ورد فى القرآن الكريم والكتاب، قصص العديد من النساء اللاتى تم ذكرهن دون الإشارة إلى أسمائهن، إلا سيدات قليلات هن من نساء العالمين المخلدات، ومن بين سيدات العالمين المخلدات في التاريخ الدينى ومنهم أم السيدة العذراء مريم أم المسيح عليه السلام.
وذكر القرطبي أحاديث صحيحة منها: "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خُويلد، وفاطمة بنت محمد"، وذكر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف كمال أخلاق كثير من الرجال عبر مراحل التاريخ المختلفة، بينما اكتملت أخلاق أربع من النساء اللاتى كن قدواتٍ صالحات للنساء في زمانهن ومن بعدهن.
مريم بنت عمران هي مريم "العذراء" "الصديقة" أم المسيح بن مريم، جاء ذكرها في القرآن في عدّة مواضع حتى أن هناك سورة باسمها، ذُكرت كذلك في السنة النبوية مما روي من أحاديث النبي محمد. شهد الله لها بالعفة وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين، واصطفاها لمعجزة إلهية تمثلت بحملها بعيسى وولادته من غير أب. روي في كمالها عن النبي محمد أنه قال: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» (رواه البخاري ومسلم).
ولدت مريم يتيمة فقد توفي والدها عمران وهي في بطن أمها حنة بنت فاقوذا. فكانت أمها لا تستطيع تربيتها لكبر سنها. فكان كل شخص يريد أن يحظى بكفالتها فعمران أبو مريم كان معلمهم ومن درسهم دينهم وذا أفضال عليهم. فاتفقوا أن يقفوا على مجرى النهر ويرموا أقلامهم (اختاروا القلم لأن أبو مريم كان يعلمهم بالقلم)، وآخر قلم يبقى في النهر دون أن ينجرف هو الذي يكفلها. فرموا أقلامهم وجُرفت أقلامهم ووقف قلم زكريا أي أنه لم يكن آخر واحد ولكن وقف تماماً في النهر. فرموا مرة ثانية وحدث نفس ما حدث في المرة الأولى أي أن قلم زكريا وقف في النهر. رموا المرة الثالثة فوقف القلم في النهر مرة أخرى.
وقال المؤرخون الثقات: إن مريم عليها السلام توفيت بعد قيامة المسيح بست سنين، وكانت مدة حياتها أكثر من ستين سنة، ولما ماتت دفنت في بيت المقدس وقبرها يزار هناك الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة