الأعياد جعلها الله سبحانه وتعالى للتنفيس عن عباده، والفرح فيها عبادة، وذلك لما ثبت عن أنس بن مالك - رضى الله عنه – قال، كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبى - صلى الله عليه وسلم المدينة، قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما، يوم الفطر، ويوم الأضحى"، لكن أهم ما يجب أن نغتنمه فى أعيادنا أن نجعلها فرصة لصلة أرحامنا وفرصة للتهادى والتقارب ولم الشمل وعودة العائلة.
نعم فرصة مهمة وغالية، فمن كان في قطيعة مع أهله فعليه أن يصل الرحم فى الأعياد، حيث تكون فيها القلوب صافية والنفوس سامية والبيوت مُهيأة للفرح والسرور، وقد قال الله تعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" وقال أيضا جلً شأنه "وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله".
وأن نتذكر ونحن نحتفل بعيدنا المبارك حديث نبينا الكريم، فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام "من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له فى أثره، فليصل رحمه»، ونتذكر أيضا أن قطيعة الرحم مرتبطة بالفساد والإفساد، حيث قال الحق جلً شأنه، "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".
فالعيد إذن.. فرصة سانحة للتهادى والتقارب والتآلف.. فعليكم بصلة أرحاكم خاصة أننا نعيش فى زمن تقطعت فيه الأرحام في ظل سيطرة وسائل الحداثة من مواقع التواصل الاجتماعى ومنصات السوشيال ميديا على حياتنا، بل أقول، إن الحياة أصبحت دونها شبه مستحيلة، مما كان له بالغ الأثر على حياة الأهل، حيث غابت القيم الأخلاقية في تعاملنا، وتناسينا عادات وتقاليد تربينا عليها جميعا.
وأخيرا.. نقول إنه إذا حالت الحدود والسدود لصلة الرحم، فبإمكاننا أن نوظف هذا العالم الجديد ومستحدثاته من وسائل تواصل ومنصات إلى تعزيز القيم الأخلاقية، وعلى رأسها صلة الرحم، حيث بإمكاننا أن نصل الرحم بالاتصال هاتفيا أو عبر الإنترنت من وسائل تواصل اجتماعى، ونقول لقاطع الرحم جبر الله مصيبتك فقد حَرَمْتَ نفسك خيرًا كثيرًا..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة