أحمد التايب

لهذا تحولت البيوت إلى جزر منعزلة

الإثنين، 27 يونيو 2022 12:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤكد أن العائلة كانت أقوى ضمان ضد الانحراف، حيث التمسك بالقيم والثوابت الوطنية والأخلاقية، إلا أنه وللأسف الشديد فقد فرحنا بعصر الحداثة وأدمنا مواقع التواصل الاجتماعى ومنصات السوشيال ميديا فاختلطت الأمور وانقلبت إلى حد السكين، فأصبح حال العائلة إلى الهاوية لتختلف طبيعة الحياة بين زحام المسئوليات وأحلام العولمة، وفى خضم ذلك المعترك تحول البيت إلى جزر، وبات شمل العائلة تائهًا، وزاد الفراق وتغلغل الانعزال فأصبحنا أمام زمن قل فيه توقير الكبير وانتشرت فيه كافة الرذائل، وضاعت اللمة، وسادت العزلة، وأصبح الكل يبحث ويلهث وراء مصالحه، ينافق من يشاء، ويود من يشاء، فلا قيمة للصدق ولا للحق.
 
ونسينا أو أنستنا الحداثة قيمنا، رغم حث كافة الأديان على التمسك بها، فها هو نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يقول، "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وهو القائل أيضا "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، و"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
 
لكن للأسف، نستبدل الآن الذى هو خير بالذى هو أدنى، فأين الترابط الأسرى؟ وأين جبر الخواطر؟ وأين التضامن والتكاتف بين الأهل والجيران؟، وأين الشهامة والمروءة في نفوس الناس؟ لذلك فإن اعتقادى أن الداء معروف والعلاج لكافة أزماتنا متوفر، فقط علينا بالتشارك وقيام الكل بمسئولياته من أجل ضبط حركة المجتمع من جديد والعودة إلى ما افتقدناه من الزمن الجميع حيث الصدق والأمانة والمودة والمحبة والرضا والقناعة.
 
نعم الطريق معروف ومعلوم، لكننا غير جادين وبات كل همنا الآن المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، وتحقيق الشهرة الزائفة حتى ولو تم انتهاك الخصوصية، وملء الكروش والجيوب ولو بالسلب والنهب، ولسان حال الجميع يقول "أن للبيت رب يحيمه".
 
وختاما، فإن لمة العائلة دائما مفتاح لانتشار الخير، لأنها تعنى وجود الكبير والتواصل، وتصحيح الخاطئ ومعالجة القاصر، وكذلك حصن لمواجهة المصائب، لذا، يجب أن نرجع إلى هويتنا وأن نسترد عاداتنا الجميلة خاصة الانتماء فالإنسان بطبيعته وفطرته بحاجة دائما إلى الانتماء وليس هناك أفضل من إشباع هذه الحاجة بانتماء الإنسان إلى عائلته التى تتمتع بالقيم والأخلاق..
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة