منيرة 43 سنة، أرملة وتبحث عن عريس، ليس له أي مواصفات خاصة، تقبله إن كان متزوجاً أو أعزباً أو حتى متعدد الزوجات، شاب أو عجوز - المهم الونس - يعمل أو بدون.. لايهم، منيرة مقتدرة وبإمكانها أن تتولى نفقات المنزل، ولديها ثروة حوالي 5 ملايين جنيه، ومعاش ثابت من زوجها "المرحوم"، وعلى قدر معقول من الجمال، وليس لديها أبناء، وكل ما تهتم به حالياً العريس!
ما سبق مثال توضيحي ونموذج مشابه لمنشور منتشر على جروبات "فيس بوك"، مفترض أنه لسيدة تطلب رجل يشاركها الحياة، وهذا حقها، دون مزايدة أو انتقاد، ولكن الفكرة الأساسية أن المنشور جزء من حيلة نصب جديدة على السوشيال ميديا، يستخدمها البعض لتأسيس الجروبات وزيادة التفاعل على عدد من الصفحات، ثم بيعها بعد ذلك، و"كله بتمنه"، فلا يوجد سيدة تبحث عن عريس، ولا تمتلك أرصدة في البنوك، أو معاش أو منزل أو كل المواصفات الخيالية المذكورة عالياً، لكنها خدعة تنطلي على آلاف المتابعين، الذين يدخلون للتعليق والمشاركة والتعامل مع الموضوع باعتباره هام وعاجل.
الغريب في هذا النوع من المنشورات أنك لن تجد أبداً من يبحث عن عروسة، كلهن يبحثن عن عريس، وطبعاً الهدف معروف ومفهوم، فمن تبحث عن عريس ستجلب مئات التعليقات واللاوف والشير والدخول خاص، واصطياد عواطليه السوشيال ميديا، الذين يقضون ساعات طويلة على الفضاء الأزرق، دون هدف أو فكرة، لذلك بات مهما أن نحذر من هذه الجروبات، التي صارت سوقاً مفتوحة لأعمال النصب والاحتيال الرخيصة، وربما أداة لنشر الجريمة وتفكيك قيم المجتمع.
جروبات وصفحات السويشيال ميديا لا تبحث عن زيادة أعداد متابعيها من خلال إعلانات الزواج المغرية فقط، بل تتبع حيل عديدة، أبرزها صادفته مؤخراً فى جروبات للسلع المعمرة المستعملة، فسرعان ما تنبهر وتفتح عينيك أمام عرض لـ ثلاجة 18 قدم، ماركة معروفة، ومعروضة للبيع بـ 1500 جنيه، باعتبارها بواقي تصدير، مصحوبة بصورة من داخل مخزن ملصق عليها السعر، مع عبارة متوفرة بكميات كبيرة لمن يرغب وللتواصل رجاء الدخول إلى صفحة الجروب الموجودة في التعليقات، وبعد الدخول إلى الصفحة المزعومة، لن تجد الثلاجة أو الغسالة أو أي شيء، وستظل تسأل وترد على نفسك دون إجابة من أحد.
الترافيك الوهمي وجمع اللايك والشير صار قضية مفزعة على السوشيال ميديا، فكل ما ذكرته يحدث من أجل عرض هذه الصفحات والجروبات للبيع بعد تسمينها حراماً لاصطياد زبائنها في أسواق النخاسة عبر الفضاء الأزرق، الذى باتت تحكمه الفوضى والشائعات والمعلومات المضللة، والمجموعات المنظمة، التي احترفت النصب وصارت لها تجارة رائجة من خلف التعامل مع السوشيال ميديا، وهذا أمر يدعو إلى ضرورة التوعية بخطورة هذه الظاهرة، وما قد تجلبه من نتائج كارثية، وتأثيرات مباشرة على العلاقات الأسرية، وكيان المجتمع المصري، الذى مازالت له خصوصية ثقافية وعادات مختلفة عن العالم أجمع.
أتمنى أن نتنبه جيداً لمحاولات اصطياد زبائن عبر الفيس بوك والسوشيال ميديا بشكل عام، وألا ننخدع بصورة منيرة أو سميرة أو منال ودلال، فكلها أسماء وهمية، وصور مسروقة من حسابات تم اختراقها والسيطرة عليها، بطرق متشابهة أو مماثلة لما نذكر، لذلك احترسوا جيداً، ولا تشتركوا في مجموعات وجروبات لا تعرفوها، ولا تنخدعوا بالمظهر البراق والعروض الخيالية، وتذكروا دائماً أن الأصل في عمليات النصب والاحتيال استثارة الطمع والمكسب غير المتوقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة