تعرف مدينة أريحا (وتسمى أيضًا تل السلطان) بأنها ذات تاريخ غنى بشكل لا يصدق وتقع فى الضفة الغربية الفلسطينية، بالقرب من نهر الأردن، على بعد حوالى 55 كيلومترًا (34 ميلًا) من القدس، أُطلق عليها لقب أقدم مدينة فى العالم.
اكتشف علماء الآثار بقايا أكثر من عشرين مستوطنة متتالية فى أريحا، يعود تاريخ أولها إلى حوالى 10000 قبل الميلاد، مما يجعلها واحدة من أقدم المدن المأهولة على هذا الكوكب، تقع أريحا داخل الهلال الخصيب، وكانت مكانًا شهيرًا للتخييم لمجموعات الصيادين، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
فبحلول حوالى 9600 قبل الميلاد، انتهى الجفاف والبرد، مما جعل من الممكن للمجموعات تمديد فترة إقامتهم، مما أدى فى النهاية إلى سكن دائم على مدار العام، ثم ظهرت ثقافة جديدة قائمة على الزراعة والسكن المستقر، تتميز بمنازل دائرية صغيرة مبنية من الطين والطوب، وزراعة الحبوب، ودفن الموتى داخل طوابق المباني.
ففى العصر الحجرى الحديث، نجد لأول مرة أدلة جيدة على الممارسات الدينية والثقافية، لا سيما تلك المتعلقة بعادات الدفن فى أريحا، بالإضافة إلى وضع المتوفى تحت أرضيات المنازل، وانخرط الناس أيضًا فى ممارسة جنائزية فريدة أخرى.
فعند دفن المتوفى، نجد إزالة جماجم موتاهم وتغطيتها بالجبس من أجل خلق وجوه شبيهة بالحياة، أو أقنعة الموت، كاملة مع قذائف داخلية للعيون وطلاء لتقليد الشعر والشارب، تمت إزالة اللحم وعظام الفك من الجماجم من أجل تشكيل الجص على العظام ويبدو أن السمات الجسدية للوجوه خاصة بالأفراد، مما يوحى بأن هذه الجماجم المزخرفة كانت صورًا للمتوفى، إن النمذجة الدقيقة المستخدمة فى تكوين اللحم الشبيه بالحياة مثيرة للإعجاب بحد ذاتها.