أحمد إبراهيم الشريف

دافعوا عمن تحبون.. لكن لا تشوهوا المعانى

الأحد، 05 يونيو 2022 10:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التضامن مع الأصدقاء والأخوة لا ضير فيه، بل هو سلوك إنسانى يدل على على الخلق القويم وحسن العشرة، لكن التضامن لا يكون أبدا بقلب الحقائق أو بالتفسير الخاطئ أو بالتهوين من الأمور الجسام.
 
نحن جميعا عند التعامل مع الأمور الخلافية عادة ما نرتكب خطأين، الأول أننا حين نغضب "نهين" الآخر ولا نقبل عذره، والثانى أننا حين نتعاطف نسخف من الأمور ونهون منها ونتهم الغاضبين بالحمق والكراهية والتربص، لكن أن نصل إلى سواء الأمور فذلك قليل، ولا يتأتى إلا لمن رحم ربي.
 
أقول هذا الكلام بمناسبة ما أثير مؤخرا بعد إساءة الشاعر ناصر دويدار للسيدة أم كلثوم وللشاعر الكبير أحمد رامى، والهجوم الذى جاء بعد ذلك ردا عليه، ثم الدفاع المستميت ممن يعرفون الرجل فى الدفاع عنه.
 
أما فيما يتعلق بالإساءة لأم كلثوم فقد أساء ناصر دويدار، والذين يقولون بأن ما قاله نقد إنما يخدعون أنفسهم قبل أن يخدعونا، فهم يعرفون جيدا الفارق الكبير بين النقد والإساءة، وكل ما قيل ليس فيه شيء من النقد.
 
أما الغاضبون، فهذا حقهم، لأن أم كلثوم وأحمد رامى رمزان كبيران والحديث ضدهما كان سبًا وتقليلًا وليس دراسة أو تأويلا، كما أن أم كلثوم تمثل عند المصريين حجر زاوية فى شخصياتهم لذا من الطبيعى أن يغضب الناس وليس معنى ذلك أنهم متربصون بالشاعر ناصر دويدار، لكن البعض غالوا فى هذا الغضب، فارتكبوا الخطأ نفسه الذى أخذوه على الشاعر ناصر دويدار.
 
أما المدافعون عن ناصر دويدار فهذا أيضا حقهم، لكن نرجوهم فقط ألا يشوهوا المفاهيم، لأن ذلك سيكون أثره خطيرا فيما بعد، فلا يصح أن يكون الدفاع عن الصديق بجملة أن "لا شخص مقدس"، لأن الأمر بعيدًا عن التقديس، وهناك ما يقال فى المحافل العامة وما يقال فى جلسات النميمة، وليس معنى أن فلانا غير مقدس أن أتهمه فى عرضه وخلقه. 
 
لقد اعتذر الشاعر ناصر دويدار وهذه شجاعة منه يشكر عليها، كان من الممكن أن تأخذه العزة بالإثم، لذا ليس للناس على شخصه سبيل، من حقهم أن يظلوا مستاءين، لكن ليس من حقهم أن يسبوا الرجل، وعلى أصدقائه أن يتضاموا معه لكن دون تقليل مما حدث.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة