أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: المناخ والاقتصاد والأزمة الأوكرانية فى القمة المصرية البولندية

الأربعاء، 01 يونيو 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتسم السياسة الخارجية المصرية بالانفتاح والتوازن وبناء العلاقات القائمة على الشراكة والتعاون، وعلى مدى شهور تعددت زيارات ولقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى، انطلاقا من أهمية الدور المصرى إقليميا ودوليا، وسعيا لبناء علاقات تقوم على الشراكة والتوازن، وتقريب وجهات النظر، ومن هنا تأتى أهمية الزيارة التى قام بها الرئيس البولندى أندريه دودا لمصر، حيث استقبله الرئيس وأجرى مباحثات تتعلق بالعلاقات الثنائية وتبادل الخبرات.
 
تم توقيع اتفاقيات بين مصر وبولندا فى مجالات الزراعة والدبلوماسية والرياضة والمعلوماتية، وتم الاتفاق على استئناف رحلات الطيران البولندى المباشرة بين القاهرة ووارسو، اعتبارا من اليوم، من أجل تيسير حركة الانتقال والاستثمار بين البلدين، مما سيصب فى صالح جهود جذب الاستثمارات البولندية إلى مصر، وزيادة حركة التدفق السياحى البولندى إلى المقاصد المصرية، حيث تحتل بولندا المرتبة الخامسة، بين الدول المصدرة للسياحة إلى مصر.
 
زيارة الرئيس البولندى تستمر ثلاثة أيام، وتشمل زيارات لمعالم التنمية والمعالم الأثرية، ولقاءات مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وهو ما يجعل الزيارة فى نطاق أعمق، تشمل تبادلا للآراء واطلاعا على جهود التنمية فى مصر، وحجم ما تشهده من فرص استثمارية وتعاونية مع الدول الصديقة، وأيضا باعتبار بولندا عضوا فى الاتحاد الأوروبى، بما يمكنها من تدعيم مواقف مصر وعلاقاتها مع الاتحاد. 
 
المباحثات بين الرئيسين، السيسى ودودا، تناولت الجوانب الاقتصادية والتجارية، والتعاون فى مجالات التحول الرقمى والطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه وإعادة تدوير النفايات، فضلا عن الخدمات السياحية والعلاجية والاستفادة من الخبرة البولندية فى هذه المجالات، وكذا نقل وتوطين التكنولوجيا البولندية بمصر، وكلها مجالات تحتل أولوية فى التنمية المصرية.
 
إقليميا، كان هناك تبادل للرؤى فى البلدين بقضايا إقليمية ودولية، مثل مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، وتم استعراض إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان فى سبتمبر الماضى، وما يتعلق بالتطور الذى تم إحرازه، فى مجال تعزيز حقوق المواطنة والحريات الدينية ومكافحة التطرف، وجهود مصر لوقف الهجرة غير الشرعية لأوروبا عبر المتوسط، واستضافة مصر لأكثر من 6 ملايين لاجئ يتمتعون بكل الحقوق الأساسية والخدمات الاجتماعية.
بولندا رحبت بتقديم الخبرة، فيما يتعلق باستضافة مصر للقمة العالمية للمناخ COP-27 أخذا فى الاعتبار، استضافة بولندا لثلاث دورات سابقة للقمة، ووعد الرئيس البولندى بحضور القمة التى تعقد فى نوفمبر بشرم الشيخ، كما شهدت المباحثات توافقا حول أهمية دعم استقرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية، أثناء تطبيق إجراءات التخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخى.
 
وعلى صعيد القضايا الإقليمية والدولية، فقد تطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا، وفى مقدمتها ملف سد النهضة، حيث تم استعراض جهود مصر، على مدار عقد كامل من المفاوضات، من أجل التوصل إلى اتفاق منصف وملزم قانونيا يكفل عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية، وبحقوق الأجيال الحالية والقادمة من مياه النيل، المصدر الأساسى للمياه، ويضمن فيه أيضا بشكل عادل تحقيق الأهداف التنموية للشعب الإثيوبى.
 
المباحثات تطرقت إلى عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى تعد القضية الجوهرية فى المنطقة، حيث تم التأكيد على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف سياسة الاستيطان.
 
وبالطبع، فإن الأزمة الأوكرانية، التى تلقى بظلالها على الاقتصاد العالمى بأسره، وتهدد الأمن الغذائى لمختلف دول العالم، كانت على رأس المباحثات المصرية البولندية، حيث إن بولندا طرف وجار ولديها موقف واضح مساند لأوكرانيا، وطرح الرئيس دودا وجهة النظر البولندية، إزاء مسببات الأزمة وسبل التغلب عليها، ويقوم الموقف المصرى على اتباع كل السبل المؤدية إلى التهدئة، والتوصل إلى حل سلمى للنزاع، وبذل كل الجهود من أجل تحقيق ذلك، على المستوى الثنائى أو الإقليمى أو الدولى، وأهمية إيجاد البدائل والحلول، التى تجنب الشعوب الآثار السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية. 
 
سبق لمصر أن طرحت مبادرة لتشكيل مجموعة اتصال وزارية فى إطار الجامعة العربية، زارت فى شهر إبريل الماضى كلا من «موسكو» و«وارسو»، للالتقاء بوزراء خارجية الدول المعنية، لحث جميع الأطراف على التهدئة، وتغليب لغة الحوار والتفاوض، وصولا إلى تسوية تجنب الجميع ويلات الحرب، وآثارها الاقتصادية الوخيمة. 
 
وبشكل عام، فإن زيارة الرئيس البولندى تمثل أهمية فى توقيتها، ثنائيا مع مصر، وإقليميا ودوليا فى سياق السعى لإنهاء أزمة تكلف العالم ثمنا كبيرا.
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة