مرة أخرى فتحت أوروبا ملف الآثار المنهوبة، حيث أعادت باريس مؤخرا 26 قطعة أثرية ملكية نهبها الجنود الفرنسيون في القرن التاسع عشر إلى بنين، بينما تطلب المتاحف السودانية إعادة القطع الأثرية أيضًا، كما أن المتحف البريطاني فتح أخيرًا حوارًا حول إعادة رخام البارثينون إلى اليونان، فلماذا لا نتحدث عن آثارنا المنهوبة ومنها حجر رشيد.
في البداية نقول إن معظم آثار أفريقيا منهوبة فى أوروبا وأمريكا، وقد حدث ذلك في عصور الاستعمار التى امتدت قرونا، حيث كان المستعمر الغربي يتعامل بأنه يملك البشر والحجر.
فى هذه الفترة خرجت آلاف القطع الأثرية إلى أوروبا وأمريكا بالقوة أو بالاحتيال، واستقرت فى المتاحف الكبرى والصغرى، ودخلت فى الملكيات العامة والخاصة.
وراحت الدول الأفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية تدافع عن حقوقها وتطالب بآثارها.
ومنذ نحو عام أطلق الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مبادرة طالب فيها بإجراء مراجعة شاملة لما تم نهبه خلال العهد الاستعمارى بعد أن قال لطلبة من بوركينا فاسو "التراث الأفريقى لا يمكن أن يبقى فى مقتنيات أوروبية خاصة ومتاحف" وها قد رأينا بشائر لهذه المبادرة.
وعلينا في مصر أن نخوض هذه المعركة المهمة، ونعمل على استعادة بعض هذه الآثار ومنها "حجر رشيد" وجميعنا يعرف كيف خرج حجر رشيد من مصر، وكيف سمح الأسطول البريطاني بأن يأخذه من الحملة الفرنسية التي أخذته من مدينة رشيد المصرية.
أنا أعتبر أن عودة القطع الأثرية المنهوبة معركة كبيرة ومهمة هى معركة شخصية مع الماضى الاستعمارى ومع المحدث الطامع، وحتما سوف نواجه تحديات ورفض، ولن يتم الأمر بسهولة، لكنه فى النهاية سنحدث انتصارًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة