كاتب ومترجم وروائى ومحامى، أصبح من كبار محاميى عصره، إلى جانب كونه أحد كبار الكتاب والمترجمين، أجاد عدة لغات مثل الفرنسية والإنجليزية والإيطالية وغيرها، هو محمد لطفى جمعة، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 15 يونيو من عام 1953م.
محمد لطفى جمعة ولد فى 18 يناير من عام 1886م، فى حى كوم الدكة، لأسرة بسيطة، ويقال إن السيدة ملوك بنت عيد والدة الشيخ سيد درويش قامت بإرضاعه، وبذلك أصبح أخا لسيد درويش فى الرضاعة.
وحصل محمد لطفى جمعة على شهادة البكالوريا فى عام 1907م التحق بمدرسة الحقوق الخديوية فى عام 1908م إلا أنه فصل منها إثر إلقائه خطبة فى الذكرى الأربعين لوفاه الزعيم مصطفى كامل أغضبت إدارة المدرسة، فسافر إلى فرنسا والتحق بجامعة ليون، ثم منح درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بليون فى نهاية عام 1912 وعاد إلى القاهرة ليبدأ العمل بالمحاماة.
كما عمل محرراً فى جريدة الظاهر المملوكة لمحمد أبو شادى فى عام 1905م إلا أن إلقاءه لخطاب فى يناير 1906 بمناسبة عيد جلوس الخديوى عباس حلمى الثانى شرح فيه سياسة الوفاق وانتقد استسلام القصر للاستعمار أغضب الخديوى عباس حلمى ففصل من الجريدة، فانتقل إلى جريدة اللواء وكان أجره جنيها واحدا لكل مقال.
اهتم محمد لطفى جمعة بالفلسفة الإسلامية وتاريخها ورجالها، وذلك بعد اتصاله بالإمام محمد عبده، فكتب أكثر من كتاب بين مطبوع ومخطوط فى الفلسفة الإسلامية وعلوم التصوف الإسلامى.
ومن مؤلفاته "تاريخ فلاسفة الإسلام فى المشرق والمغرب "، ترجمة حياة "الشيخ الصوفى محمد عبد السلام"، "خيار الأخيار فى ترجمة خلاصة الصوفية (مخطوط)"، إلى جانب كتابته فى السيرة النبوية نذكر منها: "ثورة الإسلام وبطل الأنبياء أبو القاسم محمد بن عبد الله".
كما له كتاب شهير بعنوان "الشهاب الراصد" فى نقد كتاب فى الشعر الجاهلى لطه حسين وكتب تفسيراً للقران هو "نظرات عصرية فى القران الكريم"، وغيرها من المؤلفات.