أوصى المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها، بتسريع حملات توزيع الجرعة الرابعة لمن تجاوزوا الــ65، والمصابين بأمراض مزمنة أو يعانون من نقص أو خلل في جهاز المناعة، وذلك وفقا لما ذكره موقع الوكالة الأوروبية للأدوية.
وأفادت الوكالة الأوروبية للأدوية"EMA"، بأن مصانع الأدوية جاهزة لإنتاج كميات كافية من اللقاحات المكيفة مع خصائص السلالة الجديدة، أي أنها لقاحات تحتوي على عينات من المتحور الأصلي الذي ظهر في ووهان، إلى جانب عينات من متحور أوميكرون. وكانت الوكالة الأميركية للأدوية طلبت من الشركات المنتجة إعداد لقاح جديد يحتوي على عينات من فيروس ووهان ومن متحور أوميكرون 5.
دعا المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها إلى تعزيز جهود المراقبة والحذر، إزاء الارتفاع المطرد في عدد الإصابات بالسلالات الجديدة من متحور أوميكرون (أوميكرون 5) الناتج عن فيروس كورونا، بعد أن ارتفعت خصوصاً بين الذين تجاوزوا الـ65 من العمر بنسبة 32% خلال هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي، أي ما يعادل 62.8% من مستوى الذروة الذي بلغته حتى الآن.
وأوصى التقرير الدوري الأخير للمركز بتسريع حملات توزيع الجرعة الرابعة لمن تجاوزوا الــ65، والمصابين بأمراض مزمنة، أو يعانون من نقص أو خلل في جهاز المناعة.
وكانت الوكالة الأوروبية للأدوية قد نبهت من ضعف التغطية بالجرعة الرابعة، التي لم يتجاوز معدلها 21% من المسنين، و45% بين المصابين بنقص المناعة.
كان المركز الأوروبي نصح بعدم الانتظار حتى الخريف لتناول الجرعة الرابعة، لأنها تعزز الاستجابة المناعية بنسبة عالية، وتحمي من الأعراض الخطرة عند الإصابة، لاسيما أن السلالة الجديدة من متحور أوميكرون تتمتع بقدرة على السريان تفوق جميع المتحورات السابقة، ومن خصائصه أن الذين يصابون به يمكن أن يتعرضوا للإصابة مرة ثانية أو ثالثة.
ويقول خبراء المركز، إن الجرعة المنشطة هي السبيل للحماية من الفيروس في هذه المرحلة من السريان السريع والكثيف، لا سيما أنه بات من غير الوارد حالياً العودة إلى تدابير الإقفال أو إجراءات الوقاية المشددة التي كانت تفرضها السلطات الصحية في الفترة الماضية. تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الأوروبية ما زالت تفرض الحجر الصحي على المصابين، رغم أن مراقبة تنفيذه تراجعت في الفترة الأخيرة.
كانت الوكالة الأوروبية للأدوية قد خفضت الفترة الفاصلة بين جرعتين من اللقاح ضد كورونا إلى 3 أشهر، بعد أن بيّنت الدراسات الأخيرة أن فاعلية الجرعة تنخفض بنسبة ملحوظة بعد 4 أشهر من تناولها، فضلاً عن أن المتحورات الجديدة تقتضي عادة بعض التعديلات على الجرعة اللقاحية من أجل ضمان فاعليتها، كما أكدت الوكالة أن تناول 3 جرعات في السنة لا يشكل أي خطر ولا تنجم عنه أعراض ذات أهمية تذكر، مشيرة إلى أن التعافي من الإصابة يوازي جرعة من اللقاح.
وفيما استبعدت السلطات الصحية في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا العودة إلى فرض التدابير المتشددة التي كانت معتمدة خلال الموجات الوبائية السابقة، أفادت وزارة الصحة الألمانية بأن تدابير إقفال المدارس في الخريف المقبل جاهزة في حال ارتفاع سريع وكثيف للإصابات، أو تعرض المنظومة الصحية للضغط أو ظهور متحورات جديدة.
ويقول خبراء الوكالة إنه ليس معروفاً بعد إذا كانت اللقاحات الجديدة توفر حماية ضد السريان، لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها توفر حماية محدودة، لا سيما وأن البيانات الأخيرة من شركتي "فايزر" و"موديرنا" تفيد بأن مضادات الأجسام التي يولدها الجيل الجديد من اللقاحات هي ضعف التي تتولد من اللقاحات المتداولة حالياً.
وينصح خبراء المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها بعدم إهمال اللجوء إلى المضادات الفيروسية والمضادات أحادية النسيلة لعلاج الإصابات الخطرة، التي لوحظ انخفاض في استخدامها مع انتشار اللقاحات، وما نشأ عنه من اعتقاد واسع بأنها كافية وحدها للحماية من الأعراض الخطرة.
ويقول الخبراء، إن معظم الوفيات التي سجلت بين الملقحين كانت لأشخاص مصابين بأمراض مزمنة، أو يعانون من نقص أو خلل في جهاز المناعة.