية.

فى النهاية.. حلم المستقبل هو الذى يحسم صفقة مبابي، فكل أركان الصفقة يدافعون عن الحلم ويخططون للمستقبل مستخدمين كل الأسلحة لتحقيق ذلك.. ريال مدريد يُسخّر كل إمكانياته لضم لاعب يقود مشروع النادى لـ10 سنوات قادمة، مثلما فعل من قبل مع كريستيانو رونالدو والذى عاش فترة ذهبية مع العملاق الإسبانى.. كما يحاول باريس إقناع اللاعب بالبقاء للدفاع عن مشروع النادى والذى أنفق مليارات وضم أفضل نجوم العالم لتحقيقه ولم يتوج حتى الآن بدورى أبطال أوروبا.. أما كيليان مبابي نفسه فهو الوحيد الذى يمتلك خيارين فى تلك المعادلة وهو من سيقرر مستقبله سواء في باريس أو مدريد، وسواء اختار هذا أو ذاك فمن سيمتلك النجم الفرنسى الموهوب سيمتلك كل شيء، لأن مبابي "صفقة للتاريخ" ووجوده فى أى نادٍ هو مستقبل لبناء مشروع رياضى للمستقبل.    







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة